|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا السؤال المطروح، سؤال رائع ونادراً ما يسأله أحد، وغالباً حينما يُطرح تتم الإجابة حسب التأمل الخاص أو حسب ما يتصوره المُجيب بحسب رؤيته الشخصية، لأنه فعلاً هو سؤال محتاج وعي وشمول في الإجابة بدقة على ضوء العهد القديم وفي المفهوم اليهودي في ذلك الوقت، وهو سؤال في منتهى الأهمية لأنه مربوط ربطاً مباشراً بالعهد القديم والتراث اليهودي كله، لذلك نجد أن اليهود لم يستغربوا ما يفعله القديس يوحنا المعمدان والشعب نفسه أقبل إليه بل والفريسيين أنفسهم والصدوقيين، دون أن يسألوا القديس يوحنا عن ماذا يصنع أو عن معنى المعمودية أو يثيروا جدلاً حولها، بل ببساطة ودون سؤال اعتمدوا منه، وذلك للأسباب التالية : 1 – الماء في العهد القديم ، كما في اعتقاد باقي الشعوب – يعتبر الوسيلة المفضلة للتطهير 2 – الاغتسال جزء هام وضروري في حياة اليهودي وفي كل طقوسه التكريسية واليومية ، فتظهر في تكريس الكهنة واللاويين قبل دخولهم الخدمة : [ و هذا ما تصنعه لهم لتقديسهم ليكهنوا لي خذ ثورا واحدا ابن بقر و كبشين صحيحين و خبز فطير و اقراص فطير ملتوتة بزيت و رقاق فطير مدهونة بزيت من دقيق حنطة تصنعها و تجعلها في سلة واحدة و تقدمها في السلة مع الثور و الكبشين و تقدم هرون و بنيه الى باب خيمة الاجتماع و تغسلهم بماء و تاخذ الثياب و تلبس هرون القميص و جبة الرداء و الرداء و الصدرة و تشده بزنار الرداء و تضع العمامة على راسه و تجعل الاكليل المقدس على العمامة و تاخذ دهن المسحة و تسكبه على رأسه و تمسحه ] ( خروج 29: 1 – 7 ) [ و كلم الرب موسى قائلاً : خذ اللاويين من بين بني اسرائيل و طهرهم و هكذا تفعل لهم لتطهيرهم انضح عليهم ماء الخطية و ليمروا موسى على كل بشرهم و يغسلوا ثيابهم فيتطهروا ثم ياخذوا ثورا ابن بقر و تقدمته دقيقا ملتوتا بزيت و ثورا اخر ابن بقر تاخذ لذبيحة خطية ] ( عدد 8: 5 – 22 ) وأيضاً هو واجب على رئيس الكهنة يوم الكفارة [ يلبس قميص كتان مقدسا و تكون سراويل كتان على جسده و يتنطق بمنطقة كتان و يتعمم بعمامة كتان انها ثياب مقدسة فيرحض جسده بماء و يلبسها ... و يرحض جسده بماء في مكان مقدس ثم يلبس ثيابه و يخرج و يعمل محرقته و محرقة الشعب و يكفر عن نفسه و عن الشعب ] ( لاويين 16: 4 ، 24 ) وهكذا توجد آيات ليس لها حصر عن الغسيل والتطهير بالماء ، ليس للكهنة واللاويين فقط بل لكل الشعب في مناسبات ومواقف مختلفة ، ولا ننسى أيضاً الاغتسال عند دخول الخيمة في المرحضة … [ أنظر عدد 19: 11 - 12 ] 3 – كان عند الرابيين اليهود معموديات مختلفة، فكل رابي يهودي كان له فكر في المعمودية بغرض التوبة ، فليست المعمودية غريبة عن اليهود عموماً ولا حتى في عصر القديس يوحنا المعمدان نفسه … *** والأهم من هذا كله أن الأنبياء أظهروا تعليم عن أيام تأتي للغسيل بمياه الله المُطهرة ، وكان شعب إسرائيل ينتظر مياه الله المطهرة المرتبطة بسكيب روحه ، لذلك حينما ابتدأ يُعمد القديس يوحنا المعمدان ركض إليه الشعب للاغتسال والتوبة ، لأنهم اعتبروه نبي عظيم تتحقق فيه نبوات الأنبياء وأنه ليس مثل باقي الرابيين اليهود … ” لأني أسكب ماء على العطشان و سيولا على اليابسة أسكب روحي على نسلك و بركتي على ذريتك ” ( إشعياء 44: 3 ) وحزقيال النبي أوضح الموضوع بشدة وهو ما كان في ذهن الشعب حينما كان القديس