ذكرت إحدى السيدات عن أبينا القديس المتنيح الأنبا مكاريوس وعن محبة العطاء فى الخفاء فقالت:
كان القديس فى زيارته السنوية لقرية الرحمانية قبلى وفى أثناء إفتقاده لمنازل أولاده دخل ليزور إحدى السيدات الفقيرات وعند خروجه قدمت له عطية فوضعها فى جيبه ثم عاد بعد انتهائه من الزيارات فى هذا اليوم فحص العطية التى أعطتها له هذه السيدة وإذا بها ورقه بيضاء ولم يجد بها أي كتابه أو أى شئ فعلم بالروح ان هذه السيدة فقيرة ولا تملك شيئاً لتعطيه للقديس فى زيارته ولكى لا تُحرج من أحد أعطته هذه الورقة فى الخفاء. وبعد أن أكمل القديس زيارة القرية كلها قال للخادم الذى معه ان يأخذه لمنزل هذه السيدة للسؤال عنها، ولم يقل شيئاً غير ذلك وعندما هم الخادم بالدخول مع القديس لمنزل هذه السيدة لم يشأ القديس أن يدخل معه. وبعدما خرج القديس وذهب إلى قنا. دخل هذا الخادم إلى هذه السيدة ليسألها عن سبب زيارة القديس لها مرة أخرى وبعد إلحاحه عليها قالت له عن قصة الورقة وأنها لم تكن تملك شيئاً لتعطيه للقديس سوى هذه الورقة، ولذلك أتى إليها القديس وأعطاها كل ما جمعه من بركة من قرية الرحمانية فى هذه السنة وعاد هذا الأخ ليحكى هذه القصة. سلام الرب لك أيها القديس.