أدرك هذا القبطى البسيط يسطس الأنطونى قيمة الوقت , ولا شك أن السيد المسيح قد أشار إلى قيمة الوقت قائلاً : " أسهروا ... لأنكم لا تعرفون اليوم , ولا الساعة " ( متى 25 : 13)
وكان السؤال الذى يردده ذلك الراهب البسيط ويسأله لكل زائر لدير الأنبا انطونيوس : " الساعة كام دلوقت " وحدث أنه كرر السؤال عده مرات لطبيب شاب كان فى زيارة للدير فسألة متهكماً : " ليه بتسأل عن الساعة كل شوية , هو أنت وراك الوزارة ؟ " فاجابه ابونا يسطس فى أدب جـم : " لكل شئ تحت السماء وقت " (جامعة 3:1)
وكانت الجموع تتقاطر لسماع هذه الجملة منه , فهى الجملة المفضلة لديه وأشتهر بها كان الإزدحام حوله لأنه هو نفسه أصبح أبلغ عظة كراهب بسيط صامت لايحب الكلام عملا بالقول الرهبانى كثيراً ما تكلنت وندمت أما عن السكون ما ندمت قط , كأنه ينبه سامعية فى كل وقت وكل ساعة بالآية القائلة : الوقــــــــــت مقصــــــــر(1كورنثوس 7:29) هل كان ابونا يسطس الأنطونى فليسوفاً مثل فلاسفة اليونان العظماء الذي كان أحدهم يحمل فانوساً منيراً فى النهار , وكان يوحنا الحبيب يعظ فى الكنيسة بجملة واحدة إلهنا إله محبة وهكذا يكرر الاباء والفلاسفة عملاً أو جملة واحده تكون هى عنوان حياته .
ذهب ابونا يسطس إلى احد الآباء الرهبان بعد منتصف الليل , وأخذ يقرع باب قلايته بشدة لإغنزعج الراهب فلما فتح سأله : " الساعة كام دلوقت ؟ " تضايق هذا الراهب كثيراً وصاح غاضباً فى وجهه قائلاً : " إنت بتصحينى دلوقتى علشان تقولى الساعة كام دلوقتى ؟ هوه ده وقته يا ابونا !!! , ساعة إيه دلوقت "
ثم أنصرف القديس فى صمت , وعند عودة الأب الراهب إلى فراشه ليعاود نومه , فوجئ بوجود عقرب فى القلاية , فليس إذا الموضوع موضوع ساعة , ولكن الموضوع أن ابونا يسطس رأى ما هو وراء الطبيعة .
وتقول رئيسة دير الراهبات عن ذكرياتها عندما زارت دير الأنبا أنطونيوس : " أنه كثيراً ما كان يوجه سؤاله التقليدى : " الساعة كام دلوقتى ؟ " فتقول : " أنه وجه هذا السؤال لأحد زوار الدير وأراد هذا الشخص أن يمزح معه فأجابه بالوقت الذى خطر على باله بدون أن ينظر إلى الساعة , فرد عليه أبونا يسطس بما لا يجد الإنسان له تفسيراً فقد قال محدداً التوقيت المضبوط بالثانية رغم أنه لا يحمل ساعة !!!
وتكرر هذا السؤال كثيراً وأصبح علامة أستفهام لا بد لها من تفسير فظن البعض أنه يعرف التوقيت بواسطة الشمس , ولكن يوم نقل جثمان البابا كيرلس السادس من القاهرة إلى دير مار مينا بمريوط , وكان اليوم ملبداً بالغيوم حدد التوقيت بمنتهى الدقة .. !!
من حكايات وقصص أبونا يسطس:
+ كان القديس يرتدى دائما ملابس مهلهلة وغير نظيفة ويمتاز ببساطة شديدة وحدث أن أحد العمال قد سخر من القديس من منظره وقال أكيد ده مش قديس وأراد أن يثبت ذلك فقرر وضع عقرب على جلباب القديس وفعلا وضعه وانتظر فترة طويلة ولم يحدث شىء ثم شعر أن شىءيقرصه وصرخ وأتى للقديس وقال له سامحنى انت قديس عظيم فبعد عنه العقرب.
+ كان القديس لا يحتفظ بأى مال لنفسه وفى مرة كان القديس سيسافر لحضور جنازة فأعطوه 20 جنيه وفى المحطة أعطى عشرة جنيهات لفقيرة طلبت منه وقابل آخر فأعطاه 10 جنيهات وركب القطر بلا مال فطلب من المحصل مال بدل التذكرة فقال له نشكر ربنا فأخرجه المحطة التالية لعمل محضر له وفيها تعطل القطار بلا سبب فنى للعطل لفترة طويلة ثم نزل أحد الركاب ونصحهم بارجاع الأب الراهب فهزأوا منه ثم أركبوه القطار فتحرك القطار فورا.
+حدثت مشاكل للقمص أثناسيوس الأنطونى فى الدير فنذر خروف للملاك ميخائيل وعلمه بعلامة ثم كان وقت ذهابه لدير الأنبا بولا فى عيده فأخذ معه للدير سكر ودقيق وزيت وخروف فقابله أبونا يسطس وقال له "ما تخرجش من البوابة انت مش قد الملاك" وفكر الأب فى كلامه فتذكر النذر وفعلا وجد العلامة على الخروف فأرجعه للدير وبعدها جاء لأبونا يسطس ليطلب صلاته فى مشاكله فقال له أبونا " متخافش هيرقوك أسقف "فتعجب الأب أثناسيوس وقال كيف يحدث هذا وأنا فى هذه المشاكل وفعلا أصبح أسقفا باسم الأنبا ايساك.
+بعد نياحة القديس رآه بعض الجنود بالليل فوق سور الدير فضربوا عليه الرصاص فلم يصبه بأذى وكان الدير محاط بالأنوار فظن أن الدير يحتفل فى العيد وقد حكى ما رآه لرئيس الدير الذى عرفه من الوصف.
حقا ان القديس مازال معنا اذا كنت فى مشكلة اطلب شفاعته ستشعر أنه بجانبك . صلواته تكون معنا آمين