في هذه الأيام الصعبة ضلّ الكثيرون الهدف، وتحوّلوا عنه...
وهكذا
تعددت الأهداف. فمنا من اهتمّ بالجسد، أو بالمال، أو بالمركز...
والكثيرون انشغلوا بأمور كثيرة، بينما يكرر الرب يسوع لنا ما قاله قديمًا:
" «مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ،
وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ ".
(لو41:10-42 )
لقد كان شعار الرسول:
"أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا:
إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ."
(فيلبي 13:3-14).
وما هو هذا الهدف؟
لقد قال:
" إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ ".
(2 كور20:5 ).
وكأني أسمعه يقول لتلميذه تيموثاوس:
"اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ."،
(2 تي4:5 )
"اهْتَمَّ بِهذَا. كُنْ فِيهِ،"
(1 تي15:4 )
يجب أن يكون هذا الهدف واضحًا أمام عيوننا جميعًا. فنحن أحيانًا نتكلم عن الخدمة ومشاغلها ومسؤوليتها وما تحتاجه، والأخطاء والعيوب، وفي نفس الوقت نترك الهدف الأساسي وهو الخدمة ذاتها. نتحدّث عن الخدمة، لكننا لا نخدم. إن النفوس من حولنا ما زالت تصرخ:
"اعبرْ... وأعنّا!"
(أعمال 9:16).
وصوت الرب يقول:
" أَنْقِذِ الْمُنْقَادِينَ إِلَى الْمَوْتِ، وَالْمَمْدُودِينَ لِلْقَتْلِ. لاَ تَمْتَنِعْ. إِنْ قُلْتَ:
«هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هذَا»،
أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ؟
وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟
فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ."
(أمثال 11:24-12).
هناك مؤمنون أحداث أو ضعفاء، يحتاجون إلى رعاية، وافتقاد، وتشجيع، وبنيان. لقد استؤمنا على الإنجيل، لذلك
" بَلْ كَمَا اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ، هكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا ".
( 1 تسالونيكي 2: 4 )
أخي، أختي ...
هيا نعمل عملاً واحدًا ونهتم اهتمامًا واحدًا، ألا وهو ربح النفوس وبنيانها، فقريبًا سنقف أمام كرسي المسيح ونسمع الصوت:
" أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ " ... فماذا نفعل