رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابن يوسف _ أغسطينوس القديس أغسطينوس أما بخصوص السؤال المتعلق بتسجيل نسب المسيح (عند متى ولوقا)، ولماذا سُجل من خلال يوسف وليس من خلال مريم، هذا لا يجب أن يحيرنا، لأنه كما كانت العذراء أماً بدون شهوة جسدية، هكذا كان يوسف أباً بدون إتصال جسدي. والذي من خلاله تتابع الأجيال في تسلسل تنازلي (كما عند متى)، وفي تسلسل تصاعدي (كما عند لوقا). لذلك دعنا لا نستثني يوسف (كأب) لمجرد أن الشهوة الجسدية مستثناه، بل لنجعل نقاوته العظيمة تثبِّت أبوته. بخلاف ذلك، القديسة مريم نفسها قد توبخنا ! لأنها لم تكن تذكر نفسها قبل زوجها، لكنها قالت: "أبوك وأنا كنا نطلبك مُعذَّبين" (لو 2). ولهذا السبب، يجب أن لا نجعل النقاد المنحرفين أن يفعلوا ما لم تفعله هذه الزوجة العفيفة. ولنحصي الأنساب من خلال يوسف، لأنه كما هو زوج في عفة، هو أيضاً أب في عفة. ولنعطي الرجل أسبقية على المرأة، طبقاً لناموس الطبيعة، وناموس الله. لأنه إذا تجنبناه ووضعناها في مكانه، سوف يقول وبحق: "لماذا عزلتموني؟ لماذا لا تصعد وتنزل الأجيال من خلالي؟ قد نقول له : "لأنك لست أباً بحسب الفعل الجسدي" فيجيب بوضوح: "وهل هي أم بحسب الفعل الجسدي؟ إنَّ ما تممه الروح القدس قد تممه لكلانا". نقرأ في الإنجيل أن يوسف كان باراً (مت 19:1). فأمامنا رجل بار، وإمرأة بارة. الروح القدس في سروره ببر الأثنين، أعطى كلاهما إبناً. لقد رتَّب الروح القدس أيضاً أن يولد أبناً للزوج. ولذلك يطلب الملاك من كلاهما أن يعطيا إسماً للطفل، وبالتالي تثبتت سلطة كلا الأبوين. لمريم قيل: "وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع" (لو 1)، وليوسف أيضاً قيل: "يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس، فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 1). هنا نرى بلا شك تأكيد على أبوته، ليس بحسب الجسد بل بحسب المحبة. إذن ليكن مقبولاً كأب، كما هو حقاً هكذا. سجل الإنجيليين بتيقظ وحكمة سلسلة الأنساب من خلاله، سواء إن كان متى بشكل تنازلي من إبرهيم إلى المسيح، أو لوقا بشكل تصاعدي من المسيح إلى إبراهيم إلى الله. الأول يحصي بشكل تنازلي والآخر بشكل تصاعدي، كلاهما من خلال يوسف. لماذا؟ لأنه كان الأب. لماذا كان الأب؟ لأنه بقدر ما كان أباً هكذا بشكل عفيف، كلما كان أباً فعلياً بالأكثر. صحيح أن الناس كانت تظن أنه أب الرب يسوع المسيح بصورة مختلفة، أي بنفس الطريقة التي يكون عليها الرجال آباء، بإنجاب الأطفال بالجسد، وليس بإنجابهم من خلال المحبة الروحية فقط. لذلك قال لوقا: "وهو على ما كان يظنُّ ابن يوسف" (لو3). لماذا "يظنُّ "، لأن أفكار وإفتراضات الناس تذهب كما هو الحال بالنسبة للرجال. إذن، لم يكن الرب من نسل يوسف - ولو أن الناس ظنوه هكذا - إلا أنه لتقوى ومحبة يوسف ولد ابناً، من العذراء مريم - ذاك الذي كان أيضاً ابناً لله. |
13 - 03 - 2015, 01:49 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ابن يوسف _ أغسطينوس
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|