رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محمد في التوراة والإنجيل ما أن أسمع بهذا السؤال ، حتى يخيل إلى بأنني أشتم رائحة الوريقات القديمة بما لها من رائحة مميزة ، تدل على قدمها . ورغم ما كتبه المسلمين ، وبإلحاح حول تأكيد وجود نبوة محمد بالتوراة والإنجيل ، فهل أغفل المسيحيين – هذا إن أغفلنا عن اليهود – في الرد على تلك الأسئلة ، تلك التأكيدات الإسلامية ؟! بالطبع لا ؛ ولكن " التعتيم " الذي يكثفه المسلمون حول هذه الردود ، بل يحرم حتى تداولها ، أو حتى السماح بنشرها ، بدعوى " تحريم التبشير " ، وكأنهم يعلنون ضعف المنطق الإسلامي أمام المنطق المسيحي . وهو بلا شك من أهم أسباب المحاربة النفسية ، ونقول النفسية لا العقلية ، ضد كل ما هو مخالف للمعتقدات الإسلامية ، وبالتالي رفض الاعتراف بالآخر ، والسب أنه ليس مسلم .وحتى ما يكون تناولنا لهذه القضية أكثر تنظيماً ، نوجزها في النقاط التالية : ما هي أشهر الموارد لهذا السؤال ، والموجودة الآن ؟ هل من ردود مؤلفة ، من قبل المسيحيين ، للرد على هذا السؤال ؟ ما هي الآيات القرآنية التي يستند إليها السائلون المسلمون؟ من هو "النبي الأمي " ، وهل من وجود له في التوراة والإنجيل؟ هل من بشائر وإشارات إلى محمد في الكتاب المقدس؟ ولكن ألا يوجد في الإنجيل اسم "أحمد " وقد حرفه مترجمي الإنجيل من أصوله اليونانية؟ |
03 - 03 - 2015, 06:11 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: محمد في التوراة والإنجيل
ما هي أشهر الموارد لهذا السؤال ، والموجودة الآن ؟ ما زال يحفظ لنا ، ناشري التراث الإسلامي ، كتباً حوت من ضمنها تناول هذا السؤال . بل أن كاتبوها أجهدوا أنفسهم في محاولة البرهنة على وجود " النبي الأمي ؛ و أحمد " في الكتاب المقدس ، بعهدية القديم والجديد ، أي التوراة والإنجيل . وأشهر هذه الكتب – وليس كلها : الملل والنحل للشهرستاني الفصل في الملل والنحل لابن حزم السيرة النبوية لابن هشام ، وبخاصةالجزء الأول منها الفارق بين المخلوق والخالق ، لـ عبد الرحمن بك باجه جي زاده الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة لـ شهاب الدين أحمد بن إدريس المالكي المعروف بالقرافي هداية الحيارى من اليهود والنصارى ، لـ ابن القيم الجوزية ومن المعاصرين : الوحي المحمدي ، لـ محمد رشيد رضا النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام ، لـ أحمد عبد الوهاب التفسير الحديث ، لـ محمد عزة دروزة تفسير المنار ، لـ محمد عبده وقد دونه وأكمله ونشره محمد رشيد رضا |
||||
03 - 03 - 2015, 06:11 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: محمد في التوراة والإنجيل
هل من ردود مؤلفة ، من قبل المسيحيين ، للرد على هذا السؤال ؟ في واقع الأمر هي كثيرة ، ومازال الموجود منها يشير إلى أن المفقود منها أكثر . ونذكر البعض منها : رسالة الكندي إلى الهاشمي ( 247هـ و 861م) ؛ ويمكن طلبها من : O. BOX13.9503 Villach(AUSTRIA).LIGHT OF LIFE. P ، أو زيارة موقعهم على الإنترنت هل تنبأت التوراة أو الإنجيل عن محمد؟ ، لـ القمص سرجيوس ( 1947) رد القمص سرجيوس على القائلين بتحريف التوراة والإنجيل ، لـ القمص سرجيوس ( 1946) ، ولهذا القمص بالذات مطبوعات تكشف عن وجود حوارات معلنة – في زمنه – حول القضايا الخلافية بين المسيحية والإسلام منها " رد القمص سرجيوس على الشيخين الطنيخي والعدوي حول تجسد الله ولا هوت المسيح ( 1947)؛ رد القمص سرجيوس على المنتصر المهدي حول حقيقة صلب المسيح وموته ( 1947) ، رد القمص سرجيوس على الشيخ الطنيخي وآخرين حول سر المائدة أو القربان ( 1947)، رد القمص سرجيوس على الشيخ العدوي حول التثليث والتوحيد ( 1947) . ولن نعجب غذا عرفنا أن سعر النسخة وقتئذ كان 10 قروش وأجرة البريد ( لمن يرغب في استلام نسخته بريدياً) 32 مليماً مصرياً.. وكانت هذه الكتيبات من إصدارات مجلة المنار المصرية، والسؤال أين تلك المطبوعات الآن ، ولماذا يسجن كل من يقتني أحدها؟! مجادلة الأنبا جرجي الراهب السمعاني مع ثلاثة شيوخ من فقهاء المسلمين بحضرة الأمير مشمر الأيوبي(1216م) ، وقد عني بتعليقاتها وتحريرها أحد الرهبان الكاثوليك . كما نستشف من كتاب " منصور بن سرجون" المعروف بالقديس " يوحنا الدمشقي" ، لـ الإكسرخوس جوزف نصر الله ، من إصدارات سلسلة الفكر المسيحي بين الأمس واليوم ) ، منشورات المكتبة البوليسية ، لبنان، ص 180 – 181 و 221 – 223 : " لقد شمل تأثير الدمشقي حتى الإسلام ، وذلك بطريقتين : فقد دغع يوحنا التيار القدري والمعتزلي ونشط الحركة الفكرية المبررة للعقيدة المسيحية ضد الإسلام . وتابع أبو قرة عمل معلمه ، ونهج نهج الدمشقي مدافعون آخرون من أمثال البطريرك النسطوري تيموثاوس الأول الكبير ( 779 – 823م) ، و أبو الفرج الأنباري ( القرن الثامن – التاسع) ، والراهب إبراهيم الطبراني المعروف ببطرس الراهب ، و أبو الفضل علي بن ربان النصراني ، وأبو سعيد بن علي الأنباري ، وأبو العباس عيسى بن زيد بن أبي مالك ن وأبو الخير عيسى بن هبة الله المسيحي ، وكاتب رؤيا بحيرة المجهول ،وعبد المسيح الكندي كاتب الرسالة المشهورة إلى عبد الله بن إسماعيل الهاشمي ، وأبو رايطة التكريتي . وقد اقتصرنا على ذكر المدافعين الذين سبقوا القرن العاشر ...." وطبعاً ليس بغريب أن المفقود منها أكثرمن الموجود! منار الحق ؛ ويمكن طلبها من : O. BOX13.9503 Villach(AUSTRIA).LIGHT OF LIFE. P دوافع للإيمان الإنجيلي ، لـ أمير ريشاوي ، ويمكن طلبها من : O. BOX66.8486 RIKON(SWITZERLAND).THE GOOD WAY. P، أو زيارة موقعهم على الإنترنت سلسلة الهداية ، لـ مجموعة من خدام الرب ، O. BOX13.9503 Villach(AUSTRIA).LIGHT OF LIFE. P ، أو زيارة موقعهم على الإنترنت ميزان الحق ، س.ج. فاندر ، O. BOX13.9503 Villach(AUSTRIA).LIGHT OF LIFE. P ، أو زيارة موقعهم على الإنترنت مدخل إلى الحوار الإسلامي المسيحي، لـ الأب يوسف الدرة حداد ، من إصدارات المكتبة البوليسية، بيروت ، لبنان. الإنجيل في القرآن ، لـ الأب يوسف الدرة حداد ، من إصدارات المكتبة البوليسية ، لبنان. |
||||
03 - 03 - 2015, 06:13 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: محمد في التوراة والإنجيل
