أسقف المنيا داعش قدم لنا أعظم وثائق الاستشهاد للإيمان دون أن يدري

[Mary Naeem]

أسقف المنيا داعش قدم لنا أعظم وثائق الاستشهاد للإيمان دون أن يدري

مقلا عن الوطن

قال الأنبا مكاريوس الأسقف العام للأقباط الأرثوذكس، في المنيا، أن تنظيم داعش في ليبيا قدم لنا دون أن يدري أعظم وثائق الاستشهاد من أجل الإيمان، مؤكدًا أن الفيديو يمثل وثيقة حية شاهدة على ذلك.

وأكد الأسقف، في بيانه، أن الشهداء المصريين إختطفوا ثم قتلوا لكونهم مسيحيين، مشيرًا إلى أنهم لو كانوا خضعوا للتهديد أو فرطوا في إيمانهم لما قتلهم الإرهابيين، مؤكدًا أنهم وفروا دليلًا على الشجاعة بالفيديو، الذي يوثق استشهادهم.

وأضاف، أن الفيديو سجل كيف ظهروا رجالاً متماسكين إلى اللحظة الأخيرة، حيث ارتفعت أصواتهم بالتضرع إلى الله عند الشروع في قتلهم، قائلًا:"إننا نشرف بهم وهكذا كان جميع الشهداء في كل واقعة استشهاد، والفرق فقط أنه توافر لنا هذه المرة فيديو يصور استشهادهم".

وتابع:" بقدر ما كان المشهد مؤلمًا، وبقدر ما أصاب الذين شاهدوه بالصدمة، إلا أنه يُعَد أغلى وثيقة تؤيد بالصوت والصورة استشهادهم وتمسكهم بإيمانهم إلى النفس الأخير، إننا نستقي سير الشهداء من المخطوطات والكتب، وروايات شهود العيان في الآونة الأخيرة عن الشهداء، وبعض الصور والأيقونات كنوع من التوثيق، ولكن هذا الفيلم هو توثيق حيّ لشباب احتفظ بإيمانه الغالي حتى آخر لحظة، ومناداتهم المسيح قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة".

وخاطب، أسر الشهداء قائلًا:" لقد انزعجتم عند سماع خبر اختطاف أبنائكم، ثم تأرجحتم بين الأمل واليأس بخصوص مصيرهم، ثم رُوِّعتم أخيرًا بخبر استشهادهم، ولكن وبقدر صدمتكم وحزنكم الجسيم وشعوركم بالعجز والاستياء الشديدين، إلّا أنكم عما قليل ستدركون أنه مهما علا أولادكم وارتفعوا وكسبوا وتزوجوا وأنجبوا واشتهروا، فإن كل ذلك لا يساوي ما تحقق لهم باستشهادهم، من مجد وخلود وذكرى طيبة وسيرة مشرفة، مضيفًا أن الشهداء هم نموذج نادر في الثبات على الإيمان إلى النفس الأخير، وتابع نعزّي فيهم مصر، وجميع المصريين مسلمين ومسيحيين، وشكرًا للرئيس الإنسان الذي أعلن الحداد 7 أيام على شهداء مصر".

واختتم كلمته:"أننا نصلي من أجل الذين قتلوهم حتى يفتح الله عيونهم، ويقلعوا عن شرورهم، ويضع الرحمة في قلوبهم، ونصلي من أجل ليبيا الشقيقة، ومن أجل أخوتنا المصريين الموجودين حتى يعودوا سالمين".