بدأ موسم الرشاوى
نقلا عن الوطن
م يتغير راغبو الفوز بكرسى البرلمان عمن سبقوهم، الجميع يراهن على الفقر والحاجة لكسب أصوات الفقراء ممن يطعمهم، فى الإسكندرية الزيت والسكر، وفى أسيوط ولائم الطعام والذبائح ووعود أغلبها لن تتحقق، بتنظيم رحلات حج للغلابة فى حالة الفوز بالمقعد.
فى الإسكندرية رصدت «الوطن» قيام أحد المرشحين لمجلس النواب، بتوزيع كميات من السلع التموينية والغذائية، على المواطنين وأهالى دائرة المنتزه، شرق الإسكندرية، من خلال مكتبه الكائن فى منطقة الرحمانية، والذى علّق عليه لافتة دوّن عليها «مكتب الأستاذ محمد أشرف سردينة، لخدمة أهالى الرحمانية ومنشية الأوقاف وحوض 12 والعزبة الجديدة».
وقالت بدرية عبدالرحمن، أحد الأهالى، 52 سنة، لـ«الوطن»: «ولاد الحلال دلونا على الراجل ده، وقالوا لنا إنه بيدى زيت وسكر وفلوس وبيحل المشاكل، وإحنا غلابة، رحنا عشان نحل مشاكلنا، وناخد شوية تموين عشان يكفينا فى أيام الغلا دى».
وقال أحمد عبدالراضى، مكوجى، وأحد الأهالى، 46 سنة، إن الأهالى يتجهون لمثل هؤلاء الأشخاص، لتقديمهم المساعدات، فى ظل ظروف اقتصادية صعبة، يعانى منها الشعب المصرى.
وأشارت أمينة محمود، 54 سنة، إلى أن الواقعة هى الأولى التى يشهدها أهالى الدائرة منذ عهد الإخوان، إذ مر عليهم استحقاقان انتخابيان فى الاستفتاء الشعبى العام على مواد الدستور، ثم انتخابات رئاسة الجمهورية فى العام الماضى 2015، إلا أنه لم يلجأ أحد إلى هذا الأسلوب فى الحشد للتصويت.
ومن جانبه قال إيهاب زكريا، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، والمرشح المحتمل للانتخابات البرلمانية المقبلة، إن الشعب المصرى، أصبح لديه الوعى الكامل، لافتاً إلى أن توزيع الزيت والسكر، لن يحسم الانتخابات المقبلة.
وقال أحمد سلامة، القيادى بحزب التجمع بالإسكندرية، والمرشح المحتمل للانتخابات البرلمانية المقبلة، إن عودة نفس أسلوب تنظيم الإخوان، لن يؤثر فى نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة بعد عودة الوعى إلى الشعب المصرى. وأضاف «سلامة»، أنه على اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، اتخاذ خطوات جادة وصارمة، ضد مثل تلك النماذج، خاصة أنه عمل مخالف لقانون الانتخابات، وأوضح أنه لا يوجد أى مرشح أو حزب، يعتمد على مثل تلك الأساليب، الجاذبة للأصوات، سيفوز بمقعد فى مجلس النواب المقبل.
واعتبر محمد عبدالكريم، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، أن الزمن تجاوز الظاهرة، مضيفاً: «بتوع الزيت والسكر خسرانين بالثلث فى الانتخابات، فبعد أن يخسروا أموالهم التى ينفقونها على توزيع السلع على أهالى دوائرهم، سيخسرون أيضاً أصوات هؤلاء الأهالى، الذين لن يحترموهم بأى حال بعد أن يحصلوا منهم على رشاواهم الانتخابية».
ولا يختلف الوضع فى أسيوط عن الإسكندرية، بعد أن دخل الصراع بين المرشحين مرحلة الرشوة واستغلال حاجة الفقراء لسرقة أصواتهم.
وفى بندر أسيوط قام مرشح عن قائمة الوفد المصرى، بتوزيع اللحوم والمواد الغذائية المختلفة على الفقراء فى دائرته، الذين اصطفوا بالعشرات خاصة السيدات منهم أمام مقره الانتخابى ليفوزوا «بكيس» من عطايا المرشح مع دعواتهم له بالتوفيق، وفى ديروط قام أحد المرشحين بنحر الذبائح وإعداد موائد كبيرة لإطعام الفقراء لكسب تأييدهم وأصواتهم فى الانتخابات، ووعد أحد المرشحين فى البدارى الأهالى بتنظيم عدد كبير من رحلات الحج والعمرة، علاوة على إعطائهم مبالغ نقدية فى حالة فوزه فى الانتخابات.