رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عدالة الله تعني انتظار توقيته هناك الكثير من المواقف التي تضطرنا للانتظار ، أليس كذلك ؟ فنحن ننتظر في عيادة الطبيب وعند الاشارات الضوئية وفي البيت ، كما اننا ننتظر حضور من يصحبنا معه أو مجيء عطلة نهاية الاسبوع . وهكذا قد يكون الانتظار محبطا ً في بعض الاحيان . يشتمل هذا المقطع من الكتاب المقدس على قصة ٍ مؤثرة ٍ عن الانتظار . كان ينبغي على يوتام ان يفعل ذلك . اسأل نفسك ما اذا كان يستمتع بذلك أم لا ؟ حيث ان تجربته ُ هذه تُشبه تجاربنا جميعا ً بطريقة ٍ أو بأخرى سفر القضاة 9 : 1 – 57 1. وذهب أبـيمالك بن يربعل إلى أخواله في شكيم، وقال لهم ولجميع قبـيلة أبـي أمه: 2. ((قولوا على مسامع جميع أهل شكيم: أيهما خير لكم، أن يتسلط عليكم سبعون رجلا، أي جميع بني يربعل، أم رجل واحد؟ واذكروا أني أنا من لحمكم ودمكم)). 3. فنقل أخواله إلى أهل شكيم هذا الكلام، فمالت قلوبهم نحو أبـيمالك لأنهم قالوا إنه قريبنا. 4. وأعطوه سبعين من الفضة من بـيت بعل بريت، فاستأجر بها رجالا بطالين أشقياء. 5. وجاء إلى بـيت أبـيه في عفرة وقتل إخوته بني يربعل، وهم سبعون رجلا على صخرة واحدة. وبقي يوتام أصغر بني يربعل حيا لأنه اختبأ. 6. واجتمع أهل شكيم وبـيت ملو ومضوا إلى أبـيمالك وأقاموه عليهم ملكا عند شجرة البلوط الـتي في شكيم. 7. فلما علم يوتام بذلك ذهب إلى جبل جرزيم ووقف على قمته. رفع صوته وقال لهم: ((إسمعوا لي يا أهل شكيم فيسمع الله لكم. 8. ذهبت الأشجار مرة لتمسح عليها ملكا، فقالت لشجرة الزيتون: كوني علينا ملكة. 9. فقالت الزيتونة: أأترك زيتي الـذي من أجله تكرمني الآلهة والناس وأذهب لأستعلي على الشجر؟ 10. فقالت الأشجار للتينة: تعالي أنت وكوني علينا ملكة. 11. فقالت التينة: أأترك حلاوتي وثمرتي الطيبة وأذهب لأستعلي على الشجر؟ 12. فقالت الأشجار للكرمة: تعالي أنت وكوني علينا ملكة. 13. فقالت الكرمة: أأترك خمري الـذي يفرح الآلهة والناس وأذهب لأستعلي على الشجر؟ 14. فقالت الأشجار كلها للعوسجة: تعالي أنت وكوني علينا ملكة. 15. فقالت العوسجة: إن كنت حقا تمسحينني ملكة عليك، فتعالي، وفي ظلي استظلي، وإلا فلتخرج نار من العوسجة وتحرق أرز لبنان. 16. ((والآن هل عملتم بالحق والاستقامة، فملكتم عليكم أبـيمالك؟ هل صنعتم خيرا إلى يربعل وبيته وكافأتموه على ما صنعت يداه؟ 17. أبـي قاتل عنكم وخاطر بنفسه وأنقذكم من أيدي المديانيين، أما أنتم اليوم 18. فهاجمتم بـيت أبـي وذبحتم بنيه السبعين على صخرة واحدة، وملكتم أبـيمالك ابن أمته على أهل شكيم لأنه قريبكم، 19. فإن كنتم عملتم بالحق والاستقامة مع يربعل ومع بيته في هذا اليوم فاهنأوا بأبـيمالك وليهنأ هو أيضا بكم، 20. وإلا فلتخرج نار من أبـيمالك وتأكل أهل شكيم وبيت ملو، ولتخرج نار من أهل شكيم وبيت ملو وتأكل أبـيمالك)). 21. وفر يوتام هاربا إلى بـير، فأقام هناك خوفا من أبـيمالك أخيه. 22. وملك أبـيمالك على بني إسرائيل ثلاث سنين. 23. وألقى الله بروح العداء بـين أبـيمالك وأهل شكيم، فغدر أهل شكيم بأبـيمالك 24. ليرتد الظلم الـذي وقع على بني يربعل السبعين ويكون دمهم على أبـيمالك أخيهم الـذي قتلهم وعلى أهل شكيم الـذين شجعوه على قتلهم. 25. فأقام أهل شكيم كمينا على رؤوس الجبال، فكانوا يسلبون كل من مر بهم في الطريق. وعلم أبـيمالك بذلك. 26. وجاء جعل بن عابد مع إخوته إلى شكيم، فوثق به أهلها، 27. وخرجواإلى البرية وقطفوا كرومهم وعصروا واحتفلوا ودخلوا بيوت آلهتهم وأكلوا وشربوا ولعنوا أبـيمالك. 28. فقال جعل بن عابد: ((من هو أبـيمالك؟ ولماذا نخدمه نحن في شكيم: أما هو ابن يربعل ووكيله زبول؟ فلماذا نخدمه؟ اخدموا رجال حمور أبـي شكيم. 29. ليت هذا الشعب في يدي، فأعزل أبـيمالك وأقول له: أعد جيشك واخرج للقتال!)) 30. وسمع زبول والي المدينة بكلام جعل بن عابد، فاشتد غضبه 31. وأرسل في السر إلى أبـيمالك يقول له: ((جعل بن عابد وإخوته جاؤوا شكيم، وهم يثيرون عليك المدينة. 