منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 08 - 2014, 08:20 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

"و لكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد" (مر3: 29).
"و لكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد" (مر3: 29).
القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي
٢٩ أغسطس ٢٠١٤



ما هو التجديف على الروح القدس؟
سؤال يشغل فكر جميعنا لأنه بحسب كلام رب المجد هو السبب الوحيد الذى يؤدى إلى هلاك الإنسان، فقد قال الرب أن من قال كلمة بطالة على الإبن يُغفر له و رأينا هذا واضحاً فحتى من صلبوه صار منهم مؤمنون بل و أساقفة و مبشرون بعد أن آمنوا به بعد ذلك، و لهذا فإن هذا الأمر الذى هو التجديف على الروح القدس صار السبب الوحيد الذى يتسبب فى هلاك الإنسان و يضيع فرصة الإنسان فى الاستفادة من خلاص المسيح و نعمة الحياة الأبدية المعطاه لنا فى العهد الجديد.
فى إنجيل يوحنا الإصحاح 16 يوضح رب المجد أن الروح القدس له عمل واضح داخل الإنسان “و متى جاء ذاك (الروح القدس) يبكت العالم على خطية و على بر و على دينونة، أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بى و أما على بر فلأنى ذاهب إلى أبى و لا ترونى أيضاً و أما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين (يو16 : 8-11). و هنا يتضح لنا يا أحبائى عمل الروح القدس فى العالم، فهو يبكت العالم و كلمة يبكت لا تعنى اللوم أو الإدانة على الإطلاق بل التوضيح و الكشف.
و لكن ماذا يكشف الروح القدس للعالم و يوبخه عليه، أولاً خطية العالم و ما هى خطية العالم إلا عدم الإيمان بالمسيح، فالمسيح جاء فادياً و مخلصاً للخطاة كما قال الرسول بولس “أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا” (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس الاصحاح 1).
و كما قالت الأناجيل مراراً أنه كان محباً للعشارين و الخطاة، فالمسيح جاء من أجلى و من أجلك، من أجل خاطىء لكى ما ينقذه من الهلاك الذى هو نتيجة الخطية التى نسلك فيها، و لكن لكى ننجو من هذه النتيجة و هذا الهلاك، ينبغى لنا أن نؤمن به، لأن ” مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ “(مر16) ” اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ” (يو6: 47).
بل يقول فى مكان آخر أن من يؤمن بالمسيح قد إنتقل من الموت إلى الحياة ، إذن يتضح لنا أن الحياة الحقيقية هى فى الإيمان بالمسيح و بدون الإيمان بالمسيح فذاك موت و هلاك و هكذا يا أحبائى نرى العالم أمامنا الآن و قد إنقسم و إنشطر إلى نصفين، نصف يؤمن بالمسيح فيحيا الحياة الأبدية فيه و فى النور و فى الخير و نصف آخر ينكره و يحاربه بكل قوة و لكنه يحيا فى الظلمة و الشر و الهلاك.
و يظل الروح القدس يعمل عمله فى العالم. إذ يوبخه و يكشف له كيف أن عدم الإيمان بالمسيح و تبعيته من كل القلب يؤدى للهلاك و كيف أن الإيمان به يفتح عين الإنسان الداخلية على الحياة الحقيقية التى لنا كما يقول القديس أغناطيوس الإنطاكى فى أحد رسائله أن يسوع المسيح هو الحياة الحقيقية التى لنا فى الموت، قال هذا و هو مقبل على الاستشهاد على إسم المسيح، إنسان ذاهب للموت تحت الإضطهاد الرومانى و لكن قلبه مُفعم بالحياة التى له فى المسيح التى يراها و إن كان سيموت بالجسد كما هو حال الكثيرين ممن يُقتلون و يذبحون حولنا و لا يقبلون أبداً أن ينكروا إيمانهم بالمسيح، و كيف ينكرون هذا الإيمان الذى هو لهم الحياة الحقيقية التى يرونها هم أيضاً و بدونه لا يكون إلا كل كذب و ظلام و هلاك.