ما هي الآيات القرآنية التي يستند إليها السائلون المسلمون؟أول الصفحة يمكننا هنا أن نوجز للآيات التي اعتمد عليها الكتاب المسلمين كأسانيد لدعواهمبنبوة محمد في الكتابالمقدس بعهديه وهي كالآتي : أولاً العهد القديم : (التثنية 18 : 15 و 18 ) ، قالوا :إن قوله " من اخوتك " يعني عندهم من العرب ن لأن ولد إسماعيل هم أخوة بني إسرائيل. (التثنية 32 : 21 ) ، قالوا : المقصود بـ " الأمة الغبية "العرب . ( التثنية 33 : 2 ) ، قالوا : مجيئه من " سيناء " اعطاؤه التوراة لموسى ؛ و " إشراقه " من " سعير " اعطاؤه الإنجيل لعيسى ،و"تلألؤه" من " فاران " أنزاله القرآن ، لأن فاران من جبال مكة ، ومنه أتت" شريعة لهم". ( التكوين 17 : 2 ) ، قالوا : هذه النبوة تجعل من ولدإسماعيل من سيكون سيد شعب كبير . وهذا لم يتحقق في ولد إسماعيل إلا لمحمد . ( التكوين 49 : 10 ) ، قالوا : " شيلون " هو لقب لمحمد الذي أتى وخضعت له شعوب . ( المزمور45) ، قالوا النبي الجبار ، نبي السيف والبيان ن هو محمد ؛ فهوالمقصود بهذه البشارة التي لا تنطبق علىغيره. >(المزمور 149) ، قالوا : ان هذه البشارة نبؤة عن أمة محمد ، أنها أمة الحمد والسيف معاً. أشعياء 42 : 9 و 11 ) ، قالوا : أنها نبؤة على يقظة الصحراء التي سكنها " قيدار " الابن الثاني لإسماعيل إلى طريقة جديدة لحمد الله . فهي تشير إلى محمد والإسلام في الحجاز. ( أشعياء 54 : كله ) ، قالوا :المراد بـ "العاقر" هنا مكة ، لأنه لم يقم فيها نبي بعدإسماعيل ؛ ولم ينزل فيها وحي . وتعبير" بني الموحشة " إشارةإلى أولاد هاجر ، أمإسماعيل ، ومطلقة إبراهيم . و " الحداد " المذكور فيها ( 54 : 16 ) إشارة إلى محمد ، قاتل المشركين بسيفه . ( أشعياء 65 : كله) ، قالوا : هذه نبؤة لإستبدال اليهودبالمسلمين شعباً لله" ويدعو عبيده باسم آخر " ( 65 : 25 ) ، كما يدل عليه ذكر " مناة " آلهة العرب ( 65 : 11 ). نبؤة دانيال المزدوجة ؛صورة التمثال ( كناية عن الشرك" الذي يمثل أربعة ممالك ؛ وفي زمن المملكة الرابعة ينقطع حجر من جبل " بغير يد قطعته" فيسحق التمثال و الممالك الوثنية التي تحمله ( 2 : 31 – 45 ) ؛ وصورة ابن البشر الآتي على سحاب السماء لينشئ على الأرض ملكوت الله ، على أنقاض ممالك العالم ( 7 : 13 –37 ) ، قالوا : أن الحجر الذيضرب تمثال الشرك هو محمد ، وملكوت الله هو الدولة الإسلامية التي قامت على أنقاض الفرس والروم. ثانياً العهد الجديد : (رسالة يهوذا : 14و15 ) ، قالوا :إن الرب هنا بمعنى السيد ، وهو محمد ، وربوات قديسيه الصحابة. (متى 2 : 1 – 2 ، 4 : 17 ) ، قالوا : إن المسيح لم يؤسس دولة ، وهو مع المعمدان سابقة يبشران بدولة الله في أرضه ، فملكوت السماوات ( أي الله ) هوالإسلام : دولة وشريعة . ( متى 13 : 31 - 32 ) ، قالوا : إن حبة الخردل التي تصير شجرة ، صورة لملكوت الله ، هو كناية عن الإسلام ، والنجاة فيه بشريعته. ( متى 20 : 1 – 16 ) ، قالوا : هذا المبدأ الإنجيلي نبؤة عن الإسلام ، دين الله في أرضه ، فهو يبشر بأن المسلمين ، آخر من ظهر من أهل الكتب المنزلة ، سيكونون أولين ، والأولين من اليهود النصارى سيكونون آخرين. ( متى 21 : 42 – 43 ) ، قالوا : إن ملكوت الله الذي يُنزع من أهل الكتاب ويعطى لأمة أخرى تؤدي ثماره ن هو الإسلام ؛ وأن الحجر رأس الزاوية فيه ، هو محمد. ( الرؤيا 2 : 26 – 29) ن قالوا : الغالب الموعود ، الذي وحده أعطي سلطاناً على الأمم ، هو محمد . النبؤة بالفارقليط ، في الإنجيل بحسب يوحنا ( 14 : 16 ؛ 14 : 26 ؛ 15 : 26 ؛ 16 : 7 – 8 ؛ 16 : 12 – 14) ، قالوا : إنالفارقليط الموعود هو " أحمد" المذكور في القرآن ( سورة الصف : 6 ). |
||||
03 - 03 - 2015, 06:13 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: محمد في التوراة والإنجيل
