رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكان يسوع يتكلّم بسلطان ان يسوع هو الوحيد الذي قيل عنه انه يتكلم بسلطان، وليس كالاخرين الكثيرين الذين تكلموا كثيرا من محاضرات وخطابات وكتبوا كتبا ومقالات....وبماذا يختلف يسوع عن الاخرين؟ وما معنى انه يتكلم بسلطان؟... اولا لانه الوحيد الذي تحدّث عن افضل الفضائل الانسانية والقيم السامية الرائعة، وكثيرون آخرون تكلموا عنا لكنهم استقوها من المسيح.. فالانجيل هو اكثر كتاب تحدث عن المحبة والغفران والتضحية والتواضع... وثانيا المسيح تكلم بسلطان، لانه الوحيد من بين كل البشر، الذي قال وعاش ما قاله، علّم وعمل، وعظ وطبّق كل ما قاله في حياته.. كثيرون يتكلمون عن الفضائل الانسانية السامية، ولكن حياتهم لا تتطابق مع تلك القيم التي اعلنوها.. اما يسوع فعلّم عن المحبة، وقد احب حتى اعداءه، وتحدث عن الغفران وقد غفر لصالبيه، ووعظ عن التواضع وقد غسل ارجل التلاميذ مع انهم صيادي سمك.. فلم يقل كلمة الا وعاشها، وفيه كأنسان اجتمعت كل الشيم والخصائل والفضائل والقيم، رغم صعوبة تطبيقها... لكن الاهم من ذلك، ان المقصود من التعبير ان يسوع علّم بسلطان، هو ان يسوع بشكل خاص والانجيل بشكل عام، تحدث عن افكار لا يقبلها المنطق البشري. فقد قلب يسوع المعايير والموازين الاجتماعية، وتحدى جميع الفلاسفة والعلماء والحكماء، واثبت صحة ما قاله مع ان رؤيته مغايرة لكل مَن قبله ومَن بعده... فبرهن ان كل الامور المتعارف عليها اجتماعيا والمسلّمات منطقيا هي فاشلة، واما الامور غير المقبولة اجتماعيا ومنطقيا هي الصحيحة.... فسلطانه يكمن في ان كلامه يتحدى المنطق البشري ويتحدى كل الفلاسفة على مر العصور... فالناس اتفقت على ان الضعف مرفوض ويسبب الفشل، وان المعرفة العالمية تؤدي الى القوة والتقدم. اما يسوع فقد أعلن متحديا الجميع ان الضعف هو قوة وان القوة هي ضعف، وصرح ان الغنى فقر والفقر غنى وان العلم جهل والجهل علم وان الجوع شبع والشبع جوع وان المرض بركة والصحة لعنة وان الاكثرية ليست على صواب والاقلية هي على حق وان الفشل نجاح والنجاح فشل وان المركز الاجتماعي هوان والرفض كرامة. والعجيب ان كل ما قاله البشر وتعارفوا عليه وتداولوه لاجيال، صرّح يسوع عكسه تماما، وقد اثبت وبرهن ان ما قاله صحيح، رغم رفضه من المنطق البشري.... ويسوع مع انه قال امورا تتحدى كل البشر، الا انه عاشها عمليا دون كثرة كلام، وبرهن للجميع صحتها وتأثيرها، وما زال يتحدى كل حكماء هذا الدهر.. واليوم بعد الفي عام، ما زال تحديه ساريا المفعول، وفشل كل مَن حاول تفنيد او دحض تعليمه... فيسوع اتى في ضعف وعجز، فقد بدأ حياته بالمذود وانهاها بالصليب، فقد بدأ حياته بالضعف والجهالة وختمها بالعجز والغرابة ايضا.. وعاش حياة قصيرة جدا لا تزيد عن ال 33 عاما، ومنها 30 عاما لم يفعل ولم يقل شيئا... وتميزت اقواله بأبسط التعابير .... ولم يملك جيشا ولا سلاحا ولا شهادات جامعية ولا سند اجتماعي، فقد ولد في عائلة فقيرة جدا وولادته ايضا مشبوهة.... فحياته في كل المقاييس تبدو انها بلا اي تأثير، وكان من المؤكد ان لا احد يبالي بانسان كهذا.. وظهر في اعقد حقبة في التاريخ، ولو حاز على كل الامكانيات، مع انه لم يملكها، لم يكن ممكنا ينجح في مواجه تحديات عصره