العادة الجنسية
++++++++++++
وثمة انحراف آخر هو تركيز الفتى أو الفتاة الشهوة نحو إثارة الأعضاء التناسلية حتى تحدث الإثارة بعيدًا عن مرماها الأصيل وهو الزواج الناضج الملتزم. فإذا تحول هذا الفعل إلي عادة متأصلة – سواء قبل البلوغ أو بعده – فإنها تحرف تيار المجرى عن وضعه الأصيل إلي لذة غير طبيعية وناقصة لا تروي النفس، كما إنها كثيرًا ما تركز ممارسها في عشق ذاته (نرجسيته) Narcissism وتزيده أحيانًا انطواء... الأمر الذي يدفعه إلي الممارسة. وهكذا يدخل الشاب أو الشابة الصغيرة في الحلقة المفرغة أو الدوامة التي يحسن الابتعاد عنها منذ البداية.
وتتعدد أسباب ممارسة هذه العادة، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
(1) أسباب تاريخية: كأن يكون قد حدث العبث بالأعضاء في الصغر ولم يجد من ينبهه إلي خطورة العبث ويحول اهتمامه إلي موضوعات أخرى تشبع نفسه.
(2) أسباب جسمية: كحدوث احتكاكات تثير الأعضاء، أو بسبب سوء وضع الرقاد أثناء النوم (وأفضل الأوضاع هو الرقاد على أحد الجانبين)، أو لكثرة التهام الأطعمة الدسمة بشراهة مما يثير الشهوة بلا داع أو لحدوث بعض الالتهابات في الأعضاء وخاصة بسبب الأمراض المستوطنة في الريف... لهذا يلزم الإنسان التأكد من سلامة أعضائه صحيًا، واعتدال حياته في كل العمليات البيولوجية.
(3) أسباب نفسية: مثل العطف الشديد على الذات أو احتقار الإنسان الشديد لنفسه أو التدليل في التربية، أو القسوة العنيفة في المعاملة المنزلية أو المدرسية أو كليهما، أو الحرمان من العطف الوالدي وجدب الحنان والحب في الطفولة الأولى خاصة، أو الخجل الشديد أو الخوف الزائد بسبب الإرهاب وعدم تحمل أي مسئولية. لهذا تكثر هذه الظاهرة في دور الإيواء مثل الملاجئ ودور المشوهين والمعوقين وطلبة المدارس الداخلية، والقاطنين في المعسكرات بعيدًا عن الحياة العائلية ومصادر الشبع العاطفي.
(4) أسباب اجتماعية: مثل المناظر المُعثِرة والملامسات واحتكاك الأجساد في المواصلات العامة أو في المنزل أو الأفلام الهابطة وخاصة بعد انتشار الفيديو والتلفزيون.
(5) أسباب فكرية: وهي عدم طهارة الفكر وتلويثه بالصور الذهنية الشهوانية من خلال عدم حراسة الحواس وعدم عفة السمع والذاكرة واللمس. ونحن ننصح الفتى أن يهتم بطهارة فكره وحواسه ونقاوة قلبه لأنه منه مخارج الحياة، والابتعاد عن كافة المثيرات الشهوانية إذ يقول الكتاب "اهرب لحياتك"، "احفظ نفسك طاهرًا"، "أما الشهوات الشبابية فأهرب منها وأتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (2تي2: 22)، كما يقول: كونوا قديسين كما إن أباكم الذي في السماوات هو أيضًا قدوس؛ وبدون القداسة لن يعاين أحد الرب ( في لهذا يلزم التدقيق في اختيار الصديق والصورة الذهنية والموقف، وسوف نزيد هذا الجانب إيضاحًا عند الحديث