رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الطاعة العمياء _ أنتوني كونياريس الطاعة العمياء بقلم الأب أنتوني كونياريس عندما يُسلِّم شخص مسيحي إرادته الحرَّة للمسيح، الرب ينقيها ويُرجعها إليه، لكي تكون طاعته من ذلك الحين فصاعداً قائمة على المحبة فقط وتمارس من خلال تلك الإرادة الحرَّة. عندما أظهر ربنا طاعته للآب من خلال إخلاء ذاته من مجده، صائراً واحد منّا، فعل ذلك من خلال ممارسة تلك الإرادة الحرَّة. لقد كانت إرادة حرَّة في محبة طائعة للآب، هي التي قدمت الذبيحة الأسمى. روح الطاعة العمياء مع إماتة الإرادة الحرَّة هو لا شيء أكثر من عبادة أصنام". حقيقة أن الله أعطى لنا عقل وإرادة حرَّة تشهد بحقيقة أنه لا يريدنا أن نمارس طاعة عمياء لأي شخص، بما فيهم ذاته. طاعة واعية لا عمياء: قال الرب يسوع: "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أنَّ لكم فيها حياة أبدية وهي التي تشهد لي، ولا تريدون أن تأتوا إلىَّ لتكون لكم حياة" (يو 5: 39، 40)، هل هذا له أي صلة بطاعة عمياء؟ قال داود النبي: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز8:34) هل هذا له أي صلة بطاعة عمياء؟ عندما بشَّر الملاك العذراء مريم وأعلن لها أن الله سيستخدمها لدخول المخلص إلى العالم، لم تقدم العذراء طاعة عمياء بل طاعة واعية. لقد سألت الملاك: "كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً". عندما سمعت إجابة الملاك "الروح القدس يحل عليها وقوة العلي تُظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله"، أجابت: "ليكن لي كقولك". هل هذه الكلمات لها أي صلة بطاعة عمياء؟ إن طاعتها لم تكن عمياء، بل طاعة يقظة وواعية جداً، طاعة صوَّرت إستجابة العذراء الحرَّة بشكل كامل. الإيمان ليس أعمى: يدعونا الله أن نُفتش الكتب المقدسة، ونسعى وراء الحقيقة، وندرسها، ونتذوق وننظر، وبكل حرية – لا بشكل أعمى - نقبل حقه. الإيمان ليس أعمى. في الحقيقة، الإيمان يفتح عيوننا لكي ترى أكثر بكثير مما كانت تراه من قبل. يجب أن يكون الشخص حذراً من أي إنسان يريد أن يكسب السيطرة المطلقة على عقولنا من خلال المطالبة بالطاعة العمياء. نجد هذه الظاهرة بشكل ثابت عند زعماء العبادات. زعيم الطائفة أو المعلم أو المرشد الأعلى يصير المُفسِّر الوحيد لكل الأشياء. لا يُسمح لأحد بأن يستجوب تفسيره. إذ ينبغي على الشخص أن يقبل ما يقوله لمجرد أنه هو الذي قاله. مثل هذه الطاعة العمياء لفرد واحد هي عبادة أصنام. إنها عبادة الزعيم أو المرشد الأعلى بدلاً من الله، إنها تحرمنا من عطية الإرادة الحرَّة التي أعطاها لنا الله، والتي يحترمها هو ذاته كثيراً. بإعطائه لنا إرادة حرَّة، إتخذ الله مخاطرة كبيرة بإتمانه إيانا على القدرة الرهيبة لرفضه. كما قال بول إفدوكيموف: "القوة الجبارة على رفض الله هي الحرية الإنسانية في أقصاها". لماذا؟ لأن الله إختار أن يخلق أولاد وبنات لا دمي وأناس آليين. عبادة الفرد في الأرثوذكسية: حذَّر مرة رئيس الأساقفة لعازر بوهالو - رئيس أساقفة أوتوا - مجموعة من الموعظين أن ظاهرة عبادة الفرد الموجودة في العبادات الأخرى قد تظهر حتى في الأرثوذكسية، فكتب: "ليس هذا وضع طبيعي مطلقاً بالنسبة للعلمانيين في الكنيسة بأن يطالبوا بالطاعة العمياء لأب شيخ أو حتى لكاهن الإبارشية، حتى ولو كان هذا الأب واحد من القلائل الكهنة في أمريكا اليوم، الذي يمكن دعوته بحق "أب روحي". في الحقيقة، حتى الحياة الرهبانية لا يجب أن تكون في طاعة عمياء. هذا يتناقض مع المفاهيم الأساسية لمعنى الإيمان، وبلا شك مع تعاليم الأرثوذكسية في ما يمثله شعب الله ... يجب أن تكون حذراً جداً من أي إنسان يريد أن يكسب مثل هذا التحكم الكامل على عقلك وأفكارك، بحيث لا يسمح لك بالمشاركة بحرية، وأن تتبصر في الأمور بشكل حر وعقلاني، وأن تختار ما بين الأفكار التي قد تبدو متعارضة، ومدارس الفكر المختلفة. إنَّ الحقيقة لا تخاف من المكاشفة والمقارنة. إذا كان لديك كاهن أبرشية يحاول رعايتك بإسلوب يسعى به للسيطرة على طريقة تفكيرك أو عزلك أو يصِّر بوجوب حضورك في كنيسته بالذات كل أحد، وأن تعطيه جواباً عن أينما تذهب، يجب عليك أن تهرب منه كما من ثعبان سام. يجب أن تكون مرتاباً وحذراً جداً من أي شخص - حتى ولو شيخ - يسعى لعزلك ويطالبك بطاعة مطلقة أو حتى بطاعة مُفرطَّة. إن وجدت نفسك تعتقد بأن خلاصك يعتمد على شيخ ما أو أب روحي، وقد توقفت عن التركيز في يسوع المسيح كالمُسبب والمُتمم لخلاصك، فأنت في الحقيقة مُعلق بوضع يشبه وضع الفرق الدينية وتعلقها المريض بالقادة، ويجب عليك أن تُكافح من أجل تخليص نفسك من هذا الوضع". الله قد منح الطبيعة البشرية بما يدعوه آباء الكنيسة autexousion أي قدرة الإختيار الحر وضبط النفس. وكما أن الله يحترم ويترك قدرة الإختيار الحر هذه بلا مساس، هكذا يتوقع منّا أن نفعل نفس الشيء. يبين الأسقف كاليستوس وير أنه بسبب ذلك، تقليد الكنيسة النسكي يهتم إهتماماً شديداً بإحترام الكرامة والحرية الشخصية للتلاميذ. يجب أن يقود الأب الروحي تلاميذه لا بالقوة بل بالمثال من خلال علاقة شخصية ومحبة متبادلة. في تعليقه على علاقة المودة المتبادلة هذه، يكتب الأسقف وير ما يلي: "وهنا نلمس أهم نقطة على الإطلاق، وهي السمة الشخصية التي تلهم اللقاء بين التلميذ والمرشد الروحي. الإتصال الشخصي يحمي التلميذ من الناموسية الجامدة، يحميه من الخضوع الخانع للقانون بصورة حرفية. هو يتعلم الطريق لا بواسطة الإلتزام الخارجي للقواعد المكتوبة، بل من خلال رؤية وجه بشري وسماع صوت بشري. وبهذه الطريقة، يكون الأب الروحي - أو الأم الروحية - هو الحارس للحرية التي بحسب الإنجيل" . يحتقر الله الدكتاتوريين السلطويين، وزعماء الفرق أو العبادات، والآباء أو الأزواج التعسفيين، والمديرين المتعجرفين الذين يريدون فرض قوتهم الخاصة بسحق حرية وهوية الآخرين المعطاة من الله وقمع قدرتهم على الإبداع. الله يريدنا أن نحترم الحرية الإنجيلية التي أعطاها لنا، ونحفظها بلا مساس. أحد الأسباب لماذا إله الإسلام ليس نفس الإله الذي نعبده نحن، هو أنه لا يحترم إرادة الإنسان الحرَّة. إذا أراد شخص أن يتحول من الإسلام إلى دين آخر، توصي الشريعة الإسلامية بقتله. كيف إذن يكون إله الإسلام بأي حال نفس الإله المسيحي الذي له هذا الإحترام الشديد جداً لعطية الإرادة الحرَّة التي أعطاها لنا؟! |
08 - 02 - 2015, 09:30 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الطاعة العمياء _ أنتوني كونياريس
شكرا يا مرمر
الطاعة العمياء |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الطاعة العمياء لله وقضاءه |
هل خلصت يا أخ ؟ كونياريس |
التأله _ أنتوني كونياريس |
أفراح القيامة _ كونياريس |
الطاعة العمياء |