يوحنا المعمدان يُعمَّد لذلك أقبلوا بأعداد غفيرة على معمودية يوحنا : [ و أرش عليكم ماء طاهرا فتطهرون من كل نجاستكم و من كل أصنامكم اطهركم وأعطيكم قلبا جديداً وأجعل روحاً جديدة في داخلكم و انزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم. و أجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي و تعملون بها وتسكنون الأرض التي أعطيت آباءكم إياها و تكونون لي شعباً وأنا أكون لكم إلها. وأُخلصكم من كل نجاساتكم وأدعو الحنطة وأكثرها و لا أضع عليكم جوعاً وأُكثر ثمر الشجر وغلة الحقل لكي لا تنالوا بعد عار الجوع بين الأمم فتذكرون طرقكم الرديئة وأعمالكم غير الصالحة وتمقتون أنفسكم أمام وجوهكم من أجل آثامكم وعلى رجاساتكم ، لا من أجلكم أنا صانع يقول السيد الرب فليكن معلوما لكم فاخجلوا واخزوا من طرقكم يا بيت اسرائيل ] ( جزقيال 36 : 26 – 32 ] [ في ذلك اليوم يكون ينبوع مفتوحاً لبيت داود و لسكان أورشليم للخطية وللنجاسة ويكون في ذلك اليوم يقول رب الجنود اني أقطع أسماء الأصنام من الأرض فلا تُذكر بعد وأُزيل الأنبياء ( الكذبة ) أيضاً والروح النجس من الأرض ] ( زكريا 13: 1 – 2 ) 4 – فَسَّرَ كل من العلامة اليهودي فيلون ويوسيفوس المؤرخ اليهودي ، التطهير بالماء كرمز لتطهير النفس والضمير ، كما أكد الفريسيون على عادات الاغتسالات من الأيدي والطقوس ، بمعنى أن كل شيء تقريباً يتطهر بالماء حسب فكرهكم وتعليمهم المنتشر في ذلك الوقت ، وقد حولوا موضوع الاغتسال لنظام معقد جداً من الطقوس ، وهذه التعاليم انتشرت قبل ظهور القديس يوحنا المعمدان ، والشعب الإسرائيلي كله تعلمها على يد الرابيين والفريسيين وأصحاب المدارس اليهودية المختلفة في الشرح والتفسير … 5 – ولنا أن نعود للآية التي تشرح ظهور القديس يوحنا ونداءه للتوبة لنفهم الملابسات مع ربط الموضوع بما قلناه سابقاً : [ وفي ذلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهود قائلاً : توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات ] ( مت 3: 1 و2 ) يوحنا كان عند اليهود والشعب له مكانة خاصة منذ مولده الإعجازي كما نعرف الأحداث المشهورة ، واختفى عنهم فترة طويلة وسنين عديدة لا أحد يعلم عنه فيها شيئاً وفي النهاية ظهر بشكل مهيب جداً ، فظهر بقوة روح إيليا حسب النبوات ، وقد خرج من البرية وظهر أمام شعب إسرائيل بمظهر الأنبياء النساك من لبس وطعام وحياة في برية صعبة غير مأهولة لسنين طويلة ، وهو يُعلَّم قائلاً توبوا … [ ويوحنا هذا كان لُباسه من وبر الإبل ، وعلى حقويه منطقة من جلد . وكان طعامه جراداً وعسلاً برياً ] ( مت 3: 4 ) وكان في ذهن الشعب – في ذلك الوقت – كما يشرح الكثيرين من اليهود الغير معترفين بيوحنا المعمدان ، إذ قالوا أنه أضل الشعب وراءة وظنوا أنه إيليا المنتظر حسب ما هو مكتوب : [ ها أنا أُرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب ، اليوم العظيم والمخوف فيرد قلوب [ بالتوبة ] الآباء على الأبناء ، وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتٍ وأضرب الأرض بلعن ] ( ملا 4: 5 و6 ) وطبعاً بعد هذه الخلفية السريعة السابقة والحالية نفهم لماذا هذا الأقبال على القديس يوحنا المعمدان الذي أشار إليه القديس متى : [ حينئذٍ خَرَجَ إليه أورشليم وكل اليهودية ، وجميع الكُورة المُحيطة بالأردن ( نهر الأردن ) واعتمدوا