رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صعوبات الصّلاة بعد أن تكلّمنا عن الصّلاة وينابيعها وطرقها، نتوقّف في هذا الموضوع على الصعوبات والتحديّات التي تعترض المؤمنين الراغبين في تعميق حياتهم الروحيّة، الواعين أن الصّلاة هي جهادٌ ضدّ النفس التي تميل بسرعة، مأخوذةً بحيل المجرّب ومغريات هذا العالم، الى الإبتعاد عن الإتحاد بالله. نختصر هذه الصعوبات والتحديّات بخمس ونعطي لكلّ منها الطريقة المناسبة لتخطّيها: تكمن الصعوبة الأولى في بعض مفاهيمنا الخاطئة للصّلاة. - ليست عمليّة نفسيّة للتخفيف عن الهموم - ليست تركيزاً داخلياً للوصول الى الفراغ الذهنيّ - ليست كلماتٍ شاعريّة وعواطف روحيّة - ليست هروباً من مشاكل وهموم العالم - لا تُقاس صحّة الصّلاة بما تدرّ علينا من نتائج الصّلاة هي موهبة من النعمة وجوابٌ ثابت من قِبلنا. بمعنى أنّ صلاتنا تأتي أيضاً من الروح القدس وليس منّا فقط. لذلك وُجب تصحيح هذه المفاهيم. التشتّت هي الصعوبة العادية إذ يشعر المصلّي وبشكلٍ متواتر أن أفكاراً تجتاحه في وقت تأملاته الشخصيّة أو الجماعيّة فتصرفه عن تركيزه على موضوع صلاته. اما الحلّ للتشتّت فلا يكون بالسعيّ الى مطاردته إذ ''يكون ذلك وقوعاً في فخاخه'' (ت ك ٢٧٢٩)، بل بتحويل موضوع تشتّتنا الى موضوع صلاتنا بحيث نصلّي على نية ما نحن مشتّتون فيه. التشتّت يُظهر لنا ما يُشغل قلبنا فلنجعله مناسبةً تقربّنا أكثر من الله. ويجب أن لا ننسى أن الله يعرف ضعفنا وهمومنا ومواضيع تشتّتنا ويتحسّس لحاجاتنا فهو يقبل أن نكون مُشتّتين من أن نكون غائبين! والأفضل أن نكون بكليتنا له. على كلّ حال، مهما كانت درجة تشتّتنا، يجب أن لا نتوقف عن الصّلاة. وبهذا المعنى يقول القديس برناردوس: ''لا تستخفّ ولا تزدري بصلاتك، لأن الله لا يستخفّ بها''. اليبوسة قد نشعر في أحيانٍ كثيرة أنّ الله غائبٌ عنا، ولا همّة لنا للصلاة فنشعر بالسأم والملل. إنّها تجربة صعبة الاحتمال ولكن يجب أن نعرف أنّ حبّ الله ليس فقط أحاسيس إنّما الحبّ الحقيقي يتخطىّ الجانب العاطفي الشعوري. الصحراء الروحيّة ضرورية لكي نعرف حقيقة حبنا لله. إنّها زمن التجربة وبنفس الوقت هي زمن الصمود والثبات والمزيد من الثقة، وحده المتواضع لا يتعجّب من شقائه وضعفه. هي كالزواج حيث يتحوّل الحبّ السابق إلى حياةٍ واعية لحضور الآخر حتى وإن كان صامتاً. يجب أن نتعلّم الإصغاء إلى صمت الله. كذلك، علينا، وقبل التحدّث إليه، أن نّصغي إلى كلامه الذي أعطاناه بأنواعٍ شتّى وخاصةً في الكتاب المقدّس. كلّمنا قبل أن نكلّمه. قلّة الثقة والإيمان وهي تجربة نقع فيها دائماً إذ نصلّي (خاصةً في صلاة الطلب) غير منتظرين ولا متأكدّين أنّ الله سيستجيب طلبنا. حالنا كحال أولئك الذين نبّههم كاهن رعيّتهم لأنّهم، أتوا الى الكنيسة ليصلّوا صلاة الإستسقاء، دون أن يجلبوا معهم مظلاتهم. من ناحية ثانية، يجب أن لا نيأس لأنّ صلاتنا لم تُستجب. صلاتنا هي دائماً مُستجابة ولكن ليس دائماً كما نرغب. الله وحده يعرف أكثر منا حاجاتنا وما هو خيرٌ لنا. صلاة الطلب هي طبعاً تعبيرٌ عن حاجاتنا ولكنها لا تكتمل إلاّ بالانفتاح على الثقة والتشبث بالإيمان. لنكن دوماً متأكدّين أنّ الله يسمع ويستجيب لصلاتنا ويعطينا العون الذي ينمي فينا الحياة الإلهيّة. صعوبة أخيرة تكمن في عجزنا من تجسيد صلاتنا في أعمالٍ وتصرفات. لا نفع لصلاةٍ لا تحققّ تحوّلاً إيجابيّاً في مسيرتنا الإنسانيّة وروحنة لالتزاماتنا الإجتماعيّة وثباتاً في قيمنا الإنجيليّة. لذلك يجب أن نُدرك أنّ ما هو أهمّ من صلاتنا هي مفاعيل الصلاة أكانت روحيّة داخليّة أو خارجيّة علائقيّة. ''لا أريد ذبيحة بل رحمة''. الصّلاة طريق صاعد تُفضي بنا إلى الثالوث. وكما في كلِّ صعود هناك تعبٌ وصعوبات، كذلك في الصّلاة صعوباتٍ لا يمُكننا تخطيها إلاّ بالتأمل والتشوّق الدائمين إلى الهدف، القمة، أي الوصول إلى يسوع. هدف الصلاة تماهينا بالمسيح، فلا شيء يجب أن يمنعنا عنه كما يقول القدّيس بولس. |
21 - 09 - 2014, 08:07 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: صعوبات الصّلاة
|
||||
21 - 09 - 2014, 09:50 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صعوبات الصّلاة
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قوة الصّلاة |
قوة الصّلاة |
قوة الصّلاة |
قوة الصّلاة |
صعوبات الصّلاة |