الصفقة المربحة
الآية:(إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما) 1تى(8:6).
اشتهر القديس الأنبا سرابيون بالتجرّد فلم يمتلك شيئاً إلا ثوبه وإنجيله وكان يجول فى كل مكان يصنع خيراً ويجذب البعيدين إلى الله.
ذات مرّة طلب من أحد معارفه أن يبيعه لرَجُل وثنى يعمل فى التماثيل وبعد ما خدمه سنيناً وهو يُصلّى لأجله هو وإمرأته كلّمه عن المسيح فآمن هو وزوجته ثم كشف له سرّه أنه راهب وحضر لتبشيره هو وزوجته وقدّم لهما المال الذى دفعوه ثمناً له فأخذاه بعد إلحاح ليُقدّموه للفقراء وأعتقوه وطلبا منه أن يظلّ معهما ويكون أباً لهما فاعتذر ليكمل سعيه فى طلب البعيدين وباع نفسه مرّة أخرى ليُهدى شخصاً سقط فى بدعة واستمرّ كل حياته فى تجرّد من أجل محبة المسيح وخدمته.
+ إن هذا القديس تشبّه بالمسيح الذى تنازل عن كل مجده وعاش فقيراً ليتمّم خلاصنا فإن كنا لا نستطيع أن نفعل مثله فعلى الأقل نحاول الاقتداء به على قدر طاقتنا.
لا تعوّد نفسك أن تأخذ كل ما تريده إن كان مُتاحاً لك بل اضبط نفسك واترك ولو شيئاً قليلاً وتعوّد أن تستخدم كل شىء بمقدار سواء فى المأكل أو المَلْبس أو المُقتنيات وإن لم تستطع أن تترك شيئاً كبيراً فاترك ولو شيئاً صغيراً.تنازل عن راحتك وتسليتك ومزاجك الذى علمت بخبرتك أنه يؤدى بك إلى السقوط فى الخطية واهتم بخلاص نفسك قبل أى مكسب مادى.
لا تسمح بنشوب مُنازعات بينك وبين الآخرين لأجل أمور مادية حتى ولو كانوا مُخطئين تماماً فى حقك.تنازل قدر ما تستطيع عن ماديات العالم لتكسب أبديتك ولا تنخدع بإظهار حقك أو إدانة الآخرين فحقك الأول هو المحافظة على سلامك.
تذكّر تنازل المسيح عن كل شىء لأجلك حتى تضحّى لأجل خدمته براحة الجسد والماديات الكثيرة وثق أنه يعوّضك فى هذه الحياة والحياة الأخرى.