رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل لا نخضع اذا ً له ؟ وصل الشعب الى برية سيناء ونزلوا امام الجبل وسط الصحراء الكبيرة المتسعة ، وقف الشعب امام الجبل ، رأوا رعودا ً وبروقا ً وسمعوا صوت البوق وكان الجبل يدخن ، كان الله قد حل بالجبل ليعطي شريعته للشعب ، وقف الشعب بعيدا ً وصعد موسى في الضباب ، واعطى الله شريعته للشعب ليتبعوها ويطيعوها بدقة والا ففي العصيان هلاك . وجاء المسيح وعاش بين الناس يعلّم ويتكلم ويرسم امامهم الطريق الى الايمان ، ونحن نؤمن بالمسيح ، نؤمن باقواله ، نؤمن بخلاصه ، نؤمن به كابن الله . واحيانا ً نتسائل : ايماننا هذا هل حررنا من الناموس ؟ هل لا نخضع اذا ً له ؟ ويجيبنا بولس الرسول بوضوح " أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ." ( رومية 3 : 31 ) . لم يأتي المسيح لينقض الناموس ، ليهدمه وينسخه ، لم يأتي ليبطله ، جاء يثبته . قال : " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. " ( متى 5 : 17، 18 ) . جئت لاكمّل . حين تؤمن بالمسيح ، حين تنضم لعائلة المسيح بالايمان تنفصم علاقتك القديمة ، تتغير ، تُصبح لك مع الله علاقة جديدة ، لست بعد عبدا ً بل إبنا ً لله ، ولا يعني هذا انك لا تخضع لناموس ولا تحتاج ان تطيع شرائع ووصايا . ابن الملك يخضع لقانون الملك ، الواجب الاول للابن ان يطيع اباه الملك ، يطيع كابن ٍ لا كعبد . الطاعة ُ ليست عبودية ، الطاعة ُ محبة ٌ وحياة بنوة ، واذا ما عصيت لن تنال عقاب العبد العاصي بل تحيا في عار عصيان الآب ، الله الآب يريدنا ابناء كاملين " فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ." ( متى 5 : 48 ) . المسيحية لا تضع شريعة وقوانين وحدودا ً وترسم خطوطا ً لعلاقة العبد بسيده . المسيحية تنادي بطريق يقود الانسان الى الطاعة والكمال طريق المسيح يسوع . المسيح لم يضع وصية ً تفرض علينا محبة القريب وان لم نفعل فعلينا تحمل العقاب ، المسيح قال : " وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ " (يوحنا 13: 34 ، 35 ) . " إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ " ( يوحنا 14 : 15 ) . اتباع وصاياه وحفظها بدافع محبتنا له . نحن لا نطيع خوفا ً من عقاب ولا سعيا ً الى ثواب ، نحن نطيع حبا ً له ، وما اروع الطاعة المبنية على المحبة ، محبة الابن للاب ، طاعة َ حب ٍ وحب طاعة . انت لست عبدا ً ، انت ابن ٌ عزيز ، هو ابوك ، طاعته لذتك . انت ابنه ، اتباعه بهجتك |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن نخضع لتأديب الرب لنا |
ويضع يدَهُ على رأس المُحرقة |
هو يقترب منك ويضع يده على قلبك |
من أجلي اتضع وخضع!... |
...الى أن نخضع له فننكسر أمامه |