الفضيلة
القديس نيقولاوس فيليميروفيتش
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
الفضيلة طبيعية فيما الرذيلة لا
نرى أنّ الرذيلة شيء معيب وخاطئ لكونها تختبئ دائماً وتأخذ مظهر الأعمال الصالحة.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم بشكل جميل:
"لا تملك الرذيلة وجهاً خاصاً بها، بل تستعير وجه الأعمال الصالحة".
لهذا السبب قال السيد:
"يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ" (متى 15:7).
سمّوا الكاذب كاذباً، والسارق سارقاّ، والقاتل قاتلاً، والزاني زانياً، والمفتري مفترياً، فتغيظونهم. إلا إنكم إن سميّتم الإنسان ما شئتم من الأسماء:
صادقاً، محترماً، متفانياً، أميناً، عادلاً، حيّ الضمير، هذا يجعله مضيئاً من الفرح ومسروراً.
أيضاً أستشهد بالذهبي الفم: "الأعمال الصالحة هي شيء طبيعي في الإنسان بينما الرذيلة هي شيء غير طبيعي وزائف."
إذا ضُبِط إنسان بالرذيلة يسرع إلى تبرير رذيلته ببعض الأعمال الصالحة؛ يغطيها بلباس الأعمال الصالحة.
بالحقيقة لا تملك الرذيلة وجهاً خاصاً بها وهذا يصحّ أيضاً على الشيطان أبي الرذائل.
حول إخفاء الفضائل وإماتة الجسد
إخفاء الفضائل والإماتات، هذه كانت عادة النسّاك، إناثاً وذكوراً، ليس فقط في الأزمنة الأولى للمسيحية بل عبر كل العصور حتى الوقت الحاضر.
أفذوكيا، زوجة المجيد ديميتري أمير دون، محرر روسيا من التتر، ترمّلت باكراً سنة 1389. كونها مصبوغة بالتقوى، بَنَت هذه الأميرة الكثير من الكنائس، ووزعت الحسنات، وأضعفت جسدها سرّاً بالأصوام والسهرانيات الطويلة.
لبسَت سلسلة حديدية حول جسدها. في الوقت عينه، كانت تبدو سعيدة دائماً أمام الناس، مرتدية بغنى ومتزينة بالحلى. تناولها الناس بأمور كثيرة وراحوا ينشرون إشاعات عن حياتها غير الأخلاقية.
سمع أبناؤها بالأمر وكونهم أحسّوا بالإهانة والمرارة صارحوا أمهم بما كان يُشاع عنها. فتحت الأم ثوبها المترَف ورأى الأولاد:
لقد تملّكهم الخوف من جسدها الذي كان ذاوياً بالكليّة، مربوطاً وممسوكاً بالسلسلة الحديدية.