من هو "النبي الأمي " ، وهل من وجود له في التوراة والإنجيل؟ في القرآن آيتان تقولان بأن التوراة أنبأت "بالنبي الأمي" (الاعراف: 156 - 157)، وأن الإنجيل سماه بإسمه "أحمد" (الصف: 6) فما هو الواقع القرآني، بالنسبة للتوراة والإنجيل ؟ "النبي الأمي" في قصص موسي مع قومه، يقول : "واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة، وفي الآخرة : أنا هدنا اليك ! قال : عذابي أصيب به من أشاء، ورحمتي وسعت كل شئ ! "فسأكتبها للذين يتقون، ويؤتون الزكاة، والذين هم بآياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول، البني الأمي، الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم : فالذين آمنوا به وعزروه ونطروه واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون. "قل : ياأيها الناس إنيرسول الله إليكم جميعاً، الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هو، يحيي ويميت: فآمنوا بالله ورسوله، النبي الأمي، الذي يؤمن بالله وكلمته (كلماته)، وابتعوه لعلكم تهتدون. "ومن قوم موسي، أمة يهدون بالحق، وبه يعدلون. "وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً، أمماً. وأوحينا إلي موسي ..." نقول : إن تفسير قوله "مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل"، عناه البعض ، بثلاثة افتراضات : "إن هذا في بعض أسفار دون بعض - أو عند فريق دون فريق - أو من قبيل الإشارات والبشارات الرمزية". إن صفة "النبي الأمي" لا وجود لها علي الإطلاق في التوراة والإنجيل ، لا تصريحاً ولا تلميحاً. ونحن في ذلك لا نتهم القرآن - حاشا لنا وكلا. إنما نقول أن كلمة "النبي الأمي" قد تكون قراءة خاطئة "للنبي الآتي" في نبؤة موسي. إذ كانت الكتابة بدون نقط : "النبي الأمي" أي "النبي الآتي" فقرؤوا "النبي الأمي". وأقحموا حديث "النبي الأمي" في القرآن. ونعرف أن القرآن يكرر ويردد تعليمه للترسيخ والتذكير، وحديث "النبي الأمي" لا وجود له في القرآن علي الإطلاق إلا في هذا الإقحام المزدوج. |
||||
03 - 03 - 2015, 06:13 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: محمد في التوراة والإنجيل
والآية تنص علي "النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل". إنها كتابة ! ، لا إشارة. وليس في التوراة من كتابة ولا من إشارة إلي نبي يأتي من الأمم، "الأميين"، إلي بني إسرائيل. إنما الله تعالي وعد بفم عبده موسي بالمسيح الموعود، "النبيالآتي"، ولا يمكن أن يكون المسيح الموعود "أمياً" أي من الأمم، غير بني إسرائيل. واستشهاد البعض بالآيات المذكورة فإنهم ، كما فات غيرهم مدلولها. إن الذين آمنوا بالدعوة القرآنية في أوانها ليس اليهود، ولا المسيحيين، إنما "الذين قالوا : إنا نصاري (المائدة : 85). وهذا تقويمجديد لهم ولغيرهم. وهؤلاء "النصاري" تصفهم آية الإعراف بأنهم أمة من قوم موسي : "ومن قوم موسي أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" (158)، وآية الصف بأنهم "طائفة من بني إسرائيل" آمنت بالمسيح (14). هؤلاء هم "أولو العلم" (الإسراء 107) أو "الراسخون في العلم" (النساء 162) بحسب اصطلاح القرآن. هؤلاء هم في اصطلاح القرآن أيضاً المسلمون الأوائل قبل محمد والقرآن : "وإذا يتلي عليهم قالوا : آمنا به، إنه الحق من ربنا، إنا كنا من