رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
القديس الأنبا هوسيوس الأسقف | أسقف قرطبة (أو أوسيوس) هو أسقف مدينة قرطبة بأسبانيا الذي اتخذه الإمبراطور قسطنطين مستشارًا خاصًا له، وكان مشهورًا بتقواه كما أنه كان ضمن المعترفين، فقد أذيق العذاب المرير أيام الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور مكسيميانوس. موقفه من الأريوسيي في الوقت الذي اشتد فيه الصراع والجدل في الكنيسة بسبب بدعة أريوس اتخذه الإمبراطور رسولًا إلى الإسكندرية وحمّله خطابًا إلى البابا ألكسندروس، وكان هوسيوس قد بلغ من العمر إذ ذاك ما يزيد على سبعين عامًا. وبينما كان الرسول في طريقه إلى الإسكندرية عقد البابا السكندري مجمعًا مؤلفًا من جميع أساقفة الكرازة المرقسية الذين لم يترددوا في تأييد الحكم الصادر ضد آريوس وبدعته. وحالما وصل هوسيوس إلى الإسكندرية تقابل مع البابا ألكسندروس وتحادث معه طويلًا، وقد ظن في بادئ الأمر أنه يستطيع التوفيق بين طرفي الصراع ولكنه فشل في محاولاته جميعها لأن الأريوسيين استمروا في إحداث الشغب وفي عدم الإصغاء لنصائحه. وعندما اتفق مع البابا ألكسندروس على عقد مجمع من أساقفة الكرازة المرقسية والتأم المجمع وتداول هوسيوس مع الأساقفة بادر إلى المصادقة على حكم الحرم الموقع على آريوس خصوصًا بعد أن ثبتت له صحة ما يراه البابا السكندري ومجمع أساقفته من ضلال آريوس. فاتفق مع البابا على وجوب عقد مجمع مسكوني يشترك فيه أساقفة العالم المسيحي بأسره ليضعوا دستورًا لإيمان الكنيسة الجامعة، وبناء على هذا الاتفاق عاد هوسيوس إلى نيقوميديا وأبلغ الإمبراطور قسطنطين بجميع ما كان، فأصدر قرارًا إمبراطوريًا يقضي بعقد أول مجمع مسكوني في مدينة نيقية. في مجمع نيقية: حين انعقد مجمع نيقية سنة 325 م وقع اختيار الأساقفة على هوسيوس الذي كان الأب الروحي للإمبراطور وأكبر الأساقفة سنًا ليرأس هذا المجمع، فجلس هوسيوس عن يمين الإمبراطور ورجال الدولة الذين حضروا المجمع للمحافظة على النظام. ومن ثَمَّ بدأ المجمع عمله فوقف أحد الأساقفة وألقى خطابًا رحب فيه بمقدم الإمبراطور وأثنى عليه لاهتمامه البالغ بعقد هذا المجمع لتحقيق السلام في الكنيسة. بعدها ألقى الإمبراطور كلمته ثم بدأ بعد ذلك الآباء في نقاشهم حول بدعة آريوس. تحديد إقامته: بعد انتهاء المجمع بمدة وكان الإمبراطور قسطنطين قد تنيّح. في حربهم العنيفة ضد القديس أثناسيوس وجه الأريوسيون هجومهم بضراوة ضد نصيره هوسيوس وكان قد تجاوز المائة عام إذ ذاك، ولم تشفع فيه شيخوخته ولا مكانته ولا قداسته، إذ لم تحمه من افتراءات الأريوسيين. أرسل الإمبراطور في طلبه، فلما مثل هوسيوس بين يديَّ الإمبراطور قسطنطيوس ذكره بموقف أبيه من مجمع نيقية، كما ذكره بالعهد الذي قطعه على نفسه حين سمح لأثناسيوس بالعودة إلى بلاده. ولكن الإمبراطور خان عهده وتناسى مجد أبيه وأمر بأن يبقى هوسيوس في سيرميوم، وهي إحدى المدن الإيطالية القديمة، حيث نكّل به الجند تنكيلًا لمدة سنة كاملة، بعدها قبل الأريوسيين في شركته، ولكنه رفض رفضًا باتًا أن يوقع الحرم على أثناسيوس، وكذلك وقع على قانون الإيمان الذي وضعه الأريوسيون في سيرميوم. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). وعند ذاك سمح له الإمبراطور بالعودة إلى مقر رياسته، وحين كتب وصيته وصف فيها الأهوال التي لاقاها على أيدي الأريوسيين وجدّد حرمه ضدهم. لما سمع أثناسيوس بما كان من توقيع حبريّ رومية وقرطبة على الصك الأريوسي تلمس لهما العذر، وألقى اللوم على وحشية الأريوسيين وهمجيتهم. وقد أحدث ما أصاب هذين الحبرين الكبيرين من ضعفٍ أثرًا في نفوس الكثيرين من الأساقفة، فسقطوا بدورهم في البدعة الأريوسية حتى كادت تعم الكنيسة في مشارق الأرض ومغاربها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|