منه في الأردن ، معترفين بخطاياهم ] ( مت 3: 5 و6 ) ولقد وضح القديس متى الرسول الأساس الذي عمد عليه القديس يوحنا المعمدان ، إذ قال : [ فإن هذا هو الذي قيل عنه بإشعياء النبي القائل : صوتٍ صارخ في البرية ، أَعدوا طريق الرب . أصنعه سُبُلَهُ مُستقيمة ] ( مت 3: 3 ) وهذا ما أشار إليه يوحنا للذين أتوا ليسألوه من أنت مما جعل كل الشعب يتمسك بمعموديته ويتأكد من صحتها : [ من أنت لنعطي جواباً للذين أرسلونا . ماذا تقول عن نفسك ؟ ، قال : أنا صوتٍ صارخ في البرية ، قوَّموا طريق الرب كما قال إشعياء النبي . وكان المرسلون من الفريسيين ، فسألوة وقالوا له فما بالك تُعمَّد إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبي ؟ أجابهم يوحنا قائلاً : أنا أُعمد بماء ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي ... ] ( يو 1: 22 – 27 ) ولننتبة لنقطة مهمة : أن مياه الله المطهرة التي كان يتكلم عنها اليهود وفي كل شروحاتهم ، هي مياه العهد الجديد الذي ينتظرونه حسب النبوه ، بمعنى أنهم فاهمين أن هناك مياه أقوى تطهيراً مما يستخدمونها في الطقس ، بمعنى أن الله سوف يعطيهم قوة تطهير دائم وليس مؤقت يحتاجونه كل يوم ، أي سيتطهرون مرة ولا يحتاجوا لتطهير آخر أو يومي ، وسيرجع إليهم مجد الرب الذي فقدوه بسبب آثامهم وخطاياهم … [ و أرش عليكم ماء طاهرا فتطهرون من كل نجاستكم و من كل أصنامكم اطهركم و اعطيكم قلبا جديدا و اجعل روحا جديدة في داخلكم و انزع قلب الحجر من لحمكم و اعطيكم قلب لحم. و أجعل روحي في داخلكم و اجعلكم تسلكون في فرائضي و تحفظون احكامي و تعملون بها وتسكنون الأرض التي أعطيت آباءكم إياها و تكونون لي شعبا و أنا أكون لكم إلها.و أُخلصكم من كل نجاساتكم و ادعو الحنطة و اكثرها و لا اضع عليكم جوعا و أُكثر ثمر الشجر و غلة الحقل لكيلا تنالوا بعد عار الجوع بين الامم ] وبالطبع ينتظرونه بظهور المسيا الآتي حسب النبوات ، والذي سيأتي قبله إيليا بصوتٍ صارخ في البرية ليعد الطريق أمامه ، لذلك عند ظهور القديس يوحنا ركض الشعب وراءه كما رأينا ، وتم سؤال القديس يوحنا المعمدان : من أنت ؟… مع ملاحظة أن عبور البحر الأحمر كان في ذهنهم حينما رأوا معمودية يوحنا، لأن الرابيين اليهود أكدوا عليه في شرح الخلاص من العبودية بعبورهم البحر للتطهير، فكل ما أتى ذكره عن المياة في العهد القديم كان يؤكد عليه الرابيين اليهود في شروحاتهم من منطلق عبور البحر الأحمر لغاية التطهيرات في داخل الهيكل ، وذلك حتى قبل ظهور القديس يوحنا المعمدان … ____________________________________________ هل المسيح الرب عمد أحد، وهل يُعمد مثل يوحنا المعمدان للتوبة !!! الرب نفسه قال : [ أجاب يسوع الحق الحق أقول لك أن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ] (يو 3 : 5) ، فالمسيح الرب لا يُعمد مثل يوحنا ، بل يعمد بالروح القدس الناري ، ويوحنا لا يقدر أن يقول أن المسيح الرب يُعمد مثله ، لأنه لو قال انه يعمد بالماء والروح فسيُفهم انها نفس ذات المعمودية !!! وهذا تعبير خطير قد لا يجعل أحد لا يُفرق بين المعموديتيتن ، لأن معمودية يوحنا لا تُخلص إنما تُعد الطريق لتأهيل القلب لاستقبال عمل الله ، ولكنها لا تعطي خلاصاً : [ فقال بولس أن يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده أي بالمسيح يسوع ] (اع 19 : 4)… والرب