رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة عطش
فليكن معلوماً يا إخوتي، إن روح الإنسان لها وظيفة رسمية مخلوقة على أساسها، وهي لا ترتاح إلا إذا أمسكت بها، وهي الامتداد نحو الله في حركة دائمة لا تفتُر، وأي فتور يعتريها، فأنه كفيل بأن يُصيبها بالكآبة والملل والضيق الشديد، فيمكث الإنسان في قلق بالغ وضيق وحسرة وملامة وعدم رضا عن نفسه، وغالباً لا يعرف أساسها وأسبابها أو دوافعها !!!
فطبيعة النفس البشرية هي متوافقة أساساً مع موطنها السماوي، وذلك لأن طبعها الأصلي سماوي، لأنها مخلوقة في الأساس على صورة الله، فكل انتماء للعالم أو سقوط تحت تعثراته وضغوطه المادية ومطالبة حتى لو كانت سليمة وفي منتهى البراءة، هو غريب عليها، بل وقد يسبب لها الضيق والقلق وحتى يمكن أن يصل لحد الكآبة أحياناً. وكذلك شفاء النفس من المستحيل على الإطلاق أن يكون بطرق بشرية مهما كانت صحيحة، فمحاولة إدخال الفرح الكاذب بالإيحاءات والأفكار الحسنة أو الدراسات أو التسلية أو المسرات الجسدية أو كثرة الحديث أو كثرة الصداقات، فهذه كلها تُزيد من هروب النفس واختفاؤها، ليبرز من بعدها الضيق والتعب والكآبة والحيرة بأشد مما كان !!!
ويفيدنا جداً معرفة أن علاقة النفس علاقة صحيحة بالله هي مصدر الحياة للإنسان وفرحه الدائم واستمرار حياته بهدوء وسلام في أشد الظروف إزعاجاً وضيقاً، فنحن نحتاج – اليوم - لقوة متجدده فاعلة في حياتنا الشخصية، التي هي قوة المسيح الحي الذي هو أمس واليوم والغد بل وإلى الدهر، فليتنا اليوم وكل يوم نلمس بالإيمان شخصه لتخرج منه قوة ويقول من لمسني لأن قوة خرجت مني (لوقا 8 : 46)
فالعناية – يا إخوتي – بالنفس البشرية أولى من العناية بالجسد ألف مرة، فهي سرّ صحته وعافيته وحياته. فالنفس في الإنسان أعظم من جسده، بل والنفس بعلاقتها الوثيقة بالله أعظم من الذات التي تنتمي للجسد أي روح الكبرياء والتباهي بالأعمال: " ولكن بنعمة الله أنا ما أنا، ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي" (أنظر 1كورنثوس 15: 10)
في الختام أقول في سرّ مع القديس مقاريوس الكبير: [ البسطاء يسمعون الكلمة ويعملون بها عن حب للحق وشوق في قلوبهم، فينالون من الله نعمة الروح؛ أما الحكماء الذين يسعون وراء بلاغة الكلام بلا حب للحق فإنهم يهربون ... ولا يتقدمون ... ] ((من عظة 43 عن النمو))
والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج يملأ حياتكم بكل نعمة وبركة وسلام وافر؛ "ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا لهُ الآب والابن جميعاً" (3يوحنا 9)؛ كونوا معافين باسم الثالوث القدوس من له كل إكرام ومهابة إلى الأبد آمين |
21 - 10 - 2014, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: رسالة عطش
موضع رائع جدا
ربنا يعوض تعب محبتك |
|||
22 - 10 - 2014, 07:28 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: رسالة عطش
شكرا
ربنا يعوض تعب خدمتك |
||||
22 - 10 - 2014, 08:06 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رسالة عطش
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|