كيف يتكلم الكتاب المقدس علي كهنوت المسيح ؟
الكلام في الكتاب المقدس علي كهنوت المسيح مؤسس علي الاصطلاحات والفرائض المختصة بالذبائح والخدمة الكهنوتية في النظام الموسوي غير أنه ورد فيه أن المسيح كاهن وذبيحة معاً أي أنه قدم الذبيحة باعتبار كونه كاهناً وأن الذبيحة التي قدمها كانت نفسه وكان باعتبار كونه ذبيحة بلا عيب كافياً مقبولاً كاملاً لأنه حمل الله المذبوح لأجل خطية العالم وكان باعتبار كهنوته كاهناً تمت فيه جميع شروط تلك الوظيفة وما تقتضيه بل كان علي رتبة الكهنوت اللاوي وعلي رتبة ملكي صادق أيضاً.
وفي الكتاب المقدس استعارات أخري غير ما أخذ من الفرائض الموسوية لإيضاح ماهية عمل المسيح الكهنوتي ومنها ما أخذ من مصطلحات التجارة كتنزيل الخاطئ بمنزلة مديون للعدل الإلهي والمسيح موفي الدين. وكذلك ما أخذ من وقائع الحرب كتشخيص الخاطئ أسيراً والمسيح الفادي الذي دفع ثمن فدائه. ومثله ما أخذ من مصطلحات الشرع كاعتبار الخاطئ مذنباً والله المبرر بسبب بر المسيح وما أخذ من مصطلحات الأحكام المدنية كاعتبار الخاطئ عاصياً يحصل علي العفو بواسطة توسط المسيح وشفاعته. والأمر الجوهري في كل هذه الاستعارات هو أن المسيح وسيط لأجل رفع الخطية وإنقاذ المذنب من لعنة الشريعة بتقديم ذبيحة نيابية تعتبر وسيلة كافية إلي إنقاذ الخاطئ من الدينونة وفتح باب المصالحة بينه وبين الله فبهذا المعني كانت وساطة المسيح من أولها إلي آخرها ذبيحة نيابية لأجل خلاص البشر.