القلب المنسحق
القلب المنسحق هو قلب المؤمن الذي يعترف انه لن يكون ابداً "باراً" وان ليس له مستقبل سوى ان يكون خاطئاً – نال الغفران". يعترف ان خطيئته اكبر من ان تغتفر ولكن يؤمن ان الله بمحبته قد غفر له، فبدّل "اصل المرارة" (عبرانيين 12/ 15) والشعور بالذنب الى "عذوبة المعانقة الأبوية" وبالتالي إلى "دموع فرحة العيد". وهذا هو الفرق بين يوضاص وبطرس. بطرس عرف ذنبه فبكى بكاءً مرّاً (متى 26/ 75) وتذكر كلمة يسوع وآمن بمحبته. اما يوضاص، فعرف ذنبه واعترف انه اسلم دماً بريئاً (متى 27/ 4) ولكنه لم يعد إلى الله وبالتالي لم يندم ولم يتب. بقي على مستوى حكمه الذاتي على نفسه، فوقع في اليأس وشنق نفسه.
القلب المنسحق، خطيئته امامه في كل حين (مزمور 50 او 51)، ولا يسعى ان ينساها لأنها اصبحت له "عربون محبة الله له وموضع لقائه بالله". وهذا ما يجعله يبكي دائماً دموع التوبة، وهو يتأمل دون انقطاع الرفض الإنساني للحب المصلوب. بهذا المعنى كتب يوحنا السلمي في كتابة "سلم الفردوس" (7/ 37) "لن يعاتبنا الله يوم الدينونة ولن يلومنا على اننا لم نصنع المعجزات... بل سنعطي جواباً على اننا لم نبكِ دائماً خطايانا."
دموع انسحاق القلب، لا تتنافى مع دموع الفرح، وتكمّل مفعول مياه المعمودية.
"ندامة كهذه هي عودة من المنفى الى الله" (يوحنا الدمشقي).
"أسلم نفسك إلى انسحاق القلب، تجد التقوى" (الإقتداء بالمسيح 1/ 21).