رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مثل الشبكة التي أُلقيت في البحر
نصُّ الإنجيل مَثَلُ مَلكِوت السماواتِ كَمثَلِ شَبَكةٍ أُلْقِيَتْ في البحرِ فجمعَتْ مِنْ كُلِّ جِنْسٍ . فلمَّا امتلأَتْ أَخْرَجَها الصيَّادون إلى الشاطئِ وجَلَسُوا فَجَمَعُوا الطَيِّبَ في سِلالٍ وطَرَحُوا الخَبيثَ. وكذلكَ يكونُ عِنْدَ نِهايةِ العالَمِ : يأْتي الملائكةُ فيفصِلُونَ الأَشرارَ عَنِ الأَخيارِ, ويقذِفُون بِهم في أتُّونِ النارِ. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان.ِ" (متى 13/47-50) الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل إن الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أن المسيحيين الأبرار يعيشون في الكنيسة جنباً إلى جنب مع المسيحيين الأشرار. ولا يُفصَل بعضُهم عن بعض إلاَّ في يوم الدينونة. ويدوم هذا الفصل للأبد. ويكون مصير الأبرار الحياة الأبديَّة السعيدة, ومصير الأشرار الهلاك الأبدي. وإليكم إيضاح هذه الفكرة. تتألَّف الكنيسة من المسيحيين الصالحين والخاطئين شبَّه يسوع ملكوت الله بالشبكة التي أُلقيتْ في البحر. وملكوت الله في هذا المثل هو كنيسة الله المنتشرة في الأرض. إنّ المسيحيين أبناء الكنيسة ليسوا كُلُّهم أبراراً صالحين, وليسوا كُلُّهم أشراراً خاطئين. فكما أنّ في البحر سمكاً طيِّباً وسمكاً خبيثاً, فكذلك في الكنيسة مسيحيُّون صالحون ومسيحيُّون خاطئون. فالكنيسة تتألَّف من هؤلاء وأولئك. فالمسيحيُّون الصالحون هم الذين يمارسون الفضائل المسيحيَّة, ويحافظون على وصايا الله, ولا سيَّما وصيَّة المحبَّة, ويقومون بواجباتهم الدينيَّة بدقَّةٍ وأمانة, ويعملون على نشر ملكوت الله في العالم بصلواتهم وجهودهم وتضحياتهم ومثلهم الصالح. والمسيحيُّون الخاطئون هم الذين يستسلمون إلى الرذائل القبيحة, ويرفضون الطاعةَ لله, ويمتنعون عن القيامِ بواجباتهم الدينيَّة, ويعارضون انتشار ملكوت الله في العالم, ويعيشون في جوٍّ مشحون بالإثمِ والسعي لجرّ الآخرين إلى حياة الخطيئة. وضع المسيحيين على الأرض 1- إنّ المسيحيين الخاطئين ليسوا على الأرضِ خارجَ الكنيسة, بل في داخلها فيعيشون فيها جنباً إلى جنب مع المسيحيين الصالحين, كما يعيش معاً السمك الخبيث والسمك الطيِّب في البحر. إنّ اختلاط الصالحين والخاطئين بعضُهم ببعض في الكنيسة أمرٌ مخفيٌّ عن العِيان. فلا يمكننا أن نميِّز بعضَهم من بعض لِما تتَّسِمُ بهِ عادةً الفضيلةُ والرذيلةُ من سمات الخفاء الشديد. كما انَّه لا يمكننا أن نطَّلع على درجةِ البرارة لدى الصالحين, ولا على درجةِ الشرِّ لدى الخاطئين. 2- ولكن يحدُثُ أحياناً أنَّ الخطيئة تظهر في سلوكِ بعض المسيحيين الخاطئين ظهوراً علنيَّاً, فتنتشر الفضيحةُ آنذاك بين المؤمنين, ويستغرب الكثيرون وجودَها في قلوب أبناءِ الكنيسة. 