24 - 09 - 2014, 04:15 PM
|
|
|
..::| الاشراف العام |::..
|
|
|
|
|
|
القديس فيلكس وريجولا أخته
ايقونة قبطية للقديسة ريجولا في المنتصف و القديس فيلكس علي اليسار و القديس أكسيويرانتيوس علي اليمين
أن علاقة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بسويسرا ووسط أوربا ترجع في واقع الأمر إلى الساعات الأولى من تاريخ الانتشار المكثف للمسيحية في هذه الأنحاء.
أن تحول الغالبية العظمى لسكان سويسرا إلى الديانة المسيحية كان نتيجة مباشرة لتبشير واستشهاد أعضاء الكتيبة الطبية آلتي كان يبلغ عددها 6600 ضابط وجندي من أبناء مصر العليا والوسطى. حدث هذا في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي عندما أمر الإمبراطور دقلديانس (284 - 305 ) بنقل الفرقة الطيبية تحت رئاسة القائد المصري موريس ألي جنوب غرب سويسرا لتعزيز خط الدفاع الممتد من شمال إيطاليا عبر جبال الألب ألي محافظة فاليس ومنها طوال نهر الار بوسط سويسرا ثم نهر الراين حتى شمال ألمانيا.
كان من أهم أهداف نقل هذه الكتيبة هو المشاركة في إحباط ثورة شعب الباجود التي اندلعت بجنوب شرق فرنسا ضد الحكم الروماني في هذا الحين, وكانت تحت زعامة الضابطين أما ندوس واليانوس ( 285 – 286 ).
كانت هذه الفرقة تحت قيادة: القائد العام موريس( وهذا الاسم يعنى الضابط الصعيدي ), والضابط العظيم بقطر (أي فيكتور ), واورسوس ( يتكون هذا الاسم من ثلاث مقاطع هيروغليفية ويعنى حورس ابن إيزيس )
وفقا للعرف والتقليد المعمول به في الفرق العسكرية بالامبراطوريه الرومانية في ذلك الحين كان من المسموح لكبار القادة اصطحاب إحدى إناث أسرهم مثل الزوجة أو الأخت, وذلك حتى تكفل له وسائل الراحة أثناء فترات تغيبهم في الحروب الطويلة. عملا بتلك القواعد المعمول بها اصطحب بعض كبار قادة الفرقة الطبية إناث من أسرهم مثل القديسة ريجولا شقيقة القديس فيلكس, شهداء وشفاع مدينة زيورخ إلى يومنا هذا, القديسة فيرينا آلتي يعنى اسمها القبطي الفرعوني الأصل " ثمرة المدينة " , أي ثمرة طيبة, الخ...
آمر الإمبراطور مكسيميان, إمبراطور النصف الغربي من الإمبراطورية الرومانية المترامية الأطراف (285 - 305 ), شريك الإمبراطور دقلديانوس (284 - 305), حاكم القسم الشرقي بتوزيع كتائب الفرقة الطبية طوال خط الدفاع الذكور بعالية والمبين على الخريطة.
رفض أعضاء الفرقة بعزم وتصميم قاطع تقديم القرابين لآلهة روما الوثنية وفقا للشعائر المعمول بها في ذلك الحين, مما آثار غضب الإمبراطور مكسيميان الذي اعتبر ذلك تمردا وعصيانا,
فامر بتعذيب أعضاء الفرقة وإعدام الفرقة وإعدام عشر أبنائها حتى يرضخوا لأوامره ويقدموا القرابين للالهه الوثنية. بعكس المتوقع, لم يثنى هذا التعذيب الرهيب أي من أبناء الفرقة عن تمسكه الراسخ بدينه وإيمانه العميق. كما أكد قائد الفرقة موريس أيضا آيات الطاعة والولاء للإمبراطور بشرط ألا يتعارض ذلك مع دينهم وإيمانهم المسيحي.