ويحرز اي نجاح... فقد ظهر في اوج الفلسفة اليونانية واوج الامبراطورية الرومانية واوج التدين اليهودي، واذا بانسان في ابسط صورة لا يعتبرها احد، يقف امام الجميع وينطق بكلمات قليلة جدا وبسيطة، لكنها تتحدى كل فلسفة وحكمة وكل سلطة وحكم ودين... قام يسوع بكل بساطة يتحدى اعقد الظروف بمعايير مقلوبة ومنطق هزيل، لكنه ما زال يتحدى الجميع رغم التكنولوجية والتقدم العلمي الهائل والفلسفات العالمية.. وما زال صوت يسوع بنفس القوة التي كانت قبل الفي عام، لا بل تزداد قوة يوما بعد يوم.. بكلمة اخرى، قلَب يسوع كل القيم المتداولة، وبرهن على صحة ما قاله... فقد أتى منذ بداية حياته حتى نهايتها بمنتهى البساطة والضعف والعجز والمحدودية، لكنه استطاع بموارده الهزيلة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا، نجح في استبدال القوة الرومانية الجبارة والفلسفة اليونانية والدين اليهودي، وسيطرت المسيحية كامبراطورية وكفلسفة وكدين مع انها ليست ديانة... وبذلك برهن يسوع ان ضعفه اقوى من اية قوة، وجهله احكم من اية فلسفة ومحدوديته لا حدود لها... ان الانجيل مغايرا لكل الفلسفات والمبادئ، يقول ان الضعف قوة والفشل نجاح والفقر غنى والجهل حكمة والرفض قبول والحزن فرح والعطاء ربح والمرض بركة حتى الموت ربح... وكل شرائح المجتمع تعلّم بخلاف ذلك. وقد اثبت يسوع وما زال يثبت ويتحدى الجميع ان ما قاله هو دائما صحيح، لذلك هو الوحيد الذي يقول بسلطان... تحدى مثلا ماركس يسوع وهزأ الشيوعيون بموعظة المسيح على الجبل، وبدا لاول وهلة انهم نجحوا، مع انهم سيطروا على الحكم بالقوة وراح ضحية مبدأهم الملايين زمن ستالين، واجتاحوا اماكن كثيرة في العالم، وبدا وكأن المبدأ الشيوعي الماركسي سيجتاح كل العالم، وعندها سيثبتوا ان ما قاله يسوع مضحكا... لكن في تمام السبعين سنة لثورتهم، نفخ يسوع في وجههم فانهارت مملكتهم، وكان سبب انهيارها واحدا من قادتها، اي لا حاجة لتدخل احد من الخارج.... ان يسوع هو الوحيد الذي لكلامه سلطان في كل زمان ومكان، ومهما تقدّم الانسان علميا، يبقى ما قاله يسوع رغم بساطته وسذاجته، مؤثرا وسببا في تغيير حياة الملايين على مر العصور، وكل مَن يحاول تحدي تعليم يسوع، سيتناثر كالاوراق ويتساقط كالشظايا، وتبقى اقوال يسوع بارزة ومهيمنه، وحولها هالة من السلطان والجلال والهيبة، وامامها تركع كل الافكار البشرية والفلسفات المنتشرة.. ولا بد بختام هذه المقالة بالتساؤل باندهاش واعجاب، "ترى، هل يسوع، هو مجرد انسان عادي كباقي البشر، ام انه ليس مجرد انسان"، لا بد ان يكون كما يعلن الانجيل بوضوح انه الله ذاته آتيا بالجسد متأنسا، صار بشرا مثلنا وحلّ بيننا ومجده سيظل ساطعا ولامعا وسنيّا، لا تقدر انوار خافتة ان تخمده.. لانه كما يقول الانجيل ليس اسم تحت السماء الا يسوع، يقدر ان يخلّص وينقذ البشر ويرشدهم وهو الطريق والحق والحياة.. بقلم القس ميلاد ديب يعقوب |
05 - 01 - 2015, 01:29 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: وكان يسوع يتكلّم بسلطان
امين ربي يسوع يا سلطان المكان والزمان |
||||
05 - 01 - 2015, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وكان يسوع يتكلّم بسلطان
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|