قبله مسلمين" (القصص 53). فالذين "قالوا : إنا نصاري" هم الذين آمنوا وحدهم بالدعوة القرآنية، لا اليهود ولا المسيحيون. فلييس في القرآن من "شواهد عيانية ، مكية ومدنية ، حاسمة" تشهد بإيمان اليهود والمسيحيين بالقرآن، ليكون إيمانهم برهاناً علي صحة كتابة "النبي الأمي" في التوراة والإنجيل. يشهد بذلك موقف "وفد نجران"، الوفد المسيحي الوحيد، الذي باحث النبي ووادعه ورجع خائباً. ونعرف أنه كان من أهل البدعة. وقول القرآن : "إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون" (الحجر 9)، ينطبق علي التوراة والإنجيل والقرآن لأن "الذكر" مرادف "الكتاب" في اصطلاحه وفي طلاقه الذكر" قد يعني الكتاب قبل القرآن : "فاسألوا أهل الذكر. إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر" (النحل 43، 44) : فهم "أهل الذكر" قبل القرآن. بعد ذاك الاستطراد، نعود إلي درس حديث "النبي الأمي".إن حديث النبي الأمي يقطع مرتين متتاليتين (156، 157) حديث موسي (155، 159)، وهو لا ينسجم مع خطاب موسي لربه، لا في النسق ولا في الموضوع : فالإقحام ظاهر عليه. |
||||
03 - 03 - 2015, 06:13 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: محمد في التوراة والإنجيل
- في الموضوع، حديث النبي الأمي يناقض حديث موسي وخطابه لله. فموسي وقومه، في ميقاتهم أخذتهم الرجفة فأخذوا يصلون إلي الله (154). وفي صلاتهم يقولون : "واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة، وفي الآخرة، أنا هدنا إليك" (155). كان اليهود يشتقون اسمهم من الهدي - والهدي كناية عن كتاب موسي : "ولقد آتينا موسي الهدي" (40 : 53) - أو يشتقون الهدي من إسمهم، فالتورية "هدنا" بارعة. فموسي وقومه يطلبون إلي الله تسجيل يهوديتهم حسنة لهم. فأجاب الله أولاً بأن الحسنة لأهل التقي والزكاة والإيمان. ثم أجاب بأن الحسنة إنما هي في الإيمان بالنبي الأمي المكتوب في التوراة والإنجيل (156)، فما عليهم إلا أن ينتظر موسي وقومه ألفي سنة حتي تقوم لهم حسنة بالإيمان بمحمد ! أمن المعقول أن يجيب الله علي دعاء موسي وقومه لربهم بأن الهداية ليست في الموسوية بل في اتباع محمد، "النبي الأمي" البعيد ؟ وأن يقول الله في رده علي صلاة موسي أن محمداً مكتوب في التوراة والإنجيل ؟ ففي الحوارين تعارض في الموضوع، مما يشهد بأن حديث النبي الأمي مقحم علي الخطاب. - وفي الجوابين علي دعاء موسي وقومه (155 - 156) تعارض في الأسلوب: جواب الله في الأول علي الخطاب (155) ، وفي الثاني علي الغيبة: "عندهم، يأمرهم، ينهاهم..." (156). ولا يصح من الالتفات من المخاطب إلي الغيبة، في كلام متعارض يخرج عن الموضوع. - وما معني دعوة الناس إلي الإيمان بمحمد، النبي الأمي، في دعاء موسي لربه ؟ (157) وما معني إعلان محمد إيمانه "بالله وكلمته" أي بالمسيح، في حديث موسي مع ربه، وفي قصة موسي مع قومه في يوم الميقات والرجفة ؟ (157 مع 154). |
||||
03 - 03 - 2015, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: محمد في التوراة والإنجيل
