من هن النساء الأكثر عرضة لتسمم الحمل؟
هناك الكثير من الأمراض التي من الممكن أن تصيب المرأة الحامل وتؤثر في صحتها وصحة جنينها، ومن هذه الأمراض تسمم الحمل، ولمعرفة تفاصيل حول هذا المرض قابلنا الدكتور رامي الكيلاني، وهو طبيب أردني أخصائي نسائية وتوليد، أنهى دراسة الطب الأولى من الأردن ثم تابع دراسته في الولايات المتحدة الأميركية، حاصل على شهادة البورد الأميركي في النسائية والتوليد من جامعة انديانا وزمالة الكلية الأميركية للنسائية والتوليد، بالإضافة إلى عضوية الكلية الأميركية للعقم وجراحه المنظار، وتابع الكيلاني دراسته العليا في بريطانيا وتحصّل على زمالة الكلية الملكية البريطانية لأمراض النسائية والتوليد من لندن، وعلى التخصص العالي وشهادة الماجستير في جراحة المنظار لأمراض النسائية والتوليد من جامعة سري في إنجلترا.
أوضح لنا الكيلاني أن تسمم الحمل هو نوع من الأمراض الذي يصيب فقط الحوامل وعلاجه الولادة، فعند ولادة الطفل يذهب التسمم من الجسم، والمشكلة الأساسية التي تسببه لا تزال غير معروفة، ولكن يعتقد الأطباء المتخصصون، أن تسمم الحمل مرتبط بطريقة زرع المشيمة في الرحم، مما يؤثر على الشرايين الصغيرة التي توصل الدم بين الأم والمشيمة، وهذا المرض يصيب تقريباً 7% من السيدات.
والسيدات المعرضات بنسبة كبيرة لتسمم الحمل، هن الحوامل لأول مرة، والحوامل في سن صغيرة أو في عمر كبير 36-40 سنة، هؤلاء هن من يتعرضن أكثر لتسمم الحمل، والنساء الللواتي يعانين من أمراض الضغط أو مرض الذئبية Systemic lupus erythematosus، أو اللواتي يعانين من أمراض في الكلى.
وأضاف الكيلاني، إن تسمم الحمل ليس لديه أعراض مبكرة، والأعراض تتوضح في المرحلة الأخيرة من المرض، لذلك من المهم جدًّا الزيارة الدورية للطبيب في مراحل الحمل المختلفة لقياس الضغط الذي يساعد على تشخيص تسمم الحمل، فالتشخيص يتم في النصف الثاني من مرحلة الحمل؛ فتسمم الحمل لا يحدث في النصف الأول من الحمل، والتشخيص يتم عن طريق قياس الضغط، عندما يكون ضغط السيدة الحامل فوق الـ 140/90، حينها يطلب الطبيب عمل فحص عينة بول، ولو تضمّن التحليل وجود الزلال في البول يكون هنالك تسمم حمل.
وقال الكيلاني، إن علاج تسمم الحمل يكون من خلال التوليد، فإذا كانت السيدة الحامل عند تشخيص المرض في شهرها التاسع، يقوم الطبيب بإعطائها طلقاً اصطناعياً ويتم توليدها، ولو كانت في الشهر الثامن أو السابع أو السادس يوزان الطبيب بين صحة الأم وصحة الجنين، لأن تسمم الحمل يؤثر على صحة الأم، ففي حال اكتشاف تسمم الحمل، يقوم الطبيب بعمل فحص لشدة التسمم، وفي حال كان التسمم غير شديد يراقب الطبيب الأم دورياً بشكل دائم، ويقوم بعمل فحص للكلى ووظائف الكبد، يتم مراقبة ضغطها ويطلب الطبيب فحوصاً عن الكلى ووظائف الكبد ونمو الجنين، وتبقى المراقبة شديدة على الأم حتى لا يتحول التسمم إلى تسمم شديد.
وفي حال أصبح التسمم شديداً، يجب أن تولّد الأم بغض النظر في أي شهر، ويكتشف الأطباء التسمم الشديد في حال كانت هناك أعراض فشل كلوي للأم أو أعراض تشنج شديدة، ومن خلال نوبات التشنج أو فحوصات معينة للدم توضح شدة التسمم، ومن المهم للمرأة الحامل معرفة أعراض التسمم الشديد حتى تذهب مباشرة إلى طبيبها المسؤول، والأعراض تتمثّل عادة في الصداع، وعدم وضوح في الرؤية وانتفاخات في الأيدي والأرجل، وإذا لم تنتبه الأم لهذا الأمر لن تصل تروية دم كافية لجنينها فيتوفى الجنين، لكن عادةَ التسمم يؤثر في صحة الأم أكثر من الجنين، لذلك في حال اكتشاف التسمم الشديد تولّد المرأة فوراً.