إزاء تمسك أعضاء الفرقة بتعاليم دينهم ورفضهم المتكرر أداء الشعائر الوثنية, أمر الإمبراطور مكسيميان بتكرار التعذيب واستمرار إعدام عشر المتبقيين من أعضاء الفرقة حتى يحودوا عن تمسكهم, ولكن دون جدوى وسرعان ما اجتاحت هذه الموجة العارمة كافة المدن والمعسكرات آلتي كان يقطنها كتائب الغرفة الطبية حتى استشهد الفرقة بأكملها. واود أن اذكر هنا على سبيل المثال: مدينة أجا ونوم الرومانية (AGAUNUM ) آلتي سميت فيما بعد ولا زالت حتى اليوم تحمل اسم قائد الفرقة سان موريس St.Maurice En Valais ( محافظة فاليس بجنوب غرب سويسرا), مدينة سالودوروم الرومانية SALODURUM ( سولوتورن الحالية SOLOTHORN بشمال غرب سويسرا), حيث استشهد 66 من أبناء الفرقة تحت قيادة الضابطين القديسين اورسوس, شفيع هذه المحافظة حتى اليوم, والقديس فيكتور( بقطر ) شفيع مدينة جنيف آلتي نقل إليها رفاته تبعا لأوامر الملكة THEUESINDE , ملكة البورجوند أثناء حكم الملك GODEGISEL ( المتوفى عام 501 ), مدينة توريكوم الرومانية TURICUM , زيورخ Zürich الحالية, مكان استشهاد القديسين فيلكس وشقيقته ريجولا وزميلهم اكسيوبيرانتيوس, شفعاء هذه المدينة حتى يومنا هذا, وهكذا في عشرات المدن حتى مدينةبرن ومدينة كولونيا ومدينة اكستانتن بغرب ألمانيا, الخ..............
حدث أثناء تعذيب أبناء الفرقة, العديد من المعجزات الخارقة مثل قيامة شهداء زيورخ فيلكس وريجولا واكسيوبيرانتيوس بعد قطع رؤوسهم ومسيرتهم إلى التل المجاور على علو 26 مترا( 40 أيل تقريبا ), وكل منهم حاملا رأسه على كف يده ثم الركوع والصلاة في هذا المكان الذي شيد عليه قيما بعد كنيسة مدينة زيورخ الرئيسية تكريما لهم, وهى الكنيسة آلتي لا زالت تعيد كنيسة المدينة الرسمية حتى اليوم, جدير بالذكر في هذا الشان أن هذه المعجزة توجد ممثله على ختم برلمان وحكومة مدينة ومحافظة زيورخ منذ فجر التاريخ حتى الآن.
صورة رومانية للشهداء الاقباط القديسة ريجولا و القديس فيلكس و القديس أكسيويرانت بسويسرا
كانت هذه المعجزات بمثابة نقطه التحول في تاريخ العبادة في أنحاء هذه المناطق بوسط أوربا. قلا عجب أن نجد اليوم أبناء هذه الفرقة وشهدائها بين اشهر قديسى شمال إيطاليا وسويسرا وغرب ألمانيا, وشفعاء لعشرات المدن في هذه المناطق, كما تمتع هؤلاء الشهداء الإجلاء بعظيم التبجيل والتكريم طوال العصور حتى اليوم. أن سكان هذه البلاد لا زالوا يحتفلون بذكرى استشهادهم في عطلات رسمية مخصصه لتكريم هذه الذكرىالعاطرة, مثل عيد القديس موريس يوم 22 سبتمبر بالمدينة آلتي تحمل اسمه بمحافظة فاليس ST. MAURICE EN VALAIS ( جنوب غرب سويسرا ), وبمحافظة آبنسل اينر رودن APPENZELL INNER RHODEN( شرق سويسرا )ويسرا وكافة, أو عيد القديسة فيرينا يوم أول سبتمبر بمدينة تسورساخ ZURZACH بمحافظة آرجاو ARGAU ( شمال سويسرا ) وهكذا الكثير ........... وجدير بالذكر على سبيل المثال أن عدد الكنائس المكرمة باسم القديس موريس في ألمانيا فقط قد بلغ 114 كنيسة حتى اليوم.
|