منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 08 - 2014, 03:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,989

بولس وتطوّر العقيدة المسيحيَّة

بولس وتطوّر العقيدة المسيحيَّة


أمّا عن دَور بولس الأهمّ فنقول: إنّه أسهم، كسائر الرسل، في تطوّر العقيدة المسيحيَّة التي أسّسها المسيح. لا شكّ في أنّ هناك تطوّراً في العقيدة بما فيها من شكل ومضمون. فحين بشّر المسيح دامت بشارته ثلاث سنوات وانحصرت في بيئة محدّدة. وبموته وقيـامته ترك للرسـل إنجيل تعليمه وطابع شخصيّته وضمـان روحـه القدّوس.
وكان على الرسل أن يجابهوا عالَماً جديداً وبيئات مختلفة ومذاهب معادية وفلسفات متعدّدة بعد أن انتشرت دعوتهم وكثُر عدد المسيحيّين. فكان هذا الاحتكـاك بالديانة اليهوديَّة التقليديَّة والديانات الوثنيَّة والخرافات الشعبيَّة والفلسفات اليونانيَّة والحكم الرومانيّ دعوة ملحّة إلى مزيد من التوضيح لتعـاليم المسيح وشخصيّته: الإيمان الشريعة المعموديَّة الفداء الآخرة...
ولعلّ بولس الرسول أفضل مَن أسهم مِن بين الرسل في هذا التطوّر. والسبب يعود إلى رحلاته التبشيريَّة الواسعة الأرجاء التي فتحت أمامه آفاقاً جديدة، وطرحت أمامه مشكلات لم تكن في الحسبان.
إليكم بعض خصائص هذا التطوّر اللاهوتيّ عند بولس:
1- تطوّر العقيدة عنده ليس ترجمة لما يشعر به أو يخطر بباله، وليس تحليلاً علميّاً أو شخصيّاً لمسلّمات أو مبادئ، بل هو من وحي إلهيّ بحسب متطلّبات وأحداث خارجيَّة. فالرسائل كلّها توجيه إلى الحقّ، وحثّ على الخير، وتحذير من الضلال. ولذلك نقول مع الأب "برات -Prat ": "تطوّر العقيدة عند بولس يوازي ويتماشى مع تاريخ تطوّر الكنيسة الناشئة".
2- علماً بأنّ بشارة بولس لم تُكتب بكاملها في رسائله أو في أعمال الرسل، بل هناك تعليم شفويّ بشّر به في عظاته لم يُدوَّن بكامله. وهو يفترض في قارئيه أنّهم مطّلعون على بشارته الشفويَّة. فهناك تطوّر واضح بين بشارته الشفويَّة وتعليمه المكتوب.
3- وتجدر بنا الإشارة إلى أنّ التطوّر وارد في أفكار بولس ليس بالنسبة إلى تعليم المسيح وسائر الرسل وحسب، بل حتَّى في تعليمه أيضاً. فالعقيدة تظهر عنده تدريجيّاً وَفقاً لاحتياجات الكنائس. ولا عجبَ في أن نجده أكثر وضوحاً وتنسيقاً في الرسائل التي كتبها في آخر أيّام حياته. ومثالنا على تطوّر العقيدة عنده، الكنيسة: جسد واحد (جماعة واحدة)، جسد سرّيّ رأسه المسيح (جماعة روحيَّة)، جسد متدرّج الأعضاء (جماعة منظَّمة). وكذلك أيضاً تطوّر فكرة الدينونة الأخيرة: عودة المسيح قريبة (الرسالة الأولى إلى تسالونيقي) وتأخّر الموعد (الرسالة إلى روما)، التبرير الآن والخلاص بعد الموت. ويبدو التطوّر واضحاً في لاهوت المعموديَّة. فالمعموديَّة مرتبطة بالصليب (1قور 1/13-17) وهي دفن مع المسيح للقيامة معه إلى حياة جديدة (روم 6/3-5)، وهي ختان روحيّ، علامة التطهير والانتماء إلى الجماعة (قول 2/11).
وهذا لا يعني أنّه مع بولس تمّ تطوّر العقيدة، فالعقيدة في تطوّر أبداً بحسب تطوّر احتياجات المسيحيّين الدينيَّة. وخير دليل على ذلك أنّ رسائل بولس نفسها كانت تحتاج عبر تاريخ الكنيسة إلى مزيد من التوضيح والتفسير والشرح والتنسيق. فليس هناك إنجيل بولسيّ أو عقيدة بولسيَّة بقدر ما هو لاهوت بولسيّ أو روحانيَّة بولسيَّة.
أضف إلى ذلك أنّ بولس الرسول أصبح قدوة لجميع اللاهوتيّين اللاحقين من حيث التأصّل والإبداع. فكما أنّه كان متأصّلاً في تعاليم المسيح كان أيضاً خلاّقاً في شرح هذه التعاليم وتطبيقها وفق احتياجات أهل عصره.
أليست هذه رسـالة كنيسة اليوم: أن تكون أمينة للإنجيل من جهة، وأن تعطي، من جهة أخـرى، أجوبة عمليَّة وفق تسـاؤلات عالَمنا المعـاصر؟ (مثال على ذلك مسـألة الاستنساخ وأطفـال الأنابيب وصنع الأجنّة في المخابر...).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
في العَنْصَرة المسيحيَّة مع العنصرة اليهودية
تقليد الجماعة المسيحيَّة الأولى
بولس معلِّم العقيدة
ما هو مضمون الدَيْنونَة في المسيحيَّة؟
مقدمات فى العقيدة (1) أهمية العقيدة فى حياتنا


الساعة الآن 04:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024