منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 06 - 2012, 03:34 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

نقرأ في رسالة مار بولس الرسول إلى أهل أفسس، الفصل الخامس، دعوة للإقتداء بالمسيح في المحبة:"

اسلكوا في المحبة كما المسيح أحبنا، فأسلم نفسه عنا قرباناً وذبيحة لله، طيباً ذكياً"

وبالتالي فإن الزوجين المسيحيين دعوتهما في الحب هي الاقتداء بحب المسيح للكنيسة والكنيسة للمسيح، لكيما تتجلى وتحقق من خلالهما صورة العلاقة المتبادلة بين المسيح وكنيسته، فيكون الحب الزوجي بحسب مشيئة الله هو الصورة النبوية الحقّة للحب الذي يربط المسيح والكنيسة.

وكما كان اتحاد الزوجين في العهد القديم يرمز بطريقة نبوية إلى عهد الحب بين الله وشعبه، كذلك في العهد الجديد، يرمز هذا الاتحاد إلى اتحاد المسيح والكنيسة، وهذا يُعطي سر الزواج عظمته.

فالزواج في المفهوم الكتابي، ليس مجرد علاقة طبيعية بشرية عابرة، بل هو عهد وشركة وأمانة ثابتة، وفق إرادة الخالق. والجديد في المفهوم المسيحي، هو اعتبار الزواج سرً يستمد من سر وحدة المسيح وكنيسته كل معناه، وجميع ملزماته.



1ـ ما معنى كلمة سرّ:

سرّ في المسيحية يعني علامة حسيَّة للتصميم الإلهي غير المنظور والفائق الوصف لله المدعو "سرّ الله" (قو2: 3ـ 4) وهو يعمل ويحقق في الزمن سرّ التجسد والخلاص، فالسر هو عمل مقدّس، ينال المؤمن بواسطته نعمة الله غير المنظورة. إن العلامة الحسية في السر هي أداة شكلية تفسّر عبور الروح القدس إلى باطن الانسان.

سر مقدس لأنه في سر الزواج يأتي المسيح ليلتقي العروسان ويدخلهما في شركة معه، شركة في حياته، وفي اتحاده مع الآب والروح، ومع الكنيسة عروسته.

2ـ نِعَم السرّ: تهدف إلى رفع الحب بين الزوجين إلى درجة الكمال، وتمتين وحدتهما غير المنفصمة.

هو نعمة الشراكة والوحدة: الحب بين الزوجين يقتضي، من ذات طبيعته، الوحدة والديمومة في شركة شخصية تشمل الحياة كلها:

"هكذا ليسا هما اثنين، بل جسد واحد" (متى19: 6) إنهما مدعوّان إلى أن ينموا كل يوم في شركتهما، عبر الأمانة اليومية للوعد الذي يتضمنه الزواج بتبادل العطاء كاملاً، هذه الشركة البشرية تتثبت وتتنّقى وتكتمل بالشركة في يسوع المسيح. فالمسيح في سرّ الزواج يوحدهما به، ليوحدهما أكثر ببعضهما، ويجعل بينهما شركة أبدية لا يفرقها إلا الموت. ما جمعه الله لا يفرقه إنسان.



وهو نعمة الشفاء والتقديس: شفاء الحب الزوجي من الشهوة والشك والأنانية والغيرة ومن الرغبة في السيطرة والتسلّط والخيانة.

وهو نعمة التحويل أو التكريس: يحوّل حبهما البشري إلى حب يشبه حب المسيح للكنيسة، بمعنى أخر، يعطي الزوجين المنفتحين على نعمته القدرة على أن يحبّا بعضهما مثلما يحب هو الكنيسة والكنيسة تحبه.

كما في سرّ الزواج يكرسهما مسؤولين عن خلاص بعضهما البعض، فيصبح كلٌ منهما للأخر سبب خلاص. فالزواج سرّ تقديس وفعل عبادة.

وهو نعمة الخصوبة الروحية: إنجاب أولاد يُقدمونهم للرب في المعمودية ليصيروا أبناءً له، ويعملون طوال حياتهم على مرافقتهم بالتربية المحبة والحنونة والساهرة لتتجلى هذه البنوة وتتألق في حياتهم كل يوم أكثر من يوم.



خلاصة: بهذه النعم "يتعاون الزوجان في تقديس ذاتهما في الحياة الزوجية، وفي أنجاب البنين وتربيتهم" التربية المسيحية الصالحة.

فالعائلة هي كنيسة مصغرة: جماعة تؤمن وتنشر الإنجيل ـ جماعة في حوار دائم مع الله ـ جماعة في خدمة الإنسان والعائلة.



3ـ الذي يريد ان يتزوج "في المسيح" عليه أن يؤمن بالمسيح:

في سرّ الزواج البعد الأنتربولوجي والبعد الإيماني مترابطان بشكل عميق. في الزواج المسيحي، الكيان الإنساني للشخص، في طريقة تحليله وعطائه وقبوله للأخر هو الذي يصبح علامة سريَّة للنعمة. يساعد الإيمان أن نرى في بقاء العروسين معاً، في تمايزهما الجنسي وفي وحدتهما في الحب علامة للعهد بين الله والإنسانية.

في الزواج تتوافق علامة السرّ مع الاتحاد الكامل والحي بين الرجل والمرأة، الذين هم خادمي السرّ والمعنيين به بقوّة عمادهما: كل واحد يصبح للأخر نبع نِعَم.

لا تتعلق عظمة سرّ الزواج المسيحي بالإنسان بل بالله، الذي يعطي نعمة الثبات ويخلص من الداخل الهشاشة الطبيعية للإتحاد الزوجي. الزواج "في المسيح" يعني أن نبني من جديد بواسطة نعمة الفداء ما دمّرته الخطيئة في مشروع الله الأول للخلق.

كل مسيحي لديه دعوة واحدة، الدعوة إلى القداسة. والقداسة المميزة المعلنة في الإتحاد الزوجي هي الحب لله بكل النفس والقلب والعقل، وحب القريب كالذات، وهذا صار ممكناً بنعمة المسيح.



صلاة من رسالة "انجيل الحياة"

يا مريم فجر العالم الجديد وأمّ الأحياء

نَكل إليك قضية الحياة

أنظري يا أمنّا إلى ما لا يُحصى من عدد الأولاد

الذين يُمنعون من أن يولدوا

إلى الفقراء الذين أمست حياتهم صعبة

إلى الرجال والنساء ضحايا عنفٍ شرس

إلى العجزة والمرضى المقتولين بدافع اللامبالاة

أعطي المؤمنين بابنك أن يعلنوا لأهل زماننا بحزم ومحبة

أنجيل الحياة

وأن يشهدوا له بشجاعة

ليبنوا مع جميع الناس الطيّبين

حضارة الحق والحب

لإكرام وتمجيد الله خالق الحياة

وسر الوجود.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كيف يمكن أن يؤدي انتظار الزواج إلى حياة جنسية أكثر إشباعًا بعد الزواج
ما هو الغرض من الجنس ومعناه في إطار الزواج
سؤال محرج جدا عن الزواج لقداسة البابا شنودة الثالث _ اسئلة عن الزواج
الأمومة أم الزواج.. فتيات يعبرن عن تقديم حلم الأطفال عن الزواج عبر مواقع التواصل..
سر الزواج بين العهد القديم و الجديد Tagged with: الزواج سر الزواج في المسيحية سر الزواج في المسيحية


الساعة الآن 09:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025