رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس وحكام المدينة
استخدام لوقا لأسماء وعناوين في روايته أثبتت دقته ومدى اُلفته مع الأحوال المحلية. في تسالونيكي، دخل بولس في معارك مع حكام المدينة (أع17: 6، 8)، لقد وُجد 17 نقش مسجل عليها أسماء يونانية في هذه المدينة وحدها(1). اختيار رجال يخدمون في مجلس شورى مكون من اثنين إلى خمسة أفراد، فهو شيء معروف، ويُسمى مجمع في فيلبى وتسالونيكي وبيرية ومدن أخرى كثيرة في بلاد اليونان القديمة. في تسالونيكي، بولس وسيلا تعرضوا لخصومة من اليهود (أع17: 5)، بعد أن استمال البعض من اليونانيين المتعددين وجمهور من النساء المتقدمات (أع17: 4). بعض من أتباع بولس تم جرهم إلى حكام المدينة من بعض الأشرار السوقة الذين "سجًسوا المدينة" (أع17: 6). هذا الحدث مماثل لما صدر بعد ذلك من حاكم أورشليم، ترتلس، ضد بولس في قيصرية (أع24: 5). في هذه الحادثة قال: "هذا الرجل مفسداً ومهيج فتنة بين جميع اليهود الذين في المسكونة". الخبير القانوني الروماني(2) سجل حديث مماثل في خطاب شهير للإمبراطور كلوديوس (41- 54م)، أُرسِل إلى الإسكندرية معارضاً فيه لبعض اليهود الذين: "هيجوا وأزعجوا الناس في المسكونة كلها". الاصطلاحات المعاصرة واضحة، بينما السلطات الرومانية تهتم قليلاً بهذه الاصطلاحات. الصراع الديني بين اليهود في شكواهم ضد بولس تُرجم ثم تم تفسيره على أنه صراع سياسي. وفي سبيل ذلك استخدموا اللغة التي كان يستخدمها الإمبراطور نفسه. واحدة من أغنى الروايات التي ذكرت في سفر الأعمال تمت في فيلبى. وهذه هي أول مدينة أوربية سمعت عن الإنجيل. بولس وأتباعه وصلوا إلى فيلبى بعد رؤية ظهرت لهم: "اُعبر إلى مكدونية وأعنا" (أع16: 10). هذا الحدث فريد لأنه أحد المقاطع التي تم سرد أحداثها بصيغة الجمع "نحن" (أع16: 10-19)، ونستطيع أن نستنتج منه أن المؤلف كان حاضراً هذه الأحداث المذكورة. لوقا شرح كيف أن بولس عمًد ليديا وأهل بيتها، وعندما أثار غضب الناس الموالين للعرافة وجروه مع سيلا إلى السوق والحكام (أع16: 13-19)، وعندئذ ضُرب بولس وسيلا وأُلقي بهما في السجن (أع16: 20- 24). فيلبى تُدعى مستعمرة رومانية (أع16: 12)، وهذا مشهود له في أغلب الكتابات المنقوشة باللاتينية. وأخذت فيلبى هذه المكانة لأنها كانت بالقرب من الحرب التي دارت بين اوكتافيوس وبروتس سنة 42 ق. م.(3). علاوة على ذلك، أنها كانت مقر القيادة لمقاطعة مكدونية (أع16: 12). وهذا واضح بالرجوع إلى تقسيم مكدونية إلى أربعة مقاطعات بواسطة الرومان، وهذا الوصف تم التصديق عليه من خلال النقوش(4). سجًل أن تحديد لوقا لفيلبى لا يمكن أن يُفهم خارجاً عن المقاطعة، بل افترض أنه شاهد عيان للأحداث. التفاصيل الشخصية لقصة فيلبى أظهرت اهتماماً جيداً بفترات من التاريخ. بولس وسيلا تحدثوا في اجتماع للسيدات خارج بوابة المدينة عند مجرى النهر حيث تقابلوا مع ليديا "التي من ثياتيرا، بائعة الأرجوان" (أع16: 14). اسم ليديا كان يطلق على سيدات من طبقة العوام وعلى سيدات من الطبقات الراقية. ثياتيرا معروفة بأنها مركز قديم للصباغة، وقد شهد بذلك سبعة نقوش على الأقل في تلك المدينة، واستمرت على هذا الحال إلى القرن الحاضر. وقد عُرف أيضاً أنه توجد علاقات تجارية بين ثياتيرا، وأحد الكنائس السبعة في آسيا (رؤ2: 18، 19)، ومكدونية أيضًا(5). النساء في مكدونية كانت تتمتع بمكانة عالية، وبولس تقابل معهن عدة مرات، وقد حُسبوا من ضمن الأناس الذين اهتدوا إلى الإيمان في فيلبى (أع16: 13-15)وأيضاً في تسالونيكى (أع17: 4)، وفي بيرية (أع17: 12). النساء في تسالونيكي كان يشار غليهم بأنهم نساء يونانيات شريفات. وما سجله لوقا متفق مع ما نعرفه تاريخياً. النساء كن يتمتعن بنفس الاحترام الذي يتمتع به الرجال، فقد لعبوا دوراً كبيراً في مجال الأعمال، يستقبلون الرسل ويحصلون لهم على امتيازات من أزواجهم، وكانوا يبنون المعابد، وينشئوا مدناً(6). ويوجد في فيلبى أطلال لكنيسة يرجع تاريخها للقرن السادس، ومعروفة بالبازيليكا B، وهذا البناء طوله 300 قدم وعرضه 150 قدم. الأسوار اليونانية الرومانية: أهم وصف يشتمل على مسرح يوناني في الشمال، والميدان على الجانب الجنوبي لطريق أغناطية، وبازيليكا متعددة يرجع تاريخها بين القرن الرابع والسابع الميلادي. جزء فقط من المدينة هو الذي تم اكتشافه. منصة فيلبى: المنصة أو كرسي القضاء كما يطلق عليه اليوم، يشبه المنصة التي وقف عليها بولس وسيلا أمام رئيس القضاة (أع16: 20)، بعد أن جرهم جمهور الرعاع الأشرار. المنصة كانت مكان عام في المدن الرومانية في القرن الأول الميلادي، وبولس اُحضر ليقف أمام غاليو في المنصة التي في كورنثوس (أع18: 12- 18). _____ الحواشي والمراجع :(1) Free 1992:274 (2) Sherwin White 1963:51 (3) Hemer 1990:113 (4) Sherwin White 1913:510 (5) Hemer 1990: 114,115,231 (6) Tarn and Griffth 1952:98 |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|