رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَعَلّ المنافقين يَخجَلون – ج3 من 4
كتبت في الجزء الأوّل من المقالة أنّ منافقي الجهة الثالثة أطلقوا العنان لتبريرات عقيمة ملخَّصُها: "وجود حروب عبر التاريخ طالت المسلمين وما تزال، فمهما فعل الأصوليّون في حقّ غير المسلمين قليل اذا ما قورن بالإرهاب الغربي الذي نال من مسلمين في بقاع شتّى من الأرض" فهل الذي اعتبره الفرس والروم والڤايكنغ والصينيون واليابانيون والألمان النّازيّون وغيرهم حلالًا يصبح حرامًا على المسلمين؟ فما الفرق إذًا؟ وقد سبق لي أن أجبت على غالبية ما تضمّن هذا النفاق، بمقالتي المنشورة في موقع لينغا التي تحت عنوان: ردًّا على نقد الحملات المسيحية\ فقرة الاستعمار الغربي وغيرها. أمّا الفرق فهو أن أولئك الأقوام احتلّوا أرضًا ما وآذى بعضُهُم السكان الأصليّين، لأطماع بشريّة لا دوافع دينية وراءها، لم يحتلّوا أرضًا بتشريع إلهيّ منسوب إلى إله السماء! على خلاف ما فعل المسلمون ويفعلون حتى يومنا هذا وإلى أجل غير مسمّى. ويوجد سؤال مشروع هنا طالما ادّعى المسلمون أن دينهم سماويّ، أما سأل أحد منهم نفسه التالي، أما تنبّه أحد منهم إلى النتيجة التالية: إذا كان دينك سماويًّا وآخرتك في السماء حيث الجنة، على أنّ غير المسلمين في النار، فلماذا تحتلّ أرض غيرك والجنّة بانتظارك؟ وجواب المسلم: لنشر الدين. فإذا صَدَّق السّذّجُ هذا الجواب فما الداعي إلى نشره بالسيف؟ بالقتل واستحصال غنائم وفرض الجزية وتسخير ضحايا الغزو عبيدًا وجواريَ والخطف حتّى دفع الفدية... إلخ. أبتلك الطرق الشائكة تحاولون إقناع الناس بصحّة ديانتكم عوض الاجابة على أسئلة المعترضين والمشكّكين؟ وهل ينبغي على غير المسلم أن يخسر أهله وأرضه وماله حتّى يؤمن به كيفما كان أو حتّى يتعلّم أصول دينكم؟ هل قرأتم عن دين انتشر بإحدى تلك الوسائل أو سمعتم؟ فإذا احتجّ المسلم بحروب العهد القديم، التي في التوراة وعدد من أسفار الأنبياء، فلم تكن تلك الحروب لنشر اليهوديّة على الإطلاق، إنما لتنقية الشعب القديم من رجاسات الأرض وحمايته وتطهير النسل المزمع أن يأتي منه السيد المسيح فاديًا ومخلِّصًا، وإن بدت تلك الحروب عنيفة في عيون الإنسان الحديث وقاسية. وها أن السيد المسيح قد جاء الى العالم فحلّ عهد النعمة وأضاءت شريعة المحبة والرحمة والعدل والسلام والتسامح بأشعتها الساطعة العالمَ كلّه. فلماذا العودة إلى الوراء، إلى سفك الدِّماء والسبي والغنائم؟ لماذا تجاهل المسلمون الأوائل تعاليم المسيح السمحاء؟ تابعونا على الفيسبوك: وهل يغيّر الله رأيه- حاشا- مثل الإنسان؟ أفبعدما قال للناس: {أحِبّوا أعداءَكُمْ، بارِكوا لاعِنيكم، أحسِنوا إلى مُبغِضِيكمْ، وصَلُّوا لأجْل الّذِين يُسِيئون إليكم ويَطرُدونكم}- متّى 44:5 عاد نادمًا متأسِّفًا ليقول: (قاتلوهم يعذّبْهُم اللهُ بأيديكم ويُخزِهِم وينصركم عليهم ويشْفِ صدور قوم مؤمنين)؟ (1) وأسئلتي التي طرحت على أزيد من مسلم متديّن حول ما تقدّم هي التالي: 1. هل خلق اللهُ الإنسان لأنّ اللهَ أحبّ الإنسانَ أم لأنّ الله كائن ساديّ يتلذّذ بتعذيب الإنسان حتّى الموت؟ 2. هل في قتْل الآمنين في بيوتهم والآمنات والمُسالمين والبسطاء طريقٌ إلى الله؟ 3. هل غيّر الإسلامُ أخلاقَ عرب الجاهليّة المزعومة نحو الأفضل أم نحو الأسوأ والأخسّ والأَرذل؟ وكلّما سألت شخصًا مسلمًا، مقيمًا في دولة غربية، عن سبب لجوئه إلى إحدى دول الغرب، طالما اعتبر الغرب كافرًا وفاجرًا وظالمًا، في ضمن أسئلة ثلاثة، عجز من الإجابة على أي سؤال إجابة مقنعة، بل زاد صلفًا ووقاحة إذ تمنّى تطبيق الشريعة الإسلامية "بإذن الله" في بلاد الغرب ذات يوم. فلا سَمَحَ الله جَلّ شأنه وقدره بتحقيق أحلام شرّيرة ولا قَدَّر. وبئس القولُ الهُراء. ....... السؤال الأوّل: ما الذي دفعك إلى ترك بلادك طالبًا اللجوء في بلاد الغرب؟ جواب اللاجئ: إن الظلم في وطني هو ما دفعني إلى تركه. فجئت إلى هنا والأرض كلّها لله عزّ وجلّ. تعليقي: إذًا أنت تعترف بوجود الظلم في بلدك الذي يحكمه مسلمون وبوجود العدل في بلاد الغرب التي يحكمها مَن هُم كُفّار في نظر القرآن وغالبيّة المسلمين. أفلا يدلّ ما تقدّم على أنّ تعاليم الإله الذي يعبُدُه الغربيّون أفضل من تعاليم الإله الذي يعبُدُه المسلمون؟ فإن اعترضت على كلامي قائلًا "إن الغرب ترك موضوع وجود الإله جانبًا حتّى أصبحت غالبيتُه لا دينيّة" أقُلْ لك: لكنّ القوانين التي تحكم الغرب منذ اعتماد المسيحية دينًا رسميًّا، أي منذ القرن الرابع الميلادي، مرورًا بالعصور الوسطى حتّى وقتنا هذا، لا تزال مستندة على تعاليم الكتاب المقدّس ولا سيّما تعاليم السيد المسيح. كما أنّ اعتراضك لا يصبّ في مصلحتك لأنه يدلّ على أن المحبة والعدالة والمساواة والسلام والأمان في بلدان الكفر والإلحاد عوامل متوفّرة، بينما هي مفقودة في بلدك المؤمن بالله. وإذا كانت الأرض كلّها لله فإنّ الله قد وهب هذه المساحة من الأرض لهؤلاء وما وهبها لك ولا وهبها لأبناء جلدتك. وإذا كانت الأرض كلّها لله فلماذا لا تسمح المملكة العربية السعودية بحريّة اختيار الدين على أرضها وببناء المعبد الذي يخصّ كلّ دين؟ وهي التي من المفترض أن تعرف الله أكثر من غيرها؛ فتحترم الآخرين وعقائدهم أكثر من الغرب "الكافر والملحد" وتسمح ببناء كنائس وسائر المعابد لأتباع الديانات الأخرى، كما حصل في الغرب، بحرية تامة وبدون قيود ولا شروط استثنائية. أفليست السعودية من الدعاة إلى حوار الأديان والتسامح ومن الرعاة أيضًا؟ (2) أم أن الحقيقة هي العكس تمامًا، أي أنّ السعودية، بأدلّة قاطعة وبراهين ساطعة، هي بؤرة الإرهاب ومصدره الرئيسي. فمثالًـا؛ حلقة برنامج سؤال جريء المرقمة 391 تحت عنوان:- مملكة الكراهية: السعودية والإرهاب العالمي. إنما قصْدُكَ: حيثما تطأ أقدام المسلمين مساحة ما من الأرض تصبح المساحة إسلاميّة ولو بعد حين، أي بعد أن تقوى شوكة المسلمين بالعدد والعدّة. ....... والثاني: لماذا لا تعود الى بلادك التي اعتمدت الإسلام مصدرًا أساسيًّا للتشريع؟ جواب اللاجئ: بسبب الظلم، حكومة بلادي عميلة للغرب، حكومتنا لم تطبّق الإسلام الصحيح. تعليقي: ألا يوجد ظلم في القرآن عينه؟ كم مرّة في اليوم تقرأ سورة الفاتحة؟ أما فكّرتَ يومًا في ما قرأت؟ فمن هم المغضوب عليهم ومن هم الضّالّون؟ وهل في ثقافات الأرض كلّها من يقول عن اليهود إنهم "مغضوب عليهم" ومن يقول عن المسيحيّين إنهم "ضّالّون" إلّا القرآن؟ وأيّهما أهون عليك؛ أن تعيش بكرامة وحكومتك عميلة للغرب أم أن تعيش "ذليلًا" في بلاد الغرب بل عالة وبلا كرامة؟ وما هو الإسلام الصحيح في رأيك غير الذي في القرآن والحديث والسُّنَّة؟ وأيّة دولة إسلاميّة طبّقت الإسلام الصحيح في نظرك؟ وتاليًا: لماذا لم تلجأ إلى الدولة التي أقنعتك حقًّا بأنها طبّقت الإسلام؟ وأخيرًا ما هو محلّك من الإعراب في بلاد الغرب، أي ماذا سيكون دورك في نموّ حضارة المجتمع الغربي وتقدّمه أخلاقيًّا وأدبيًّا وعلميًّا واقتصاديًّا وفنيًّا ورياضيًّا؟ لا جواب. ....... والثالث والأخير: لماذا لا تحاول التعايش مع أهل البلد إذ فتحوا لك الباب مرحّبين بك وأمثالك؟ جواب المنافق: كَفَرة، نغولة، لا يخجلون... إلخ وتعليقًا على قوله كَفَرة: هل قرأتم الكتاب المقدّس كي تعرفوا معنى وحدانيّة الله فتميّزوها من الكفر؟ فإنّ في الكتاب المقدّس أزيد من ثلاثمئة آية دلّت على التوحيد! والآية الآولى هي بداية الأصحاح الأّوّل في السِّفر الأول: {في البَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}- التكوين 1:1 فكم إلهًا في هذه الآية يا ذوي الألباب؟ وأمّا وصية الله الأولى فهي: {أَنا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي}- الخروج 20: 2-3 لذا فأهل الكتاب هم الذين عَلَّموا الناس التوحيد، قبل الإسلام الذي ظهر بعد المسيحيّة بزمن طويل نسبيًّا. وهذا لا يعني أن الأخ المسلم يستطيع أن يقنعني بأن الإسلام ديانة مُوَحِّدة، لا قولًا ولا فعلًا، لأني رأيت خلافهما، لكنّ هذا موضوع آخر أضعه الآن جانبًا. فأنا أعرف أنّ اللاجئ قصد، هو وسائر المسلمين، إنّ الإيمان بالإله الواحد لا يكفي في الفقه الإسلامي، إنما تجب الشهادة برسول الإسلام مرسلًا من الله! وتاليًا: كلّ من لا يشهد الشهادتين معًا يُعَدّ كافرًا في نظرهم! عِلمًا أنّ تفسير قول القرآن (فمَن شاء فلْيُؤْمِن ومَن شاء فلْيَكْفُرْ- الكهف: 29) ليس ترخيصًا في الكفر، بل تهديد ووعيد لمن كفر أنّ له النار- أخرجه ابن أبي حاتم (3) عن ابن عباس (4) لذا وُجدت مشكلة ولا تزال قائمة! وهي أنّ الإسلاميّين يريدون بقوّة السيف، إذا بقيت به قوّة، أن يحذو الآخرون حذوهم، أي أن يقول جميع الناس (7.2 مليار نسمة) الشهادتين وإلّا فالجزية أو السيف. وهذا منطق تساهل فيه عقلاء المسلمين من زمن بعيد ومنهم من رفضه حتّى في الزمن القريب جدًّا؛ لعلّ أبرزهم السيد أحمد القبانجي من العراق (5) والسيد عبد الفتاح السِّيسي، رئيس جمهوريّة مصر حاليًّا، خلال حديثه (6) أمام شيوخ من الأزهر، في وقت دعا السّيسي إلى ثورة دينيّة. بارك الله حياة كلّ من الرّجلين وأطال في العمر. أمّا تعليقي على قوله "نغولة" فهي كلمة قبيحة شائعة في الدارجة العراقية والمقصود بها: أولاد الزنا. لكنها تعني الفساد في معجم لسان العرب. هذا على اعتبار جميع المسلمين أولاد حلال. ما شاء الله! لا يا أخي وأختي؛ فأوّلًا أنّ التعميم مرفوض أساسًا على أيّ مجتمع وفي أيّ مجال. وثانيًا: يوجد في الغرب زواج كما في الشرق. والزواج المدنيّ قد يسبق الزواج الديني في دولة ما وقد يلحق في دولة أخرى. وقد يكون المشروع في الغرب غير مشروع في الشرق ولا مشروع في نظرك ولا في نظري أيضًا؛ إذ استُحدِثت قوانين في الغرب أو توصيات سمحت ببناء علاقات جنسية، بعد بلوغ كل من الجنسين سن الرشد، قطعًا تحت سقف الحرية الشخصية مدنيًّا لا كنسيًّا! فقلّما حدثت مشاكل في الغرب لأسباب جنسية، لأنّ نظرة أحد الجنسين إلى الآخر في الغرب واعية وعاديّة ومنضبطة، إذ اعتاد كلّ من الجنسين على الآخر منذ نعومة أظفاره حتى أعلى المراحل الدراسية وميدان العمل. لكن اختلفت عنها نظرة الإنسان الشرقي الدونيّة والشهوانية والعطشى والهمجيّة. وثالثًا أنّ الأنثى في الغرب كالذَّكَر، تساويه بكل شيء على الإطلاق؛ لا فرق ما بين إنسان وإنسان داخل إطارات الحريّات الشّخصيّة والحقوق والواجبات، أيًّا كان الجنس واللون والعِرق والجنسيّة الأصليّة واللغة والدين والثقافة والتقاليد والرأي وطريقة التفكير. وهذا من تعاليم السيد المسيح له المجد المدوَّنة بوضوح في الإنجيل في آيات كثيرة ومنها: {وكما تريدون أنْ يفعل الناس بكم افعلوا أنتم أيضًا بهم هكذا. وإنْ أحببتم الذين يحبّونكم فأيّ فضل لكم؟ فإنّ الخطاة أيضًا يحبّون الذين يحبّونهم. واذا أحسنتم الى الذين يُحسنون إليكم فأيّ فضل لكم؟ فإنّ الخطاة أيضا يفعلون هكذا...