- وما معني تصريحه، في حديث موسي من قومه بأن "من قوم موسي أمة يهدون بالحق وبه يعدلون" (158) ، وهم "الطائفة من بني إسرائيل" التي آمنت بالمسيح ويظاهرها القرآن علي اليهودية (الصف 14) ؟ وما بين هذا التصريح، وبين حديث موسي يوم الميقات والرجفة نحو ألفي سنة ؟ فكل هذه الاعتبارات من النص نفسه تثبت بلا ريب أن حديث "النبي الأمي" مقحم علي النص. - وهناك شبهات من القرآن كله علي حديث "النبي الأمي" الشبهة الأولي " حديث "النبي الأمي" فريد غريب في القرآن. إن حديث " النبي الأمي" لا وجود له علي الإطلاق في القرآن كله، إلأ في هذا النص الوحيد الذي ثبت إقحامه علي دعاء موسي لربه. وفي أسلوب القرآن من تكرار الفكرة الواحدة بأساليب مختلفة للترسيخ في أذهان السامعين، ما يدل علي أنه فريد غريب في القرآن، مقحم عليه في زمن الجمع. ولم يكن جامعو القرآن معصومين بالوحي. الشبهة الثانية : إنه إقحام مثل غيره. الإقحامات المشبوهة في القرآن معدودات، واضحات من القرائن القريبة والبعيدة. وإقحامات معدودات دخلت النص عند جمع القرآن لا تطعن في صحته. ولم يكن الجامعون بمعصومين بالوحي حتي لا يجوز عليهم السهو. وعلي علم النقد النزيه أن يطهر الوحي من كل دخيل عليه، كما يجري ذلك في التوراة والإنجيل. من الإقحامات الظاهرة كلمة "نصاري" في قوله : "كونوا هوداً أو نصاري تهتدوا" (البقرة 135)، والأصل الذي يفرضه الحرف والمعني هو : "كونوا هوداً تهتدوا". فالشعار اليهودي الذي أطلقوه في جزيرة العرب ويحكيه القرآن هنا، تورية رائعة لاشتقاق الهدي من اسم اليهود الذي رجموه إلي "هود". ولا يمكن أن يقول النصاري واليهود عن بعضهما بعضاً : "كونوا هوداً أو نصاري تهتدوا"، والتورية المذكورة خير دليل. استبق الجلالان الاعتراض المفروض فقالا : "وقائل الأول يهود المدينة ! والثاني نصاري نجران". إن وفد نجران كان مسيحياً، وكانوا مثل جميع المسيحيين في العالم يأنفون من وصمهم باسم "نصاري" وكان هذا اللقب اسم شيعة منبوذة عندهم. ومعروف أن سورة البقرة من أول العهد المدني، وإن تخللها فصول من سائر العهود المدنية، ووفد نجران لم يفد علي النبي إلا في عام الوفود، من آخر العهد. وكان النبي قد طهر المدينة من اليهود قبل فتح مكة" وطهر الحجاز كله منهم بعد الفتح. فلا يصح أن يحضروا المناظرة ويقولوا مقالتهم : "كونوا هوداً تهتدوا". واقع حالهم يأبي ذلك. ثم إن الخطاب كله في سورة البقرة جدال مع اليهود، ولا أثر فيها ولا في ظروف تنزيلها لجدال مع النصاري علي الإطلاق، فقد كانوا "أمة واحدة" مع النبي وجماعته، قبل إعلانهم جميعاً "أمة وسطاً" (البقرة 143) بين اليهودية والمسيحية. فكلمة "نصاري" مقحمة علي الآية (البقرة 135) تتنافر معاً نصاً وموضوعاً وواقع حال. |
||||
03 - 03 - 2015, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: محمد في التوراة والإنجيل
ومنها أيضاً إقحام "النصاري" في هذه الآية : "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصاري أولياء ! بعضهم أولياء بعض ! ومن يتولهم منكم فإنه منهم ! إن الله لا يهدي القوم الظالمين" (المائدة 54) - وقد كان لهذا الإقحام أسوأ الأثر في تاريخ المسيحية والإسلام، فهو الذي سمم العلاقات لدرجة انقطع فيها سبيل الحوار بين الأمتين من أصل واحد. فكيف يصح في السورة عينها، وفي مقطعين متقاربين أن يحرم الموالاة مع النصاري، وهو يشهد بأنهم "أقرب مودة للذين آمنوا ... تري أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق، يقولون : ربنا آمنا، فاكتبنا مع الشاهدين" (المائدة 84 - 86). فهذا إعلان بإسلامهم : فهل يمنع القرآن الموالاة