سفينة الخلاص
فلنسرع إذن إلى أحضان الكنيسة، فهي "الأم والمعلّمة" نحتمي بكنفها وتحت مظلّتها لأنّها ضمانتنا الوحيدة وملجأنا الأمين وحصننا المنيع ضدّ كلّ قوى الشرّ. فهي التي أعطت قوافل القدّيسين والشهداء، وثبتت قداستهم عبر الأجيال أدلّة ساطعة على صحة إيمانها وعقائدها. ولنصعد جميعًا على متنها فنبحر معها نحو الألفيّة الثالثة، فهي سفينة الخلاص التي تقلّنا بأمان إلى شاطئ المحبّة والسلام، إلى ملكوت الله.
لنُسرع قبل فوات الأوان، وندخل في حياة الكنيسة، مواظبين على الصلاة وعيش الأسرار لنستحقّ أن ندعى أبناءها. فهي تجسّد محبّة الله لنا وحضوره الحيّ والدائم بيننا، ولنثق بأنّ الله لم ولن يهملنا؛ ولكن نحن لم نعد نشعر بحضوره، عندما وقفت الخطيئة حاجزًا بيننا وبينه حاجبة عنّا كلّ النِّعَم وكلّ الحبّ.
ونطلب من الله أن نكون مخلصين لكنيستنا أمينين على تعاليمها، غيورين على عيش إيماننا بشكل صحيح، فنكون قدوة يُحتذى بها ورسلاً نشهد لإيماننا في العالم شهادة حقيقيّة ونقبل مشيئة الله بكلّ محبّة واستسلام كامل لإرادته ومشروعه الخلاصيّ لجميع البشر.
ولنلتمس منه بشفاعة أمّنا مريم، نعمة التوبة الصادقة ونعمة المحبّة التي هي مختصر اللاهوت كله ومفتاح باب السماء. فننعم بالسعادة الأبديّة مع الملائكة والقدّيسين. آمين.