وقفة تأمّل
أيّها الإخوة، ليس الهدف من عرض هذا الواقع السلبيّ، والمستقبل المظلم الذي ينتظر العالم، إلاّ لكي نتوقّف عنده جميعنا، ونتأمّل به، وندرك مدى ابتعادنا عن جوهر وجودنا، ألا وهو نشر المحبّة والسلام وإظهار صورة المسيح الحقيقيّة، لنكون شهودًا أُمناء لمن خلقنا وافتدانا. والهدف أيضًا، هو معرفة مدى ضلالنا وانحرافنا عن الطريق الصحيح، الذي رسمه لنا يسوع من خلال إنجيله، وأرادنا أن نسلكه. فيكون هذا الواقع المؤلم، حافزًا يدفعنا مجدّدًا لالتماس رحمة الله، الذي ينتظر عودتنا بفارغ الصبر. فلا سلام ولا خلاص إلاّ بيسوع المسيح "الطريق والحقّ والحياة".
000فهلاّ وقفنا أيها الإخوة، وقفة ضمير حيّ وواعٍ، تجاه مسؤوليّاتنا أمام هذه التغيّرات الخطيرة التي تعصف بالعالم، وهذا الإنهيار المريع في الأخلاق؛ وهلاّ فكّرنا بموضوعيّة في مستقبل أولادنا، دون أن نلقي التُّهم واللوم على بعضنا البعض؟! فكلّنا مسؤولين، رجال دين وعلمانيّين، فلا يسمحنّ أحدٌ لنفسه بالتنصّل من المسؤوليّة. لنوحّد جهودنا ونسير معًا يدًا واحدة ملتزمين العيش في حياة الكنيسة "الأم والمعلّمة"، مواظبين على الصلاة، والله يستجيب صلاة الجماعة.