و يوضح الروح القدس أيضاً للعالم ما هو البر، البر هو أن المسيح إبن الإنسان، آدم الجديد، قد صعد إلى السموات ليجلس عن يمين الآب لكى يرد آدم إلى رتبته الأولى و نحن معه بل و كلنا فى ذاك أى فى المسيح، كلنا يا أحبائى نجلس فى المسيح عن يمين الآب، و لذلك حرص القديس بولس على ذكر تعبير (فى المسيح) أكثر من مائة مرة، أكثر من نصفهم فى رسالته إلى أهل أفسس فنحن لنا مركز فى صميم جسد المسيح الذى قام و صعد بنا لكى ما نجلس عن يمين الآب ” وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ” (أفسس2: 6) و لذلك و إن كنا نحيا حسب الظاهر فى هذا العالم فإن قلوبنا و إشتياقاتنا هى فى السماويات بل و سيرتنا نحن هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ (فى3 ) أى أن قصة حياة أى منا ما هو ذو قيمة فيها ليس إلا ما صنعناه و يخص أبديتنا، فكل ما نعمل فى حياتنا يجب أن يخص حياتنا الحقيقية الجديدة التى وٌهبت لنا فى المسيح.
و آخر ما يوضح الروح القدس و يبكت العالم عليه هو أن رئيس هذا العالم الذى هو الشيطان قد دين، نعم فالمسيح بصليبه وضع الشيطان تحت أقدامه و بالتالى تحت أقدامنا جميعاً نحن أعضاء جسده فآدم قد أعطى الشيطان رئاسة هذا العالم الذى خلقه له الله و وكله عليه و المسيح أعاد آدم مرة أخرى لرتبته الأولى و دان الشيطان و داسه بالصليب و بالتالى صار الشيطان مقيداً و مُداناً لا يضعف أمامه أو يخر أمامه إلا الذى يسلمه نفسه بإرادته كما فعل آدم قديماً، فكل من يؤمن بالمسيح إيماناً حقيقياً حياً مثمراً بثمر الروح فى المحبة يحيا الأبدية حتى و إن ضعف أحياناً أمام الخطية و لكن تاب و رجع نادماً لأحضان الرب واثقاً بحبه و غفرانه و كل من لا يؤمن و يتبع الشيطان يختار لنفسه الدينونة.
و من هنا نفهم لماذا يكون التجديف على الروح القدس أى رفضه و رفض عمله يؤدى للهلاك، فرفض عمل الروح القدس هو رفض لقبول الإيمان بالمسيح و الحياة معه و بالتالى الحياة فى خطية العالم العظمى و رفض لحقيقة حياتنا الجديدة فى السماء الموهوبة لنا بالمسيح و قبول للحياة فى دينونة إبليس.
و لذلك فلنفتح قلوبنا لعمل الروح القدس فينا و سماع تبكيته الرقيق لنا و لنطلب حلوله و عمله فى كل صلاة و كل قداس لكى ما يكشف لنا محبة المسيح الفائقة المعرفة لنا لكى ما تتبعه بكل قلوبنا و نهابه و نطلب وجهه واثقين برحمته لنا.


رد مع اقتباس
قديم 29 - 08 - 2014, 08:44 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: "و لكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد" (مر3: 29).

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أما القديسون فليس فقط لا يحتفلون بأعياد ميلادهم وإنما هم مملوؤن من الروح القدس
"تقديس الروح" يعني عمل الروح القدس
اعطى يسوع رسله سلطة مغفرة الخطايا بقوة الروح القدس
هل الروح القدس "مذكر" أم "مؤنث" أم محايد؟
"قلب المحب هو عرش سكنه الروح القدس "(القديس البابا كيرلس) "


الساعة الآن 09:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024