رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحياناً كثيرة تأتي ظروف نشعر فيها أننا لا نقوى على ممارسة المنهج الذي نسير به، من صلوات وأصوام وقراءات روحية، وأحياناً حينما نزيد في القراءات أو الصلوات أو الأصوام ننهار ولا نقدر أن نتممها !!! انتبهوا يا إخوتي، فكما علمنا الآباء وسلمونا من إرشاد واعي بحرب عدو كل خير على النفس بكل خدعة ماكرة، أن ليس من المتاح دوماً أن نتمم القوانين المعتادة لنا، فيجب على الإنسان الروحي أن يميز الأوقات ويعرف إمكانيات نفسه وما ناله من الله وما هو واجب عليه أن يقدمه حسب ما نال وأخذ من نعمة، ويتمم ما عليه في كل ظرف متاح بقدر ما يستطيع تحت قيادة أب روحي محنك ذو خبرة عميقة متابعاً لأحوال النفس لئلا تخور … + فكثيراً لا نتمم عمل ما هو ممكن لنا في الأوقات المعتادة، ونشعر بكسل ولا نقاوم وتكثر الحجج ونفلسف الأمور ونطوعها لنكون صادقين ونشعر أننا في هذا لنا كل الحق !!! + وأحياناً أخرى نريد أن نعمل ما لا في استطاعتنا وحسب ما أعطينا من نعمة، فالذي أخذ نعمة التركيز في الصلاة في دقائق معدودة وبساطة قلب، يحيا فيها مع الله بقلب يقظ وعقل مفتوح يتلقف نعمة الله ويستوعب أسراره المحيية، يُريد أن يرتئي (أو يعلو) فوق ما ينبغي وأن يأخذ مما ليس له ويكثر في الصلوات بساعات طويلة (بالعافية) وينذر أنه سيصلي ساعة أو يقضي الليل كله في الصلاة، وحينما يشرع أن يُتمم ما ندر وقاله بفمه وينفذ هذا القانون، ينهار ويتشتت ذهنه ويقضي وقت عصيب جداً، يخسر فيه ساعاته ويشعر بيأس وأن الحياة مع الله مستحيلة بالنسبة له، ويتسائل لماذا لا يعينني الله في هذه اللحظة !!! وهكذا في الصوم وساعاته، لأن أحيانا حينما يكتشف الإنسان ويتذوق حلاوة الصوم وما نال من ننعمه وقوة في حياته، يزيد فيه ويبالغ فوق إمكانياته والنتيجة حتماً هو انهياره وانكساره روحياً إذ يجد أن الصوم صار سلاح ضده فيسقط تحت نيره ويفقد سلامه ويخسر صلاته وكل ما تعب فيه… وهكذا حتى قراءة الكلمة وغيرها في الطريق الروحي وتدبير كل واحد … الخ … فعلينا أن نحذر جداً في حياتنا من حيل عدو كل خير، ولا نتخذ خطوة لأننا نراها جيدة جداً ولها ثمر حلو وغيرنا يتممها وينال فيها قوة لنفسه وفرح حقيقي ولقاء حي مع الله وينمون بقوة في النعمة… ولنحذر أيضاً وبشدة بالأكثر من كبرياء النفس، لأن أحيانا كثيرة جداً، السبب في إرادة كثرة الصلوات والصوم، تأتي بدافع الكبرياء والشعور أننا مؤهلين بقوتنا أن نفعل هذا ونحن قادرين عليه، وعلى الأخص حينما تأتينا النعمة وترفع ثقل الجسد والشعور بالتعب ونصلي في حالة يقظة ونشوة إلهية حلوة، فنظن – مخدوعين – عند هذا الوقت أن لنا القدرة الشخصية على أن نقوم بهذه النعمة وحدنا وأن نزيد فوق قامتنا !!! فعلينا يا إخوتي، أن نحيا في حالة الاتضاع ونعرف ما قاله الرب يسوع :[ بدوني لا تقدروا أن تفعلوا شيئاً ]، وكما قال القديس بولس الرسول : [ لا ينبغي أن نرتأي فوق ما ينبغي بل إلى التعقل ] فأحياناً نمرض – جسدياً – ولا نقوى على الوقوف، فلنشكر الله في هذه الأوقات ونعلم كيف يصير وقت المرض وعدم القدرة على تتميم قانون حياتنا الروحي من صلوات وصوم، وقت شكر واحتمال بقلب صالح كل ما يأتي من أوجاع … وأحياناً نأتي من عمل في إرهاق شديد ولا نقوى على الوقوف في الصلاة، ونغصب أنفسنا فنخور، ولكن علينا أن نتعلم كيف نشكر الله ونقدم له كل حب صادق وعبادة مستقيمة بالقلب أكثر منها حركات للجسد … الله طالب الذين يسجدون له بالروح والحق وليس بحركات الجسد، وفي نفس ذات الوقت لا نأخذ هذا الكلام حجة، ونهمل أن نجعل الجسد يشترك في العبادة بالصوم والوقوف في محضر الله الحي، إنما بحكمة وتدبير حسن نتمم كل شيء، لأن من يسلك بلا حكمة وإفراز وتمييز سريعاً يسقط ويخور، فرجاء أن لا ينذر أحد وقته للرب بدون أن يعرف إمكانياته حسب نعمة الله المعطاة له وليس حسب ما يظن في نفسه من قدرات، لأن ملعون كل من يتكل على ذراع بشر، لأن طريق الله لا ينفع فيه قوتنا الخاصة، فلابد من أن نلبس قوة من الأعالي لنحيا بتدبير حسن يُرضي الله حسب ما أعطانا من نعمة، فمن يصلي 5 دقائق بتركيز ومحبة بقوة الله وينال نعمة، لا يظن أن صلى أكثر سينال نعمة أكثر طالما لم يعطيه الله هذه القدرة، وهكذا في كل شيء في الطريق الروحي لابد من أن يكون بتدبير حسن حسب النعمة المعطاة لكل واحد بدون زيادة أو نقصان، فمثلاً من نال نعمة وقوة من الله ان يصلي ساعة لا يكسل ويصلي 5 دقائق متكلاً على أن 5 دقائق بتركيز أفضل من ساعة، طالما عنده النعمة من الأول وهذه القدرة ممنوحة من الله بالروح، لأنه أن لم يتممها فلن ينال شيئاً قط من الله بل الذي عنده سيأخذ منه ولن يُزاد لأنه بيفرط في عطية الله، ولابد يا إخوتي، من أن نحافظ على ما كل ما نناله من يد الله في قلبنا، وأن نحيا وفق التدبير المثقل به قلبنا بالروح، وتحت إرشاد من لهم تقدم في الطريق الروحي والله وهبهم موهبة الأبوة للإرشاد والتوجيه… |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تدبير إلهنا ومخلصنا بشأن الإنسان هو إعادة الإنسان من السقوط |
ويبدل أحوال وظروف |
الله لا ينظر إلى حجم الممتلكات، بل إلى تدبير النفس التي نبذتها |
النفس تعنى الإنسان كله |
موائل وظروف حوض سمك مولي |