3- إنَّ ظهور الخطيئة يجب ألاَّ يحمِلَ أحداً على الاستغراب. فالمسيحيُّون هم بشر, يتمتَّعون كسائر البشر بحرِّيتهم الشخصيَّة. ويُسيء بعضُهم استعمال هذه الحريَّة, فيوجِّهونها لا إلى ممارسة الخير, بل إلى ارتكاب الإثمِ والشرّ, كما فعل يهوذا الإسخريوطي, فأساء استعمال حرِّيته الشخصيَّة طمعاً في المال الحرام. ومع هذا, فلا يحقُّ لأحدٍ مِنَّا أن يَحكُم على سلوك الآخرين. فالحكم لله وحده. 4- إنّ المهمَّ لا أن نستغرب وجود الخطيئة لدى بعض المسيحيّين، ولا أن نصدر عليهم أحكاماً قاسية، بل أن نحيا الآن ، ونحن على الأرض، حياةً فاضلة, ونستفيد من الوقت المتبقِّي لنا في هذه الدنيا لنقوم بالأعمال الصالحة. فسيأْتي يومٌ, وينقضي فيه العالم, ونقف جميعاً للدينونة، ولا مجال آنذاك للتوبة من الخطايا التي ارتكبها المسيحيّون الأشرار. فالتوبة لا تُقبل إلاّ في الحياة الدنيا. وضع المسيحيين عند انقضاء العالم إنَّنا نجهل ساعة انقضاء العالم. ولكنَّنا نعرف أنَّ الله الذي يحافظ على كيان العالم ووجوده من أجل المختارين, سوف يزيله عن الوجود من أجلهم: " مِنْ أَجلِ المختارين سَتُقَصَّرُ تلكَ الأيَّام ." (متى 24/22) ففي يوم انقضاء العالم سيعود الرَّب يسوع الملك الديَّان إلى الأرضِ على سحاب السماء, ويجلِس على كرسيِّ القضاء, ويَفصل الملائكة المسيحيّين الأتقياء من المسيحيين الفُجَّار كما يَفصِل الصيّادون السمك الطيّب من السمك الخبيث. فتظهر الفضيلةُ لدى بعضهم بما فيها من قداسة وجمال, وتظهر الرذيلةُ لدى بعضهم الآخر بما فيها من شرّ وقباحة. هذه هي الدينونة العامَّة. (متى 24و25) وضع المسيحيين في الدهر الآتي إنّ وقت الدينونة هو وقت المكافأة والعقاب. فالمسيحيُّون الأبرار الذين مارسوا الفضيلة في حياتهم يؤلِّفون مع المسيح الكنيسةَ المنتصِرة, فيكافاؤن على صلاحهم ويتمتَّعون معه بمسرَّات الحُبِّ الإلهي, وهم يتلألأُون في المجد السماوي " كالشَّمسِ في ملكوتِ أَبيهم ." والمسيحيُّون الأشرار, الذين لم يعودوا أبناءَ الكنيسة بسبب شرِّهم يُعاقبون على ذنوبهم, فيُلقَون في أَتُّون النار, " فهناكَ البكاءُ وصريفُ الأَسنان . " وهذا الوضع يبقى قائِماً للأبرار والأشرار مدى الأبديَّة. التطبيق العملي لن تبقى الفضيلة في يوم الدينونة من دون مكافأة, ولا الرذيلة من دون عقاب. فاسلكْ في حياتك سلوك الفضيلة وَضَعْ في قلبك خوف الله. أمّا الدافع الأكبر لك لتمارس الفضيلة فهو حبّك ليسوع، فتكون صديقاً له في الدنيا والآخرة |
12 - 01 - 2015, 06:20 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: مثل الشبكة التي أُلقيت في البحر
ميرسى على مشاركتك الجميلة |
||||
12 - 01 - 2015, 06:56 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مثل الشبكة التي أُلقيت في البحر
شكرا على المرور
|
||||
18 - 04 - 2017, 10:12 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: مثل الشبكة التي أُلقيت في البحر
أمين
ربنا يبارك خدمتك |
||||
19 - 04 - 2017, 12:43 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مثل الشبكة التي أُلقيت في البحر
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|