تتأثر شهية الأطفال واختياراتهم الغذائية في المستقبل بالغذاء الذي تتناوله
أمهاتهم أيام الحمل, وهذا ما توصل إليه مجموعة من الباحثين من خلال أبحاثهم
العلمية, لكي يتأكدوا وبواسطة دليل علمي قوي من صحة هذه النظرية.
فلقد اختبر الباحثون استجابة 24 طفلاً حديثي الولادة لليانسون, بعد أن تم إعطاء
أمهات نصف هذه العينة من الأطفال اليانسون أثناء الحمل, بينما لم تتناوله أمهات النصف الآخر.
وعند عرض رائحة اليانسون على الأطفال كافة عند الولادة مباشرة، ثم بعد مضي
أربعة أيام من الولادة, لمعرفة ردة فعل الأطفال على هذه الرائحة, لوحظ بأن
الأطفال الذين تناولت أمهاتهم اليانسون أثناء فترة الحمل قد أداروا وجوههم نحو
مصدر الرائحة, أما الأطفال الآخرون فقد تجاهلوا الرائحة وأداروا رؤوسهم بعيداً,
وذلك خلال الاختبارين عند الولادة مباشرة وبعد مضي عدة أيام.
واستطاعت هذه النتائج أن تؤكد بأن معلومات كيميائية تنتقل من الأم إلى الجنين,
كما ساعدت هذه النتائج أيضاً على تفسير كيفية انتقال إدمان بعض المواد من الأم
إلى الجنين داخل الرحم.
ومن جهة أخرى، فإن طعم حلب الأم يتأثر كثيراً بالأطعمة التي تتناولها, لهذا من
الضروري أن تتجنب الأم جميع الأطعمة ذات النكهات القوية كالملفوف والبصل
والثوم وبعض أنواع السمك.
لأن معظم الأطفال الرضع يكونون شديدي الحساسية بالنسبة لطعم حليب أمهاتهم,
وإن وجود أي نكهة أو طعم غريب في الحليب يمكن أن يؤدي إلى رفض الرضيع
تناوله, وقد يتعرض لاضطرابات هضمية في حال تم إجباره على تناول الحليب.
كما أن مادة الكافيين الموجودة في القهوة والشاي قادرة على الانتقال بسرعة إلى
حليب الأم, فإذا لم تخفف الأم من تناولها لهذين المشروبين, فإن الكافيين ستنتقل
بالتأكيد إلى طفلها وتزيد من اضطراباته وقلة نومه.