منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 12 - 2014, 03:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

«وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَم» .. 2.


«وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَم» .. 2.


«وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَم» .. 2.
(لوقا 2: 14
)

منذ ما يقرب الألفي سنة هبط عمانوئيل من سماء المجد إلى دنيانا، ليصير الله معنا، فكان هدية السماء للأرض. هدية فريدة على صورة لم ترها عين ولم تسمع بها أذن، ولم تخطر على بال إنسان. ومما زاد في روعة الهدية أن السماء فاجأت بها الأرض فيما هي غافلة.

كان ذلك في ليلة من ليالي الشتاء وقد تسربلت الأرض بدثار الظلام، ونام أهلها وهامت أنفسهم في عالم الأحلام، إلا من رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. وقبل أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود اقتربت السماء من الأرض، ووضعت بين يديها الطفل يسوع. وفيما الرعاة يصلون حيناً ويتحدثون عن مسيا المنتظر حيناً آخر، أبرق حولهم نور عظيم فخافوا واضطربوا. ولا عجب أن يخافوا لأنه منذ أن دخلت الخطية إلى العالم تسلط الخوف على قلوب الناس، ولعل الرعاة ظنوا أن السماء أرسلت ملاكاً ليهلكهم من أجل ذنوبهم.ولكن فيما هم يرتجفون خوفاً، اقترب مهم ملاك الرب وقال لهم :
«لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ. وَهٰذِهِ لَكُمُ ٱلْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعاً فِي مِذْوَدٍ»
(لوقا 2: 10-12).

كان الرعاة يسمعون، ولكن الذهول أخذ منهم كل مأخذ. صحيح أن المسيا كان مشتهى كل قلب، وكان مجيئه الحديث الرئيسي للناس في تلك الفترة من الزمن. ولكن لماذا زُفّت البشرى لهم من دون الناس جميعاً؟!

كانوا في تقدير الناس من الأدنياء والمزدرى وغير الموجود. ولهذا ظنوا أنهم آخر من يحق لهم أن يسمعوا بشرى كهذه. وفيما الرعاة في ذهولهم، تجمع حول الملاك فريق من الجند السماوي، وراحوا ينشدون ويسبحون الله قائلين
«ٱلْمَجْدُ لِلهِ فِي ٱلأَعَالِي، وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ ٱلْمَسَرَّةُ»
(لوقا 2: 14).

وما أن ذهبت الملائكة، حتى قال الرجال الرعاة:
«لِنَذْهَبِ ٱلآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هٰذَا ٱلأَمْرَ ٱلْوَاقِعَ ٱلَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ ٱلرَّبُّ»
(لوقا 2: 15).

وفي بيت لحم وجدوا مريم ويوسف والطفل الإلهي مضجعاً في المذود. كان إيمانهم قوياً بمقدار حتى أن منظر الفاقة الذي كان المسيا فيها، لم يزعزع يقينهم، بل سرعان ما اخبروا مريم ويوسف برؤيا الملائكة والنشيد السماوي. ولعل مريم استأنست، وفي ظني أحاطتهم علماً باختباراتها منذ أن حبلت بالطفل إلى أن ولد. علماً بأن تبادل الاختبارات بين البسطاء يشدد إيمانهم، ويقوي رجاءهم، ويعزز محبتهم. كانت كل الأشياء المحيطة بالطفل متفقة مع العلامة التي ذكرها الملاك، فانطلق الرعاة واخبروا الناس بالكلام الذي قيل لهم من الملائكة ومن مريم عن الطفل.

