ارتفاع ضحايا «قمع أردوغان»
للوطن
ارتفعت حصيلة القتلى من المتظاهرين الأكراد فى تركيا، أمس، إلى 37 قتيلاً على الأقل، من بينهم ضابطا شرطة، بعد اشتباكات ومواجهات دامية مع الأمن التركى على مدار 6 أيام، فيما توعد الرئيس التركى باستمرار الشرطة فى اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لمواجهة الأكراد فى مدن جنوب شرق البلاد، وسط اشتعال الوضع الداخلى وتبادل الاتهامات بين الحكومة والمعارضة. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن تقدم فى المحادثات التى جرت مع تركيا للانضمام إلى التحالف الدولى ضد تنظيم «داعش» الإرهابى.
من جانبه، ألمح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى أن قوات الأمن التركية ستشدد من إجراءاتها الأمنية رداً على المظاهرات. وقال «أردوغان» إنه من المستحيل أن توقف الشرطة التركية عنف المتظاهرين من خلال دروع مكافحة الشغب فقط. وأضاف: «الشرطة وقوات الأمن سيتخذان كل الإجراءات الضرورية ضد المتظاهرين». وتساءل «أردوغان»، خلال حفل افتتاح العام الأكاديمى الجديد: «من هم هؤلاء الذين ينظمون تلك المظاهرات؟ إنهم منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالى الإرهابى، هم من وضعوا الحجارة والسلاح فى أيدى الأطفال والشباب لقتل ضباط الشرطة».
وعلى خلفية الانتقادات الحادة التى وجهتها المعارضة التركية إلى الحكومة بسبب تعامل الشرطة مع المتظاهرين الأكراد، وجه «أردوغان» انتقادات حادة لرئيس حزب الشعب الجمهورى المعارض كمال كليجدار أوغلو، مؤكداً أنه لن يترك الحكومة وسيظل إلى جانبها حتى بعد أن أصبح رئيساً لتركيا، وأضاف: «المنطقة التى تعيش فيها تركيا أنتجت عدداً من التنظيمات الإرهابية»، مضيفاً: «فضلاً عن أن هناك منظمة إرهابية تعيش بيننا، وما فعلته هذه المنظمة على مدار 30 عاماً، معلوم للجميع، تلك المنظمة الإرهابية الانفصالية، أوقعت مع الأسف الفتن بين التركى والكردى، أتباع هذه المنظمة لم يكن لديهم فى أى يوم من الأيام سلام أو ضمير أو حرية، حرقوا المدارس والمستشفيات، ووسائل المواصلات العامة». وشن رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو، بدوره، هجوماً حاداً على المعارضين للموقف التركى من الوضع على الحدود مع سوريا، مؤكداً أن «من يتهم تركيا بالصمت حيال المذابح والمجازر من خلال الإيحاء بأن هناك نوعاً من التعاون بين تركيا وداعش، مجرد مفترين يختلقون الافتراءات بحقنا». وأضاف، خلال لقائه بممثلى منظمات المجتمع المدنى فى أنقرة، أنه «لا يمكن لأى شخص أن يقصر دورنا على المواقف السلبية، ومن حق الجميع أن ينتقدونا، ولكن لا أحد يجرؤ أن يقول لنا إننا جزء من لعبتهم».
وفى الوقت ذاته، قالت صحيفة «تودايزمان» التركية، إنه بينما الاشتباكات والتوتر لا يزالان يخيمان على الأجواء، فإن التيارات والأحزاب السياسية تدعو إلى تسريع عملية السلام مع الأكراد، سعياً إلى احتواء غضبهم ضد تقاعس الحكومة التركية عن منع تنظيم «داعش» الإرهابى من السيطرة على مدينة «عين العرب»، فيما دعت الأحزاب الكردية فى تركيا، المتظاهرين إلى السلمية وعدم اللجوء إلى العنف.
وقالت صحيفة «حرييت» التركية إن رئيس الوزراء التركى وزعيم المعارضة، سارعا إلى تبادل الاتهامات بالفشل فى التعامل مع الأزمة والتحريض، مشيرة إلى أن تصريحات الاثنين أبعدت الهدوء عن المشهد السياسى فى تركيا، على الرغم من الدعوات المتكررة من كافة الأطراف فى الداخل إلى الهدوء ووقف العنف ضد المتظاهرين، فيما دعت مؤسسة الصحفيين والكتاب الأتراك إلى وقف العنف واحترام التظاهر السلمى، داعية الحكومة إلى التوقف عن التصريحات التحريضية، التى تقلل من شأن عملية السلام مع الأكراد وتتهمهم بإثارة العنف وانتهاج الإرهاب.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء أمس الأول، عن تقدم فى المحادثات مع تركيا لدفعها إلى المشاركة فى التحالف الدولى ضد «داعش»، مشيرة إلى أن تركيا أبدت استعدادها لتأهيل وتدريب المعارضين السوريين المعتدلين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارى هارف، إن «تركيا وافقت على دعم الجهود التى تسعى إلى تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة بهدف القضاء على داعش وإنهاء الأزمة السورية».
