رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المولود أعمى للقديس أغسطينوس
- هذا الأعمى هو الجنس البشري، لأن هذا العمى وجد له موضعًا في الإنسان الأول بالخطية، هذا الذي نحن جميعنا نلنا أصلنا، ليس من جهة الموت فحسب، بل ومن جهة الشر. فإن كان عدم الإيمان هو عمى، والإيمان استنارة، فمن وجده المسيح مؤمنًا عند مجيئه؟ فإن ذاك الرسول الذي تنسب نفسه لعائلة الأنبياء يقول: "كنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضًا" (اف ٢: ٣)... فإن كان الشر قد وجد له جذوره فينا، فإن كل إنسانٍ ولد أعمى ذهنيًا. لأنه إن كان يرى فعلاً، فلا يحتاج إلى قائد. وإذ كان يحتاج إلى من يقوده وينيره، فهو إذن أعمى منذ مولده. - لم يكن العمى بسبب خطية والديه ولا بسبب خطاياه هو "لكن لتظهر أعمال الله فيه"، فإننا نحن جميعًا حين وُلدنا كنا مرتبطين بالخطية الأصلية، ومع ذلك لم نُولد عميانًا. على أي الأحوال ابحث بحرص فإننا وُلدنا عميان. فمن لم يولد أعمى؟ أقصد عمى القلب. ولكن الرب يسوع الذي خلق الاثنين يشفي الاثنين. - أولا: افتح عينيك لمن قال: "جئت لكي أعمال الذي أرسلني" (راجع يو ٩: ٤). الآن يقف الأريوسي في الحال ويقول: "هنا كما ترى لم يفعل المسيح أعماله هو بل أعمال الآب الذي أرسله".. هل هذه الأعمال ليست أعماله؟ ماذا يقول الذي هو نفسه سلوام، المُرسل نفسه، الابن نفسه، الابن الوحيد، الذي تشتكي له مقللاً من شأنه؟ ماذا يقول: "كل ما للآب هو لي" (يو ١٦: ١٥)... فإنه لم يقل: "كل ما للآب قد أعطاني". مع أنه حتى إن قال هذا يظهر أيضًا مساواته له... اسمع في موضع آخر: "وكل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي" (يو ١٧: ١٠). التساِؤل ينتهي، فإن ما للآب والابن هو كما باتفاقٍ واحدٍ، فلا تُدخل شقاقًا. ما يدعوه "أعمال الآب" هي أعماله هو، فإن ما هو لك فهو لي... "لأنه مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك (وبنفس الطريقة)" (يو ٥: ١٩). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|