32. فقم أنت والـذين معك ليلا واكمنوا في البرية، 33. وباكرا في الصباح عند طلوع الشمس اهجم على المدينة، فيخرج هو وأصحابه إليك فتفعل بهم ما تقدر عليه)). 34. فقام أبـيمالك والـذين معه ليلا وكمنوا حول شكيم في أربع فرق. 35. فخرج جعل بن عابد وأقام عند مدخل المدينة، فوثب أبـيمالك والـذين معه من المكمن. 36. ورآهم جعل فقال لزبول: ((أرى كثيرين ينزلون من رؤوس الجبال)). فقال له زبول: ((أنت ترى ظل الجبال فتحسبه رجالا)). 37. فعاد جعل وقال: ((ها قوم نازلون من أعالي الجبال وفرقة مقبلة من جهة بلوطة العرافين)). 38. فقال له زبول: ((أين الآن كلامك؟ أما كنت تقول: من هو أبـيمالك حتـى نخدمه؟ هذا هو الشعب الـذي ازدريته، فاخرج الآن إليه وقاتله)). 39. فخرج جعل قائدا أهل شكيم وحارب أبـيمالك. 40. فهزمه أبـيمالك، فهرب من أمامه وسقط جرحى كثيرون قبل أن بلغوا مدخل المدينة. 41. وأقام أبـيمالك في أرومة، أما زبول فطرد جعل وإخوته من شكيم. 42. وفي الغد خرج الشعب إلى البرية، فعلم أبـيمالك بذلك. 43. فأخذ رجاله وقسمهم ثلاث فرق وكمن لهم في البرية. وحين رأى الشعب خارجين من المدينة، انقض عليهم. 44. وتقدم أبـيمالك والفرقة الـتي معه وتمركزوا عند باب المدينة، وأما الفرقتان الأخريان فهجمتا على الـذين في البرية وقضتا عليهم. 45. وحارب أبـيمالك المدينة ذلك اليوم كله واحتلها، وقتل الـذين فيها، وهدمها وزرعها ملحا. 46. فسمع بالأمر أهل مجدل شكيم، فدخلوا جميعا حصن بيت إيل بريت. 47. وعلم أبـيمالك بوجودهم هناك، 48. فصعد إلى جبل صلمون، هو والـذين معه، وأخذ فأسا بيده وقطع غصنا من الشجر وحمله على كتفه وقال للذين معه: "تفعلون سريعا كما أفعل". 49. فقطع كل واحد منهم غصنا وتبعوا أبـيمالك وألقوا الأغصان حول الحصن وأحرقوه بالنار، فمات أيضا جميع أهل مجدل شكيم وكانوا نحو ألف رجل وامرأة. 50. ثم توجه أبـيمالك إلى مدينة تاباص وحاصرها واحتلها. 51. وكان في وسط المدينة برج محصن، فهرب إليه جميع الرجال والنساء، ومنهم زعماء المدينة، وأغلقوا وراءهم الأبواب وصعدوا إلى سطح البرج. 52. فزحف أبـيمالك على البرج، فحاصره وتقدم إلى مدخله ليحرقه بالنار، 53. فألقت امرأة حجرا كبـيرا على رأسه فشدخت جمجمته. 54. فدعا في الحال حامل سلاحه، وكان شابا، وأمره: ((إستل سيفك واقتلني لئلا يقال إن امرأة قتلته)). فطعنه الشاب بالسيف فمات. 55. فلما رأى رجال بني إسرائيل أن أبـيمالك مات، عاد كل واحد منهم إلى بيته. 56. ورد الله على أبـيمالك الشر الـذي صنع بأبـيه حين قتل إخوته السبعين. 57. وكذلك رد الله الشر الـذي صنعه أهل شكيم على رؤوسهم، وتمت عليهم لعنة يوتام بن يربعل. كانت صفات ابيمالك مناقضة ٌ للصفات التي يريدها الله في القاضي ، ومع ذلك فقد انتظر الله ثلاث سنوات قبل ان ينقلب عليه ِ ويتمم المثل الذي ضربه يوتام كما ورد في سفر القضاة 9 : 22 – 24 ربما بدت تلك السنوات الثلاث ثلاثة دهور ٍ بالنسبة ليوتام . ومن المؤكد انه كان يتسائل متعجبا ً عن سبب عدم معاقبة الله لابيمالك فورا ً على طرقه ِ الشريرة . لسنا وحدنا فقط الذين نتعجب من سبب انتشار الشر ، فالكثيرون تعجبوا وتسائلوا مثلنا تماما ً ، لكن الله يعد بأنه سيتعامل مع الخطية ولكن في الوقت الذي يحدده هو وليس نحن ُ . وفي الحقيقة من الجيد ان الله لا يعاقب على الفور لاننا نحن ايضا ً نستحق عقاب الله لنا على خطايانا ، فالله بمقتضى رحمته ِ يصفح عنا ولا يعاقبنا على الفور وذلك لكي يمنحنا الفرصة لترك خطايانا والرجوع اليه تائبين . عليك ان تُدرك بأن الثقة في عدالة الله تعني انتظار توقيته ِ هو . قد يتوجب عليك ان تنتظر طويلا ً الى أن يعاقب الله الاشرار ، لكن تأكد تماما ً أن الله سيقضي على كل شر في الوقت الذي يعيّنه ُ هو . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اسأل الله عن توقيته |
مَثلُ مَلكوتِ السَّمَوات | العبور من عدالة الشَّريعة إلى عدالة النِّعْمَة |
تعود انتظار الرب |
ثق ان الله له توقيته الخاص |
ثق في توقيته، الله سيفتح ابواب لا أحد يستطيع أن يُغلقها |