الدعوة إلى القداسة هي لكل المسيحيين
وفي ذلك يقول المجمع بإسهاب ( 1 ) :
"ولئن كان الجميع في الكنيسة لا يسلكون السبيل عينها فإن الجميع، مع ذلك مدعوون إلى القداسة، وقد نالوا إيماناً يجعلهم متساوين في برّ الله (2بطرس 1/1) ? وإن يكن البعض منهم قد أقيموا بإرادة المسيح، معلمين وخداماً للأسرار، ورعاةً لأجل خير الآخرين، فإن الجميع، مع ذلك متساوون حقاً في الكرامة وفي النشاط المشترك بين جميع المؤمنين في بنيان جسد المسيح ? وهكذا، ففي التنوع بالذات، يؤدّون كلهم الشهادة للوحدة العجيبة السائدة في جسد المسيح? لكي يتمِّم الجميع الوصية الجديدة، وصية المحبة ? وقد قال القديس أغوسطينوس في هذا الموضوع قولاً جميلاً جداً: "لَئِن هالني ما أنا لكم، فما أنا معكم يطمئنني: فَلَكُم، أنا أسقف، ومعكم أنا مسيحي، ذاك اسم للمهمة? وهذا اسم للنعمة? فذاك للتهلكة وهذا للخلاص" ( 2 ) .
أمّا الفكرة الواردة عن القداسة في الدستور المجمعي عن الكنيسة، فهي أنّ المسيحي لا يتقدس بالرغم من قيامه بواجباته اليومية الإلزامية? بل إنه يتقدس من خلال هذه الواجبات عينها?
وإذا كان مثال القداسة هو الاقتداء بالمسيح والتشبّه به، فإن عمل المسيحي اليومي، وبالتالي عمل الناس جميعهم، يجعلهم شبيهين بالمسيح الذي قال: " أبي يعمل وأنا أعمل أيضاً"? ولا ننسَ أن الرب يسوع في حياته على الأرض عمل بيديه أيضاً وأظهر بذلك أن الواجب اليومي، مهما كان نوعه هو مقدَّس ومقدِّس?