مع النصاري، وهو يفرضها في القرآن كله ! وفي هذا النص يصف النصاري "بالمحسنين" (88) مع مقابلته بوصف اليهود "بالظالمين" (54). ووصفهم "بالظالمين" في القرآن كله يحصر منع الولاء مع اليهود وحدهم. ودليل آخر في مقابلة قوله "ومن يتولهم منكم، فإنه منهم". (54) بقوله علي لسان النصاري "ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين" (86). ومن مقارنة آية الولاء الممنوع (54) بآية المودة والشهادة بالإسلام، حيث يظهر أن "أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" يتضح لنا أن كلمة "المشركين" سقطت في آية الولاء الممنوع، وأبدلت بكلمة "النصاري". فأصل الآية الذي ينسجم مع آية المودة هو : "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والمشركين أولياء، بعضهم أولياء بعض"، وهذا ما تظهره السيرة النبوية. فالإقحام والإبدال ظاهر مكشوف لكل ذي عينين لم تطمسهما عبادة الحرف. فهذان المثلان شاهدان علي أن صفة "الأمي" نعتاً "للنبي" مقحمة عليه، ولا ذكر في "النبي الآتي" لصفة "أمي" في التوراة والإنجيل |
||||
03 - 03 - 2015, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: محمد في التوراة والإنجيل
الشبهة الثالثة : القرآن يحصر النبوة والكتاب في ذرية اسحاق ويعقوب. حديث "النبي الأمي" يتعارض مع موقف القرآن كله، حيث يحصر النبوة والكتاب في ذرية إبراهيم، من اسحاق ويعقوب والأسباط، لا من إسماعيل : "ووهبنا له (لإبراهيم) إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب" (العنكبوت 27)، "ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم، وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب. فمنهم مهتد، وكثير منهم فاسقون. ثم قفينا علي آثارهم برسلنا، وقفينا بعيسي ابن مريم وآتيناه الإنجيل" (الحديد 26 - 27). بحسب منطوق ومنطق الآيتين معاً في تسلسل الوحي من نوح إلي إبراهيم إلي موسي إلي عيسي، تكون ذرية النبوة والكتاب في إبراهيم من اسحاق ويعقوب، لا من اسماعيل. ونلاحظ أن التقفية في النبوة تتسلسل علي عيسي، وتنقطع معه، بحسب ظاهر اللفظ ومضمونه. فلا مجال لذكر النبي "الأمي". وحصر النبوة والكتاب في بني إسرائيل كان سبب تفضيلهم علي العالمين حتي المسيح : "يا بني إسرائيل أذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم، وأني فضلتكم علي العالمين" (البقرة 47و 122، قابل الاعراف 139، الجاثية 15، الإسراء 70). وهذا التفضيل يمنع حديث "النبي الأمي" في دعاء موسي لربه، حيث الحسنة ليست في الموسوية، بل في المحمدية بعد ألفي سنة. فحصر النبوة والكتاب في بني إسرائيل، لا ينبئ عن مجال لنبي "أمي" يخرج من الأمم لهداية بني إسرائيل : فحديث " النبي الأمي" مقحم علي القرآن. قد يرد علي ذاك الحصر بهذه التصاريح : "لكل قوم هاد" (الرعد: 7)، "ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً" (النحل: 36)، "ولقدأرسلنا من قبلك في شيع الأولين (الحجر: 10)، "وإن من أمة إلا خلا فيها نذير" (فاطر 24) - فطاهرة ينفي حصر النبوة في قوم أو أمة أو زمن. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القرآن يشهد لأهل التوراة والإنجيل |
ثقتي في التوراة والإنجيل |
عصمة التوراة والإنجيل |
ما هو موقف القرآن من التوراة والإنجيل؟ |
ثقتي في التوراة والإنجيل – جوش مكدويل |