يسوع لم يُعمد أحد قط ، لأنه يعمدنا في موته وقيامته ، فهو لم يكن مات وقام بعد فكيف يُعمد أحد ، وقد شيع خطأ عن المسيح انه كان يُعمد ، والبعض كتب في التفاسير بدون تدقيق مع اقتطاع الاية من سياقها المكتوبه فيه قائلين أن المسيح الرب كان يُعمد ، وهذه هي الفقرى متكاملة من الإنجيل لنفهم المقصود : [ فلما علم الرب أن الفريسيين سمعوا أن يسوع يصير ويُعمد تلاميذ أكثر من يوحنا. مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه. ترك اليهودية و مضى أيضاً إلى الجليل ] (يو4: 1 – 3) ، فالآية واضحة جداً ولا تحتاج لتعليل او تفسير ، فقد أُشيع عن المسيح الرب انه كان يُعمد ن مع انه كيف يُعمد ومعموديته تتم بموته وقيامته !!! كما سوف نرى الآيات في آخر التعليق … ولنا أن نعرف ان ماء يوحنا غير مياه المسيح الرب ، لأن مياه يوحنا مياه ساذجة أي الماء العادي للدلالة على الاغتسال من الخطية لمجرد إعداد القلب لاستقبال العريس السماوي المخلص الحقيقي والوحيد ، أما مياه المسيح الرب المطهره هي ماء الروح القدس الذي يغسل الضمير والقلب بدم الرب المسفوك على الصليب ، وكما هو مكتوب : [ أن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ، ان اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم ] (1يو1: 7و 9) وهذه هي معموديتنا الجديدة في المسيح الرب : [ أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته ] (رو 6 : 3) [ مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات ] (كو 2 : 12) [ فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة ] (رو 6 : 4) _____ باختصار بسبب عدم قناعة البعض إذ يعتقدون أن المسيح الرب بشخصه كان يُعمد____ كيف يقول القديس يوحنا الإنجيلي بعد ما ذكر أولاً انه يُعمد ثم يقول مع انه لم يكن يعمد بل تلاميذه !!! والإنجيل عموماً لم يتناقض مع بعضه البعض إطلاقاً ، وقد علق على هذه الآية [ وكان يُعمد ] كل من القديس يوحنا ذهبي الفم والقديس أغسطينوس بانها ليست المعمودية السرائرية التي تدل على موت المسيح وقيامته وهي كانت على يد التلاميذ ، وأن من الواضح ان هذه الآية وما بعدها تخص التمهيد لحديث المعمدان الأخير لتكميل شهادة المسيح ، وتمهيد عام لتصحيح الإشاعة التي قيلت عن الرب من جهة أنه يُعمد واستُكمل الموضوع وتم إيضاحه في الإصحاح الرابع ، فالمسيح لم يكن يُعمد لذلك شرحها القديس يوحنا بعد ذلك في الإصحاح الرابع ، ولأن المسيح الرب كان يُنادي بالتوبة فظنوا أنه يُعمد مثل يوحنا لذلك قال انه يُعمد – حسب المعتقد السائد والمُشاع – وبعد ذلك ذكر انه لم يكن هو الذي يُعمد بل تلاميذه ، وهذا الشرح موجود عند معظم آباء الكنيسة وشراح إنجيل يوحنا … فالتوبة والتمهيد للإيمان بالمسيح كان هو معمودية التوبة بالماء مثلما فعل يوحنا ، فالمعمودية عند يوحنا وقبل موت الرب وقيامته لم تكن مدعمة بالروح القدس بعد ، فقد كانت مجرد إعداد للمعمودية القادمة . هذا بالإضافة – كما قلنا سابقاً – أن سر المعمودية يشمل مضمون موت المسيح وقيامته ، وهذا لم يكن قد تم بعد !!! فهل قرأنا أن المسيح الرب عمد أحد من تلاميذه شخصياً في موته وقيامته في الكتاب المقدس ككل ، ثم لم يذكر في باقي الأناجيل أنه كان يُعمد ولم يذكره حتى الرسل في الرسائل ولا في التقليد كله حتى ولا عند أب من أباء الكنيسة وبخاصة في القرون الأولى … والقديس