إنه المخلص والمسيح الرب، وكان لشهادتهم تأثيراً على الناس، إذ كل الذين سمعوا تعجبوا، أما مريم فقد جعلت شهادتهم موضوعاً لتأملاتها. إذ يخبرنا الإنجيل أنها كانت تحفظ جميع هذا الكلام في قلبها. ويقيناً أن حقيقة تجسد المسيح لتستحق أن تفتكر بها في قلوبنا.فهل لك أن تجعلها موضوعاً لتفكيرك في هذه الأيام، لكي يصبح قلبك مذوداً يحل فيه المسيح، فيؤصلك ويؤسسك في المحبة والوداعة والتواضع. يخبرنا لوقا الإنجيلي أن الرعاة عادوا إلى قطعانهم وهم يمجدون الله ويسبحونه على ما سمعوه ورأوه من وضع الطفل. وشكروه لأنهم رأوا المسيح في اتضاعه ونحن:
قوموا نسبح كلنا لريّس الأحبار

الذي وُلد عن ملء الزمان، ولكنه تخطى كل زمان وصار علم التاريخ. طفل وضيع ولكن ما أعجبه!
فقد دخل دنيانا بطريقة لم يدخلها أحد من قبل، ولن يدخلها أحد من بعد. حُبل به من الروح القدس، ووُلد من عذراء طاهرة لم يمسها بشر. ولهذا هو أساس لإنسانية جديدة مطهرة القلب مقدسة الفكر. وقد قيل إنه جاء ليعيد للبشرية صورة الله التي فقدتها منذ عصى آدم ربه وغوى. والعجيب في أمر هذاالطفل هو تلك المناقضات التي بدت في تجسده. فبينما تراه طفلاً في مذود، وإذا بنجم من السماء يقف فوق مهده ولعله جاء لينقل له تحية النجوم والأقمار والشموس!!

وبينما تلحظه وليداً مجرداً من مظاهر القوة إذا بالملك هيرودس الطاغية يرتعب خوفاً حين يسمع بمولده!!
وفيما تراه طفلاً في بساطة إذا بالحكماء يأتون من المشرق لمبايعته والسجود له!
والآن دعونا نتأمل في مضمون النشيد الذي تهللت الملائكة به.


-1-
المجد لله في الأعالي:
فحين تجسد الكلمة الأزلي، تمجد الله بإظهار عطفه على البشر. وهذا العطف الإلهي حمل الملائكة على التسبيح لأن عمل الفداء المزمع أن يتم يؤول فعلاً إلى مجد الله.


-2-
على الأرض السلام:

ففي عمل الفداء صولحنا مع الله بموت ابنه، فصارت لكل مؤمن به سلام مع الله بربنا يسوع المسيح.


-3-
وبالناس المسرة:

فعمل الفداء عيَّن البشر للتبني حسب مسرة مشيئة الله ولمدح مجده.


هكذا نقرأ في :
إشعياء 53
أما الرب فسرّ بأن يسحقه الحزن، إذ جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيام ومسرة الرب بيده تنجح. ومن المفارقات حول تجسد المسيح، أنه عاش في موطن خاص، ولكنه صار معبوداً في كل وطن. وفي أثناء وجوده على الأرض، لم يكن له أين يسند رأسه، ولكن الأرض ذاتها هي إحدى مخلوقاته. وفي أثناء تجواله في رحاب الأرض لم يحمل زاداً ولكنه صار هو نفسه خبز الحياة. ولم يحمل مشعلاً لينير سبيله في الليالي السوداء ولكنه صار نور العالم. ولم يعتل عرشاً وفقاً لكونه ملكاً ولكنه صار ملك القلوب. ولم يعمر على الأرض إلا جيلاً واحداً ولكنه فتح باب الخلود أمام كل جيل. هو هو المسيح كلمة السماء والأرض، الكلمة التي أُلقيت في شكل طفل عجيب، فصارت الترنيمة الخالدة:

الترنيمة
زارنا طفل وديع قدره رفيع
كل ذات الصنيع حب بنا
حبه حب شديد ترك العرش المجيد
من أجلنا


في القديم كانت كلمة السماء للأرض صارمة وفي شكل ضربات مؤلمة. ففي أيام نوح كلَّمت السماء الأرض بلغة السيول المغرقة. وفي أيام إبراهيم كلّمتها بلغة النار المحرقة. وفي أيام موسى كلّمتها بلغة الناموس الضيقة. أما في أيام تجسد يسوع فكلّمتها بطفل وديع هو هدية الهدايا. هذه الهدية تنبأ عنها اشعياء بقوله
«لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ»
(إشعياء 9: 6).

قبل التجسد كانت الأرض تعتقد بأن السماء لا تعطي بل تأخذ. فقدماء المصريين كانوا يعتقدون بأن إلههم النيل يطلب منهم كل عام أجمل عذراء. وكان العمونيون يسترضون إلههم مولك بتقديم أطفالهم على ذراعيه المحميتين بالنار.

ولكن في يوم تجسد المسيح أدركت الأرض أن السماء تعطي، وأن شعارها هو
«مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ»
(أعمال 20: 35).

وفعلاً أن السماء وهبت الأرض ملك المحبة ورئيس السلام. إلا أن العجيب في أعين البشر أنه في وقت تجسد رئيس السلام، أهرقت دماء أبناء جيله من أطفال بيت لحم. مما يحمل البعض على القول:
هل فشلت رسالة السلام في مهدها؟
كلا إن رسالة السلام لم تفشل ولا يمكن أن تفشل، لأن سلام المسيح سلام روحي. إنه السلام الذي تحصل عليه النفس التي تغسلت بدم المسيح وتقدست بكلمة المسيح. وقال المسيح:
«سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا»
(يوحنا 14: 27).


لا تقدر الدنيا تنيل ،،، هذا السلام الأسمى
كلا ولا عنا تزيل ،،، تلك العطايا العظمى


عجيب، عجيب هذا الطفل في ميلاده الفريد فهو لم يولد من مشيئة رجل!
صحيح أن آدم فريد في بابه لأنه خُلق ولم يولد. ولكن المسيح ولد ولم يُخلق. فهو كائن إلهي تجسد في ملء الزمان ليصير رأساً لبشرية حرة من قيود العنصرية الضيقة. فهو إن كان ولد بين اليهود، فإن الأمم سابقوا اليهود في تمجيده وتعظيمه. فهو مشتهى كل الأمم وحبيب كل الشعوب. هذا ملك الوداعة ورئيس السلام الذي نحتفل بهذه الايام بذكرى تجسده.


ولكن يؤلم الحقيقة أن أبناء شعبه الذي سمي باسمه شّوَهوا معنى يومه العظيم، إذ جعلوه فرصة للجسد لصنع ما لا يليق، بألوان القمار والخمر وكل ما يهين اسمه العظيم المبارك.

وآسفاً على قوم قضوا الليل المنصرم يرقصون على أنغام الجاز!
بعيدين عن نشيد الملائكة القائل
«ٱلْمَجْدُ لِلهِ فِي ٱلأَعَالِي، وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ ٱلْمَسَرَّةُ»
(لوقا 2: 14).


وآسفاً على الذين قضوا الليل المنصرم في بيوت اللهو اللابريء!
وآسفاً على قوم لم يحفظوا للعيد قداسته ولم يسجدوا لعمانوئيل. بل كان إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم!


وآسفاً على قوم لم يأخذوا من العيد إلا شجرة ومغارة للمظاهر الخارجية!
بينما قلوب المؤمنين عاش ساعات العيد عن القدوس الحق، الذي أمامهم هو الشبع و السرور.



أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * *
*
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين


رد مع اقتباس
قديم 06 - 12 - 2014, 07:24 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
emy gogo Female
..::| مشرفة |::..

الصورة الرمزية emy gogo

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122121
تـاريخ التسجيـل : Feb 2014
العــــــــمـــــــــر : 38
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 8,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

emy gogo غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَم» .. 2.

شكرا مارى
ربنا يعوض تعب خدمتك

«وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَم» .. 2. «وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَم» .. 2. «وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَم» .. 2.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 12 - 2014, 08:49 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: «وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَم» .. 2.

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وَعَلَى جَمِيعِ هَذِهِ ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي هِيَ رِبَاطُ ٱلْكَمَالِ
أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱلْإِلَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ
وَعَلَى ٱلْعَبِيدِ أَيْضًا وَعَلَى ٱلْإِمَاءِ أَسْكُبُ رُوحِي فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ
«وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَم»
ٱبّتُعٱدُنٌٱ عنٌ ٱلبّشّر قَدُ لٱيّكوِنٌ كُرهٱً ٱوِ تغّيِّر ،،


الساعة الآن 12:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024