}- لوقا 6: 31-33 وبالعودة إلى موضوع الزواج؛ لا يُسمَح في الغرب بزواج رجل من امرأة أخرى وزوجته لا تزال حيّة تُرزَق غير مطلّقة منه! ولا يُسمَح لامرأة متزوّجة بالارتباط من رجل آخر وزوجها حيّ يُرزق غير مطلّق منها! إنّما الزواج الثاني مع استمراريّة الزواج الأوَّل يخالف القانون، لأن القوانين الاجتماعية في الغرب مبنيّة أساسًا على صخرة الإيمان المسيحي. وجميع الأجيال حتى الآن قد احترمت هذا القانون وعملت به، في ضمنها الأشخاص الذين ألحدوا وأولئك الذين أقاموا علاقات غير مشروعة في نظر غالبيّة الشرقيّين المؤمنين. ورابعًا فليعْلمْ مَن طلب العلم بأنّ الكتاب المقدّس هو صاحب تشريع الزوج الواحد والزوجة الواحدة: {مِنْ أجل هذا يترك الرجل أباه وأمّه ويلتصق باٌمرأته ويكون الإثنان جسدًا واحدًا} – متّى 5:19 ورسالة بولس الرسول إلى أهل أَفَسُس 31:5 في العهد الجديد وسِفْر التكوين 24:2 في العهد القديم. فكلّ ما خالف هذا التشريع قد اعتُبر لدى المتديّنين، سواء من المسيحيّين واليهود، من أنواع الزنا المدوّنة نصوصُ حَظْرِهِ بوضوح في الكتاب المقدّس. لعلّك تستنتج أنّ الكتابَ المقدّس لم يُوَحِّدِ اللهَ فحَسْبُ، بل وَحَّدَ الزواجَ أيضًا، حتّى اعتَبَر الزوج وزوجته جسدًا واحدًا. وخامسًا؛ يوجد عدد من المسلمين المقيمين في الغرب قد التفّوا على القانون فزوّروا بطاقاتهم الشخصية؛ مثالًا: تقديم بطاقة مزوّرة تدلّ على أن فلانة هي أخت فلان وهي في الحقيقة زوجته الثانية. أفلا تخجل أيها اللاجئ من قولك "لا يخجلون" فمن الذي عليه أن يخجل؟ فتعليقي على قولك "لا يخجلون" هو: قد أصَبْت، لكن ليس بمقياس الخجل عندك! لأنّ مَن يخجل (7) هو (مَن يغلي فيه إحساس بالنقص أو الدونيّة ومن يواجه صعوبة في التركيز على ما يجري مِن حوله ومَن يُحسّ بتوتّر إزاء ظرف ما أو اضطراب أو ارتباك) كأن يشعر بالعار من خطأ مقصود ارتكبه أو غير مقصود. والفتى الغربيّ والفتاة الغربيّة يقولان الصدق غالبًا ويفعلان ما هو قانوني وينقلان الحقيقة كما هي فما من سبب للخجل. كأنّ الفتى يقول والفتاة مثله: (لستُ متديِّنًا، لا أؤمن بغيبيّات وروحانيّات، لا أؤمن بالله ولا الديانات. أنا حرّ وليس لأحد حقّ في كسر غصن واحد من كرمة حرّيّتي. هذه زوجتي أو صديقتي. تلك عشيقتي أو خليلتي. ما دخلك أنت؟ فاذهب عنّي بعيدًا...) والفتى مشغول بدراسته وعمله وحياته الاجتماعية وهواياته. وهو في الغالب لا يريد التفكير في قضايا الدين، لكنّه اكتسب في الواقع فضائل الدين المسيحي إذ تعلّمها في البيت والمدرسة ومارسها في الحياة العامّة. وأخيرًا؛ ما شأنك في حياة غيرك ومعتقداته ولماذا تتدخل في ما لا يعنيك، ألا تكفيك شؤونك وهمومك؟ وهل جئتَ طالبًا اللجوء الآمِن والعيش الكريم أم جئت ناقدًا أم مُشرِّعًا؟ ولماذا لا تترك الناس يعيشون هنا بمحبة واحترام وأمان ورفاهية كما هي حالهم؟ فما الجديد المفيد الذي ستُضيفه الشرائع الإسلاميّة إلى حياتهم؟ ....... نبوءة غير مقدَّسة وفي النهاية؛ هل تعلم، لديّ نبوءة عنك وأمثالك، قطعًا غير مقدَّسة، سأسمِعُك بها الآن ولم يسبق لي الكشف عنها لأحد غيرك: كُنْ على ثقة بأنّ هذه الدولة التي تقيم فيها اليوم معزَّزًا مكرَّمًا، إمّا نفترض أنّ رئيس بلديّة المدينة، التي تسكن فيها الآن، سيُعلن غدًا قرار تطبيق الشريعة الإسلاميّة، استجابة منه لمطالب إسلاميّين، نظرًا لزيادة نسبتهم على حساب السكّان الأصليّين في هذه البلديّة، حتّى أصبح لهم نفوذ بارز في مجلس البلدية، فإنّك أيّها الأخ المحترم أوّل من يحاول الانتقال إلى بلديّة أخرى. ومن خشية تعميم القرار على سائر البلديّات في المستقبل، لا أستبعد محاولتك تزوير اسمك وتاليًا أوراقك الثبوتيّة، للهروب مجدَّدًا إلى دولة غربيّة أخرى، طالبًا اللجوء الإنساني و(الحليم تكفيه الإشارة) فلعلّك تخجل. ستلجأ إلى حيث العدل والأمان والعيش الكريم وهذه المعطيات متوفّرة في الغرب أكانت غالبيّته مَسيحيًّة أم مُلحِدة. وستهرب إلى حيث لا يهدِّد حياتك سُنّيّ إذا كنت شيعِيًّا أو علويًّا... إلخ ولا يهدِّدك شيعيّ إذا كنت سُنِّيًّا أو أحمديًّا... إلخ. وستفرّ إلى حيث توجد الديمقرطية التي تسلّلتَ إلى الغرب من خلالها، ثمّ التففت حولها كثعبان، والتي احتقرها عدد من شيوخ الإسلام وسخروا منها. وستحلم بجنان الله على الأرض التي اعتنى بها الإنسان الغربيّ، مستثمرًا موارد طبيعية بطاقات بشرية وتكنولوجيا حديثة، لتأمين أسباب الراحة والاطمئنان والنظافة والمتعة لجميع الناس. أمّا أنت فقد عِثتَ في الأرض إذ زرعتَ في الناس قلقًا ورُعبًا؛ بأفكارك الملوَّثة والمتطرّفة، سواء الموروث منها والمكتسب، وبتحركاتك المشبوهة. وصلّيتَ لاعنًا في نهاية الـصلاة الناس الذين استقبلوك بسذاجة وطيب خاطر ورحابة صدر في مخيّم الاستقبال، متحمّلين قذارة رائحتك التي قد ينفر منها ذبابُ الشرق وبَعوضُه، وغاضّين بالنظر عن نشاز مظهرك بلحية كَثّة وسِروال فَضفاض وسُترة رَثّة. والأهمّ أنهم تحمّلوا عبء ثقافتك، المُعْوَجّة في نظري، حتّى كأنك هابط توًّا من كوكب يقع خارج نظام المجموعة الشمسية. ولا أشكّ في لَعْنك الساعة التي سمحوا لك خلالها بدخول المخيّم. وبصْقك في الأكفّ التي مَدّتْكَ بمساعدات إنسانية، ماديّة ومعنوية، منذ أن لجأتَ إلى أصحابها حتّى هذه اللحظة. وأخيرًا أسأل الله تقبُّل صلاتي من أجلك. وهي أيضًا من أجل جميع المسلمين والمسلمات- بحسب ما أوصاني السيد المسيح ربّي وقدوتي له المجد كلّ المجد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 26 - ومع المنافقين لم أجلس |
سريعة هى وعود المنافقين |
انهم المنافقين |
لَعَلّ المنافقين يَخجَلون – ج1 من 4 |
لَعَلّ المنافقين يَخجَلون – ج2 من 4 |