كيرلس الكبير يشرح هذه الفقرة في شرحه لإنجيل يوحنا على أساس أن المسيح يعمد من خلال تلاميذه ولم يكن هو الذي يعمد بنفسه أحد قط وشرح هذه الفقرة موجود في كتاب شرح إنجيل يوحنا للقديس كيرلس الكبير عامود الدين إصدار مؤسسة القديس أنطونيوس ، المركز الأرثوذكسي للدراسات الابائية بالقاهرة – نصوص آبائية – 142 ، ترجمة د. نصحي عبد الشهيد وآخرون ، طبعة 2009م صفحة 197 إلى صفحة 199 … ولنجمع الفقرات كلها على بعض لنفهم الأمور بأكثر جلاء ووضوح : [ وبعد هذا جاء يسوع و تلاميذه الى أرض اليهودية ومكث معهم هناك وكان يُعمد ( فهو يُنادي بأن الكل يتوب - توبوا لأنه اقترب منكم ملكوت الله - كما هو في إنجيل مرقس - وأعطى لتلاميذه أن ينادوا نفس ذات النداء كما أعطاهم سلطاناً على الأرواح النجسة - ولم يُعتبر عند الناس أن هناك فرق ما بينه وبين تلاميذه ، فتلاميذه هم من كانوا يعمدون للتوبة وانتشر ما بين الناس أنه يُعمد أيضاً ) . وكان يوحنا أيضاً يُعمد ( للتوبة ) في عين نون بقرب ساليم لانه كان هناك مياه كثيرة وكانوا يأتون ويعتمدون (من يوحنا ) . لأنه لم يكن يوحنا قد أُلقي بعد في السجن. وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير. ( لأن اليهود المتشددين الغير راغبين في التوبة بسبب كبرياء قلوبهم لا يروا أن هناك لزوم لمعمودية يوحنا فهم عندهم كل التطهيرات اللازمة ولا حاجة لهم لتطهير ) فجاءوا الى يوحنا (تلاميذه) وقالوا له يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الاردن الذي أنت قد شهدت له هو يعمد ( حسب ما ظنوا لأنهم لم يفرقوا ما بينه وبين تلاميذه على الإطلاق ، لأن تلاميذ يوحنا لم يعمدوا أحد قط ، فيوحنا وحده من كان يُعمد ، لذلك ظنوا أن المسيح هو من يُعمد مع تلاميذه ) والجميع يأتون إليه ( وهم مندهشين كيف يوجد غير يوحنا النبي العظيم أن يُعمد وكيف يسمح له أن يُعمد أو أن الجميع يأتي إليه ولا ياتوا إلى يوحنا نفسه وهو النبي العظيم ) . ( فشهد يوحنا و ) أجاب يوحنا و قال لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئا أن لم يكن قد أُعطي من السماء. أنتم أنفسكم تشهدون لي إني قلت لست أنا المسيح بل إني مُرسل أمامه. من له العروس فهو العريس وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحاً من أجل صوت العريس اذاً فرحي هذا قد كمل. ... فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ( وانتشر فيما بينهم بدون ان يفرقوا ما بين الرب والتلاميذ أو يدققوا في الأمر ، بل اعتبروا أن التلاميذ يفعلون مثلما يفعل الرب ، لأنه كان يُخرج الشياطين وهم ايضاً يخرجونهم ، فظنوا أنه بالمثل كما ان التلاميذ يعمدون هكذا هو نفسه يُعمد ) أن يسوع يصير ويُعمد تلاميذ أكثر من يوحنا . ( ويوحنا الرسول يشرح اللبس الحادث هنا ويفرق ما بين المسيح والتلاميذ مدققاً في الكلام قائلاً : ) مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه. ترك اليهودية و مضى أيضاً إلى الجليل. ]، ولننتبه لأنه عموماً أخذ جزء من الإصحاح وترك الموضوع ككل يؤدي لفهم دائماً مغلوط تماماً. |
14 - 06 - 2012, 07:36 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: من أين جاء طقس المعمودية أيام يوحنا المعمدان، وهل المسيح الرب عمد أحد !!!
شكرا على المشاركة الجميلة ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|