13 - 09 - 2014, 02:23 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
المعمودية
استخدمت كلمة المعمودية في العهد الجديد لتدل على المعمودية التي كان يقوم بها يوحنا المعمدان في الأناجيل. أما في رسائل الرسول بولس فهي تدل على المعمودية بالرب يسوع المسيح. أو لتدل على الصبغة التي وردت في ( مر 10:38-39) وفي (لو 50:12) .
وجاءت من الفعل اليوناني الذي ترجم إلى العربية بمعنى (يعمّد) أو (يعتمد) أو (اصطبغ) وقد ورد في العهد الجديد. أما الفعل الأصلي فهو يعني ( يغمس ، مغموس ) . فنقول غمس إصبعه في الماء أي وضع إصبعه في الماء، ومن ثم أصعدة في الحال وصار في حالة جديدة تختلف عن الحالة السابقة - فالصوف الذي نضعه في إناء يحتوي على صبغة ، نُصعد الصوف بلون جديد -
مؤسس السر
أن مؤسس سر المعمودية هو الرب يسوع المسيح عندما أرسل تلاميذه ليتلمذوا ويعمدوا جميع الأمم "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 19:28).
أن الرب يسوع فتح باب المعمودية لجميع البشر وهي شرط للحصول على الخلاص الأبدي "من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يُدن" ( مر16:16).
وقام الرسل بتعميد كلّ من أعلن إيمانه بالرب سواء كان يهوديا أو غير يهودي، فالرسول فيلبس عمّد الخصي (أع 38:8)، وقام بطرس بتعميد قائد المائة كرنيليوس مع عائلته ( أع 10: 1-48)، أما بولس الرسول فعمد ليديه (أع 15:16)، وحافظ السجن مع عائلته (أع 33:16) وغيرهم.
هكذا تسلمت الكنيسة المعمودية من الرب يسوع المسيح والرسل، وما زال هذا السر يُمارس في الكنيسة المقدسة كما كان، ولا تزال تتممه إلى انقضاء الدهر بلا انقطاع.
المعمودية في التقليد
أ- في العهد القديم
من خلال العهد القديم ترى وجود إشارات مختلفة للمعمودية ومن هذه الإشارات:
1- حادثة الطوفان : يقول بطرس الرسول في رسالته الأولى "إذ عصت قديما حين كانت أناة الله تنتظر(مرّة) في أيام نوح إذ كان الفُلك يُبنى الذي فيه خلص قليلون أي ثماني انفس بالماء. الذي مثالهُ يخلّصنا نحن ألان أي المعمودية . لا إزالة وسخ الجسد بل سوال ضمير صالح عن الله بقيامته يسوع المسيح" (1بط 20:3-21).
ففي المعمودية الخلاص بالماء كما حدث في الفلك مع الذين خلصوا من موت الطوفان بفلك نوح (تك 6-8).
2- الختان : "وبه أيضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم (خطايا) البشرية بختان المسيح. مدفونين معهُ في المعمودية التي فيها أُقمتم أيضا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كول 11:2-12). ففي العهد القديم قال الرب لموسى بان يختن كلّ مولود في اليوم الثامن (لا 1:12-3).
3-عبور البحر الأحمر : حدث العبور (خر 15:14-29) هو خلاص الشعب العبراني من عبودية فرعون، وهنا يرمز إلى الخلاص. كما يقول القديس بولس الرسول "وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر" (1كور 2:10).
ب-المعمودية في العهد الجديد
1- معمودية يوحنا المعمدان : كان يوحنا المعمدان يعمد في برية اليهودية من اجل التوبة قائلا " توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات" (متى 2:3).
فمعمودية يوحنا هي رسم لمعمودية المسيح، وكانت تهيء اليهود بنوع خصوصي لقبول المسيح وملكوته، وكما أنها للتوبة فقط كما قال عنها بطرس الرسول "... فتذكرت كلام الرب كيف قال إن يوحنا عمّد بماء واما انتم فستعمدون بالروح القدس" ( أع 16:11). وبالتالي فهي تختلف عن المعمودية التي أوصى بها الرب يسوع المسيح تلاميذه بها .
2-معمودية الرسل قبل قيامة الرب : "فلما علم الرب إن الفريسيين سمعوا إن يسوع يصيّر ويعّمد تلاميذ اكثر من يوحنا. مع إن يسوع نفسه لم يكن يعّمد بل تلاميذه" (يو 1:4-2). أن هذه المعمودية هي شبيهه بمعمودية يوحنا المعمدان، ولا تحمل من المعاني تلك التي ستحويها المعمودية بعد قيامة المسيح، وإرسال الروح القدس.
3-معمودية الرسل بعد قيامة الرب : بعد تأسيس المسيح لهذا السر قام الرسل بممارسته، ففي اليوم الخمسين بعد أن وقف بطرس الرسول رافعا صوته بكلمة الإيمان قائلا "توبوا وليعتمد كلّ واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس" (أع 38:2). فالمعمودية لازمه لخلاص الإنسان، فبها تُغفر خطاياه، وتمهيد لقبول الروح القدس بالميرون.
ففي يوم الخمسين تم عمّاد ثلاثة الآلف نفس. أما الخصي الحبشي فبعد أن آمن على يد فيلبس طلب المعمودية، وعمده فيلبس الشماس (أع 36:8). وسجان فيلبي الذي آمن على يدي بولس وسيلا (أع 33:16). وكرنيليوس الذي ظهر له الملاك والذي قبل كلمة الحياة، فلم يمنع بطرس المعمودية عنه وعائلته (أع 47:10-49). فكما يظهر أن الرسل مارسوا السر بعد قيامة الرب بحسب وصيته.
ج-المعمودية عند الآباء
لقد تابع الآباء من القرون الأولى ومارسوا سر المعمودية من عهد الرسل، فقد وردت المعمودية في "تعليم الرسل الاثني عشر" والاستعداد لها بالصوم، وتضمن هذا التعليم طقس المعمودية. كما أن القديس اغناطيوس ذكر المعمودية في إحدى رسائله قائلا "أرضوا من تخدمونهم حتى يكون أجركم موافقا لخدمتكم ولا يكونن بينكم متمردا لتبقى معموديتكم سلاحا لكم، وأيمانكم سندا ومحبتكم درعا وصبركم عتادا" .
وقد وردت المعمودية عند اقليمس الاسكندري واوريجانس. وكذلك أكد آباء الكنيسة اثناسيوس وكيرلّس الاورشليمي وباسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي ويوحنا الذهبي الفم، وكتبوا العظات التي تشرح المعمودية ومعناها، فهذا السر حدث عاشته الكنيسة كحدث خلاصي فصحي، وخاصة إذا ما القينا نظره إلى فترتي التريودي والبنديكستاري التي تمر بنا من مرحلة الموعوظين إلى مرحلة الاستنارة وما يتبعها من استعداد
|