الحالة النفسية ترفع المناعة وتساعد على نجاح العلاج
الحالة النفسية ترفع المناعة وتساعد على نجاح العلاج
شفاء 85% من الأطفال المصابين بسرطان الدم وتحذير من المدعين
الرياض: ماجدة عبدالعزيز
أوضح استشاري أمراض الدم والأورام لدى الأطفال بقسم الأورام بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني الدكتور علي العمري أن نسبة الشفاء التام للعلاج من سرطانات الأطفال تتراوح بين 50 % إلى 60 % بوجه عام، ويختلف العلاج باختلاف نوع السرطان الذي يصاب به الطفل، مشيراً إلى أن سرطان الدم اللمفاوي الحاد الأكثر شيوعا في المملكة، وتمثل الإصابة به 30% من عدد المصابين من الأطفال، ونسبة الشفاء لدى الطفل من مرض سرطان الدم تصل إلى 85%.
وحذر الدكتور العمري ذوي الطفل المريض من مدعي الطب والمعالجين بالأعشاب ومدعي الطب في الفضائيات وقال إن هؤلاء المدعين يستفيدون من مصائب الآخرين والأعشاب التي يستخدمونها كأدوية غير مسجلة، ولم يثبت نجاحها، بينما ما يعالج به في المستشفى هو علاج معترف به عالميا، وجرب ويطبق على جميع الأمراض.
وأشار إلى أن الطب البديل يختلف عن طب الأعشاب، لأنه لا يدعي العلاج، وإنما يعتمد على الطبيعة مثل تحسين الغذاء والفيتامينات والتغذية الصحيحة، بحيث تكون وسيلة مساعدة وخاصة عند الكبار، لأن بعض الممارسات الصحيحة في الغذاء وفي الحياة اليومية تساعد على التقليل من السرطان.
ونصح الأمهات بالتغذية السليمة للأطفال بوجه عام، يقول "على الأمهات الالتزام بالتغذية السليمة والصحية للأطفال، والمداومة على إعطاء الطفل اللقاحات اللازمة، والحرص الدائم على نظافته، وعند ملاحظة أي تغير على الطفل أو إذا أصبح الطفل شاحبا أو نقص وزنه، يجب مراجعة الطبيب فورا للتأكد من صحة الطفل، إضافة إلى أنه إذا اكتشف المرض مبكرا تكون نسبة الشفاء أكبر.
وعن كيفية تقبل الأسرة لمرض طفلها قال الدكتور العمري " في البداية نعمل على طمأنة الأسرة بأن العلاج متوفر، وعلى أحدث المستويات كما في الدول المتقدمة، كما أن تعاونهم مع الفريق الطبي المعالج الذي يتكون من الطبيب والاختصاصي النفسي والاختصاصي الاجتماعي واختصاصي التثقيف والتوعية الصحية والصيدلاني وبقية الفريق، وأنصح الأسرة بسؤال الطبيب المعالج عن كل ما يخص الطفل في العلاج، وأيضا تهيئة الأسرة لطول مرحلة العلاج، والانتظام فيه، وضرورة التواصل مع الطبيب بشكل مباشر ودائم، والحرص على نفسية الأسرة، لأنها ستنعكس على الحالة النفسية للطفل المريض التي هي بالتالي مهمة جدا، لأنها ترفع المناعة وتساعده على تحمل العلاج.
وأشار إلى مقولة يذكرها لذوي الطفل المصاب وهي تشبيه الفريق الطبي والمريض وأسرته على أنهم مثل ركاب قارب الإنقاذ يجب أن يثقوا في بعضهم، ويتعاونوا ويتفاهموا مع بعض ليصلوا إلى الأمان، وذلك يعني نجاح العلاج والشفاء بإذن الله، مؤكدا أن الإيمان بالله وبقضائه وقدره يساعد على تحمل مصاعب الأمر وتحمل العلاج.
وأشار الدكتور العمري إلى أن العلاج من مرض سرطان الدم عند الذكور يستغرق 3 سنوات، وهو أطول منه عند الإناث الذي يستغرق سنتين، لأنه تبقى له أثار في الخصيتين، مضيفا أن أنواع العلاج هي الكيميائي الإشعاعي والجراحي وزراعة النخاع، وبعض الحالات قد تعالج بكل هذه أو بنوع واحد أو بأكثر من نوع، وبعد العلاج قد يتعرض الطفل المتعافي من السرطان للانتكاسة، لذلك يبقى تحت المتابعة الدورية 5 أعوام بعد العلاج، إضافة للأعراض الجانبية التي يتعرض لها الطفل نتيجة العلاج.
ولفت استشاري أمراض الدم والأورام إلى أنه لم يكتشف أي مسبب لمرض السرطان100% حتى الآن، ولكن هناك بعض العوامل المساعدة والتي قد تسبب الأمراض بالنسبة للكبار مثل التعرض للإشعاعات النووية بشكل عام، والإصابة ببعض الالتهابات الفيروسية، أما في الأطفال فيعتبر السرطان مرضا جينيا يحصل بسبب المورثات في كل خلية من جسم الإنسان، وهناك نوعان من المورثات في خلايا الجسم واحدة مثبطة للسرطان والأخرى هي المورثات المسرطنة.
يذكر أن نسبة الإصابة بأمراض الأورام في المملكة أقل من غيرها إذا قورنت بالعالم الغربي ودول الخليج، ففي المملكة 60 مريضاً بالسرطان لكل 100 ألف مواطن، وفي قطر 158 مصاباً لكل 100 ألف شخص، وفي البحرين 146، والكويت 103، و83 في عمان، أما الإمارات 69 ،وفي الولايات المتحدة الأمريكية بلغت نسبة الإصابة 500 مريض لكل 100 ألف شخص، و257 في السويد، 139 في الباكستان، و93 لكل 100 ألف شخص في الجزائر.
وسجلت أخر إحصائية للسجلات الوطنية لأمراض السرطان التابعة لوزارة الصحة 2002 عدد الأطفال المصابين بمرض السرطان 622 طفلاً في جميع أنحاء المملكة.