بحبها يا ماما .. كيف تتعاملي بذكاء مع ابنك المراهق في الفلانتين ؟

[Mary Naeem]

بحبها يا ماما .. كيف تتعاملي بذكاء مع ابنك المراهق في الفلانتين ؟

"بحبها يا ماما وعاوز اتجوزها"، "عاوز فلوس علشان أجيب لحبيتى هدية"، كلمات تتردد على مسامع الأمهات خاصة مع قدوم عيد الحب، لتنتاب الأم موجة من الضحك تصل الى حد السخرية، بل تتحول في كثير من الأحيان إلى موضوعات للثرثرة مع صديقاتها، فنجد إحداهما تقول للأخرى "الواد المفعوص بيحب وعاوز يتجوز"، لترد عليها الثانية بقولها "بطلوا ده واسمعوا ده عيال أخر زمن"، غير مدركين لمخاطر هذا التصرف على الطفل الذي ينظر لهذا الحب "الأفلاطوني" وكأنه لن يتكرر مرة أخرى في الحياة.

أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن حب المراهقة يتمثل في شعور المراهق بمشاعر جياشة لشخص ما في مرحلة من عدم النضج النفسي والجسماني والانفعالي مشيرًا إلى أن التعامل مع هذا الحب يحتاج إلى نوع من الذكاء، لأن الخلل في مرحلة عمرية يؤثر على المراحل التي تليها، وبالتالي نجد الفرد يقوم بأعمال لا تتناسب مع سنه.

وأكد فرويز على أن النجاح في التعامل مع هذا الأمر يعتمد على مدى فهم الآباء لصفات الطفل في تلك المرحلة، ومن أهمها الرغبة في الانفصال عن الأسرة، العناد، الاستقلالية، وجود كبت في الشخصية والميل إلى الأصدقاء أكثر من الأهل.

وقال فرويز، إن هناك دلائل تظهر على الطفل وتعرف من خلالها أنه واقع في الحب منها الشرود، كثرة الحديث عن فتاة معينة، عدم انفعاله، إحساسه المرهف، تغير سلوكه وأسلوبه، قلة الانتباه والتركيز.

وأشار فرويز إلى أن إفصاح الطفل لأمه عما بداخله يعتمد على طبيعة العلاقة بينهما، فكلما كانت الأم صديقة لطفلها كلما كان الأمر سهلا، مؤكدا أن الطربقة المثلى للتعامل معه في تلك الحالة تتمثل في جعله يعبرعما بداخله بحرية، مع إظهار أكبر قدر من التفهم، تجنب صدمه بحقائق سيئة، تشجيعه في التحدث أكثرعن تلك الفتاة، الأمر الذي يسهل معرفة أبعاد الموضوع.

وأوضح فرويز، أن مسألة سماح الأم لطفلها بالخروج مع صديقته وإحضار هدايا لها من عدمه، أمر تحدده الثقافة العامة للأسرة، موكدا على إمكانية استغلال هذا الأمر في تحفيز الطفل على تحقيق أكبر قدر من النجاح للفوز بها.

وأكد فرويز على أن التعامل الخاطئ مع المراهق من الممكن أن يسبب له العديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، المرض العقلي، العزلة، عدم الرغبة في التعامل مع الآخرين، سماع أغاني حزينة، فقدان الرغبة في تناول الطعام، الامتناع عن الخروج مع الأصدقاء، مشيرًا إلى أن الأمر قد يصل في بعض الأحيان إلى الانتحار هربا من الواقع المؤلم.

وذكرت الدكتورة علياء عبد الرحمن، كلية تربية قسم علم نفس جامعة الزقازيق، أن هذا الحب لا يعدو عن كونه نوع من الإعجاب يزول بمرور الوقت، فهو حالة يمر بها الطفل في عمر يترواح بين 14 _19 سنة، ويكون غير قادر على التكيف مع متطلبات هذا العمر نتيجة التغيرات النفسية والفسيولوجية التي تطرأ عليه، مؤكدة على احتياجه إلى الشعور بالحب من قبل المحيطين بهم لتخطي تلك المرحلة بنجاح.

وأكدت على ضرورة فهم أسباب الطفل ودوافعه، مع إبداء الرغبة في التحدث مع صديقته والتعرف عليها، الأمر الذي سيساعد الأم في اكتشاف حقيقة تلك الفتاه، مشيرة الى ضرورة التعامل مع الطفل بذكاء في حالة ما إذا كانت تلك الفتاه غير مناسبة.

وحذرت عبد الرحمن من عواقب استخدام الشدة كأسلوب للتعامل مع الطفل في تلك الحالة، لأنه سيؤدي بالتأكيد إلى نتائج عكسية منها فعل السلوكيات غير المقبولة كـالكذب، الامتناع عن طاعة الأبوين، العنف في التعامل معهم، المعاناة من الانطواء، الوحدة، الشعور بعدم وجود شخص يفهمه، عدم الثقة في الآخرين، العصبية والعناد.