ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم

[بنت معلم الاجيال]

السيد/ سمير شوقى مقار .. موجه بإدارة نجع حمادى التعليمية
يحكى لنا عن غيرة القديسين لتمجيد إسم الله وذكر عجائبه، فيقول:
 قرأت كتاب (سيرة حياة ومعجزات المتنيح الأنبا مكاريوس) وشعرت أثناء قراءته كأننى فى الفردوس، وقرأت الملحوظة التى ترجو فيها الكنيسة ممن حدث معهم معجزات ببركة هذا القديس أن يرسلوها لإصدارها فى الجزء التالى، وفى الحال شعرت أننى مدين له بتسجيل هذه المعجزة. ومرت أيام وأسابيع دون أن أبدأ فى الكتابة بسبب ضعفى ومشاغل الحياة وفى إحدى الليالى رأيت فى حلم القديس الأنبا مكاريوس يتمشى فى شقتى حجرة حجرة، ثم استيقظت. وعلى أثر هذا الحلم راودنى تفسير له وهو أن أبانا القديس يريد منى شيئاً وقد ظهر ليذكرنى بتسجيل المعجزة وفى الحال بدأت حملة تفتيش دقيقة عن الروشتة التى تمدنى بإسم الدكتور وتاريخ المعجزة، ورغم التفتيش الشامل لكل المنزل لم أجد لها أثراً .. وتوقفت مرة أخرى عن الكتابة ومرت فترة أسبوعين وأنا دائم البحث والتفكير وذات يوم كنت أجلس إلى مكتبى فى المنزل فلفت نظرى أن هناك ورقة غريبة موضوعه أمامى، فأمسكت بها لأتبينها فإذ بها الروشتة المفقودة فذهلت كيف أجدها بهذه البساطة بعد أن بحثت عنها فى كل مكان بتدقيق شديد ولم أجدها وكان هذا ثانى نداء من نيافته لكى أسجل هذه المعجزة حتى يتمجد إسم الله.

[بنت معلم الاجيال]

 منذ ميلاد ابنى .. وهو يعانى من التهاب حاد جداً باللوزتين، وكان يصيبنا الرعب من مجرد التفكير فى جراحة استئصال لهما نظراً لصغر سنه وعند بلوغه سن التاسعة لاحظنا أن قوة السمع عنده بدأت تضعف وخشينا أن يكون هذا بتأثير (اللوز) التالفة بالإضافة إلى خوفنا الشديد من تأثير صديدها على القلب. فذهبنا به إلى د./ رأفت أخصائى أنف وأذن وحنجرة بأسيوط ثلاثة مرات لكى نجد له علاجاً غير الجراحة، ولكن الطبيب أكد لى أن الجراحة لصالح ابنى. ولكن خوفاً من الجراحة على ابنى الصغير أخبرته بأننى غير مستعد لها فقرر لنا الطبيب نوعين من الأدوية وهى مجرد مسكنات مؤقتة بالاضافة إلى حقنة تُعطى لابنى كل أسبوعين لتجنب المضاعفات وتأثير ذلك على القلب وشدد جداً على ضرورة إجراء الجراحة فى أقرب فرصة ممكنة، واستمر ابنى على هذا العلاج، أما نحن فكنا فى حيرة وصراع شديدين. وفى يوم 12/6/1989م فكرنا أن نعـرض ابنى علـى د./ نادر وهيب بقنا لعله يجد لنا منفذاً هروباً من إجراء الجراحة. وفى قنا ذهبنا أولاً لنأخذ بركة أسقفنا القديس الأنبا مكاريوس وكان حينذاك قد عاد حديثاً من القاهرة بعد فترة علاج بسبب الأزمة الشديدة التى انتابته، فتقابلنا مع تلميذه (عم راتب) الذى أعلمنا أن القديس فى فترة راحة ولكنه سينزل لاستقبال الناس الساعة الحادية عشر. فقررنا استغلال الوقت والذهاب إلى الطبيب. وبالكشف على ابنى أخبرنى الطبيب بأن اللوزتين قد أصبحتا بؤرتى صديد فى الجسم وتسببان خطورة كبيرة عليه ولابد من استئصالهما. وطمأننا الطبيب أن بعد الجراحة سيكون ابنى فى أتم صحة وعافية وحدد لنا يوم الجمعة التالى 16/6/1989م لإجراء الجراحة واتفقنا معه على كل ما هو مطلوب بخصوص العملية وسلمنا الأمر لله.
وفى طريق عودتنا دخلنا المطرانية وصمَّمنا أن ننتظر حتى يدخل القديس. وعند حضور القديس قدمت له ابنى وعرفته بكل شئ وإننا أخيراً اتفقنا مع الطبيب على إجراء الجراحة يوم الجمعة القادم، وطلبنا صلواته ودعواته لخوفنا الشديد على ابنى الصغير من الجراحة. ولكن القديس فى أبوته الحانية جداً وبكل ثقة وإيمان مدَّ يده الطاهرة بالصليب المقدس ورشم ابنى ثم أخرج من جيبه زجاجة زيت ودهن ابنى وهو يقول: "ها أرشمهولك بزيت ستـى العذرا .. وما فيش عملية" .. فقلت له "إزاى يا سيدنا دا احنا اتفقنا خلاص مع الدكتور نادر على صباح يوم الجمعة والدكتور عمل حسابه" فرد علىَّ القديس بعبارته المحبوبة المباركة وقال: "يرحمك ربنا .. إنتَ مش عاجبك زيت ستى العذرا" فقلت له: "خلاص يا سيدنا .. خلاص" وصمَت وتنبهت لضعف إيمانى أمام هذا القديس الطوباوى .. وغمرنا ببركاته ودعواته وصرفنا بسلام. وفى طريق عودتنا إلى نجع حمادى شملنا جميعاً شعور بالإرتياح والطمأنينة والسلام. ولم نفكر بعد ذلك فى جراحة ولا فى استخدام أى علاج ولم يشكو ابنى أبداً بعدها من (اللوز) التى قاسى منها كثيراً منذ ولادته وكادت أن تودى بحياته. بفضل صلوات أبينا الطوباوى الحبيب القديس الأنبا مكاريوس، وابنى حالياً حاصل على دبلوم ويتمتع بصحة جيدة. السلام لروحك الطاهر أيها العظيم فى القديسين الطوباوى الأنبا مكاريوس.

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا

ربنا يبارك حياتك

[بنت معلم الاجيال]