"وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضاً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزَعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ."
(يو16: 22)
السيدة/ ن. م ... قنا, تقول:
عندما كان ابنى محب فى العام الأول من عمره ارتفعت درجة حرارته وتم عرضه على أحد الأطباء الذى قرر أن اللوزتين ملتهبتين جداً وصرف له العلاج المناسب وتم شفاءه شفاءًا مؤقتاً حيث بدأنا فى رحلة طويلة لأن الالتهاب ظل يعاوده من حين إلى آخر (أكثر من مرتين فى الشهر الواحد) وبعرضه على أطباء أنف وأذن وحنجرة أقروا جميعاً أن اللوز متضخمة وبها بؤرة صديدية وسيظل يعانى من الالتهاب حتى يبلغ السن المناسب لإجراء العملية وهو سن أربع سنوات تقريباً. وعندما بلغ السن المناسب حدث ما جعلنا نتراجع بشدة عن عزمنا وهو إنه توفى ابن جار عزيز علينا أثناء إجراء عملية له بالأنف مما أزعجنا وأدخل الرعب فى قلوبنا وتراجعنا عن عزمنا وفضلنا أن يعالج بالمضادات الحيوية حتى أضعفته تماماً, وفى إحدى زيارتى لأسرتى بسوهاج اقترحوا علينا إجراء العملية عندهم حيث يوجد أستاذ جامعى يأتى من أسيوط مرتين فى الأسبوع فاقتنعنا بالفكرة وقبل سفرنا ذهبنا إلى القديس الأنبا مكاريوس (أثناء حياته بالجسد) وعرضنا عليه الأمر فرفض إجراءها فى سوهاج أو قنا وقال لنا: "اعملوا العملية فى مصر عند الدكتور إسكندر حبيب علشان تطلع العملية نظيفة ويبقى صوته حلو يمكن يترسم قسيس فيكون صوته حلو" فانصرفنا وأبلغنا والدى بذلك .. ولكننا تكاسلنا عن السفر إلى مصر لعدم وجود شقة خاصة بنا وخصوصاً أن معنا طفل وعملية, وبعدها تنيح القديس وفاح عبيره وعرفنا عنه الكثير والكثير فكنا نصلى له فى مزاره ونطلبه لكى يصنع معجزة مع ابننا ولكن الوضع ظل على ما هو عليه, فقررنا الذهاب إلى أحد الآباء الذى لما عرف بالأمر كله قال: "اعملوا العملية هنا عند الدكتور جرجس برسوم لأن عنده أجهزه حديثة", فذهبنا له فطمئننا وعملنا التحاليل وحددنا ميعاد العملية ولكن فى الميعاد تخوفنا كالمعتاد وكان كلام القديس يهمس فى أذنى: "لا تعملوا العملية هنا اعملوها فى مصر".
فى أحد الأيام حلمت بالقديس الأنبا مكاريوس يجلس فى نياحته على كرسى مار مرقس والناس تمر وتأخذ بركة من جسده الطاهر وعندما جاء دورى فى الطابور وقفت أمامه قليلاً وأخذت أصلى وأكلمه وأقول له: "دلوقتى نيافتك اتنيحت ولم نعمل العملية للولد وخائفين ومترددين ريحنا بقى يا أنبا مكاريوس وأشفيه" وهنا أفاجأ به تتحرك شفتيه ويتكلم ويجاوبنى بصوت مسموع ويقول لى بالحرف الواحد: "خلاص ما فيش عملية ولا حاجة" وكان بجانبه قربانة فأمسك بها وقسمها بيده إلى ثلث وثلثين وأعطانى ثلث القربانة وقال لى مرة أخرى: "خذى دى وما فيش عملية ولا حاجة" فاستيقظت من نومى سعيدةً جداً بهذا الحلم الجميل وقلت فى نفسى: "لو أكملت نومى للصباح سوف أنسى الحلم ولن أسرده لزوجى" فجلست على السرير احكى لنفسى الحلم حتى لا أنساه وبعدها رشمت نفسى بعلامة الصليب وأكملت نومى للصباح وفى الصباح حكيت لزوجى هذا الحلم ففرح جداً وقال لى: "خلاص يبقى الأنبا مكاريوس استجاب لصلواتنا وأراحنا من موضوع العملية .." ومن وقتها وحتى الآن وهو يبلغ من العمر عشرون عاماً (عند كتابة المعجزة) لم يصاب بأى التهاب فى اللوز أو الحلق. فشكراً لله الذى تمجد وشفاه ببركة صلوات القديس العظيم الأنبا مكاريوس حبيبنا ومن وقتها وأنا أطلب القديس فى كل أمور حياتى وهو يعمل معى ومع أولادى الكثير والكثير من المعجزات كل يوم.
بركته المقدسة تكون معنا آمين.