منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 08 - 2014, 03:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

الإيمان حقيقةٌ من نوع "السر" MYSTERE


الإيمان حقيقةٌ من نوع "السر" mystere

إن القاعدة الأساسية للدخول في فهم "الإيمان" أو في "علم اللاهوت" هي القبول بمبدأ "السر"..! ومثالنا على ذلك الهتاف الليتورجي عن الافخارستيا: "هذا هو سر الإيمان". الإيمان هو دائماً "سر". والسر هو عموماً "الأمر المخفي أو المحجوب". الأمر الذي لا يستطيع العقل إدراك حقيقته كاملاً، فالحقيقة ليست فقط فيما يظهر ويُعقل.
وهذا لا يعني أنه ضد العقل، بل يفوق العقل. الحقيقة العميقة صعبة التعبير، كاختبارات الحب والإيمان والجمال والصبر والإبداع...

فغالباً ما يكون الأعمق فيها هو ما قد حُجب. الأمر الذي يدعو إلى الرمز والعلامة، إلى التساؤل والتأمل، إلى الحيرة والدهش.. وكثيراً ما يدعو إلى الصمت والترقب.

فمهما حقق الإنسان من إنجازات هامة، وقد حقق الكثير، على كافة الأصعدة العلمية، التجريبية كالطب والكهرباء والميكانيك والعمارة..، والتجريدية كالرياضيات والفلسفة والمنطق واللغة..،
لا يستطيع إلا أن يقف متواضعاً، متأملاً، أمام كيانه "السر". لا بل عليه أن يفتخر:

عقل وقلب وجسد.. هذا هو الإنسان ذلك المجهول! ينتسب إلى المطلق، ويصطدم بالمحدود. ينكسر أمام الألم والموت، وينشد الخلود. يفكّر، ويحب. يبحث ويتذوَّق. يمكنن المادة الجامدة، ولا يتخلى عن ابتسامة طفل.

يغزو الفضاء، ويستلهم وردة الحبيب! والروح فيه تجعله يعيش الزمن الحاضر، ويطلُّ على الزمن الأبد، مما يزيد فيه السر.

والكائنات! أليست هي الأخرى "سر"؟ في وجودها.. في حركتها ونموها.. في هدفها..

يقول باسكال: "إن وراء كل شيء سر". والله!.. من هو الله؟ وإن كانت بصماته واضحة في الخليقة بأسرها، وبأشكال متعددة ومعقدة أحياناً، يبقى الله "سراً" لا يدرك ولا يُعقل، "كائنٌ هُوَ هُوَ".
قد يبدو للوهلة الأولى أن ثمة تناقضٌ في كلامنا، فمرة نقول أن العقل يدرك ماهية الإيمان، وأخرى أن الإيمان يتجاوز حدود العقل!!.. ولكن سرعان ما نستنتج من ذلك،

أننا نستطيع عقلياً، ككل العلوم، أن نبحث وندرس مسألة الإيمان، ولكن في حدود منهجيتها الخاصة، منهجية "السر".

أي أنه علينا القبول سلفاً أن هناك ما يتجاوز العقل وإن لم يكن ضده، إذ لا يمكن أن يكون في مسألة الإيمان ما يناقض العقل وإلا ما أصبح إيماناً بل فرضاً. ما خلق الإنسان ليؤسر،

بل ليكون الإيمان له بمثابة فعل تحرير. وككل العلوم، علينا في دراسة الإيمان، بتواضع وفخر، أن نغوص مستغرقين في أفعال البحث والتأمل والاختبار، دون أن نلغي حدود العقل.

يقال أن القديس أُغسطينوس بينما يفكّر بحقيقة سر الثالوث الأقدس، وقد أراد القبض عليها كاملةً، رأى طفلاً ينقل في كفّه الصغير مياه البحر إلى حفرة صغيرة، فاستهجن ذلك.
والطفل بدوره، استهجن رغبة اُغسطينوس القبض على حقيقة الله كاملة. وما يفيد في هذه المقاربة هو أنَّ الحفرة تستوعب مياه البحر بقدر اتساعها، لن تستوعب البحر كاملاً. ولكن كلَّما اتسعت استوعبت مياهه أكثر. كذلك محاولة الفهم في الإيمان تتسع يوماً بعد يوم، دون أن تصل إلى نهاية
كحقيقة العلوم والمعارف، فالحقيقة لا تحدّ، وكما تقول القديسة تيريزيا الأفيليّة، "إنَّ الله لا يحدّ".

فالعلم الحقيقي لا يلغي من العقل التأمل والتساؤل، بل يمنح الإنسان، كما يقول اللاهوتي المعاصر بلتسار، أن "ينتقل من نطاق حياته الضيق المستكين إلى رحاب إمكانية دخول حياة الله، أشبه بمن تنفتح أمامه مساحات شاسعة لا يحدها النظر بل تقطع على المرء أنفاسه.

وإنها لمساحات على أكمل ما تكون الحرية، وهذه المسافات نفسها هي حريات تجذب حبنا وتستقبله وتستجيب له. أما في هذه الدنيا فمن يستطيع أن يدخل أعماق حرية أخرى؟

إنه لأمر مستحيل! وهكذا تتكدس، بشركة القديسين في الله، وإلى أبعد ما يمكن إحصاؤه، مغامرات الحب الخلاّق المبدع، فتصبح الحياة أعجوبة مطلقة، ولن يُعطى أيُّ شيء يقضي على إمكانية القبول، وعملية العطاء تنتشر لا تحدّها حدود".
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
"المرأة" كلمة السر للعبور إلى القصر الجمهوري.. و"عرش مصر" لمن يملك صوتها
قيادى بـ"النور": لم نخذل الإخوان.. ونحن أكثر من نصحناهم فى "السر" و"العلانية "
نفي "المعزول" كلمة السر فى الخطة السحرية لحل أزمة "رابعة العدوية والنهضة"
هـام من إسراء عبد الفتاح وشاهد ما هى كلمة "السر" فى نجاح مليونية "الشرعية والشريعة"
الدعوة السلفية: منتجو الفيلم المسىء للرسول "سفهاء" تحركهم "قوى الشر"..


الساعة الآن 07:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024