منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 07 - 2014, 08:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,176

مزمور 151 - تفسير سفر المزامير
لداود للانتصار على جليات



وُجد هذا المزمور في الترجمة السبعينية، وفي النسخة الإسكندارنية. أشار إليه القديسان أثناسيوس الرسولي ويوحنا الذهبي الفم وأيضا أبوليناريوس وغيرهم، لكنه لا يوجد في النسخة العبرية، ولا في ترجمة الفولجاتا.
مزمور 151 - تفسير سفر المزامير -لداود للانتصار على جليات
[FONT=""]المزمور 151 وتسابيح سبت النور[/FONT]

يحتل هذا المزمور مركز الصدارة في تسابيح قيامة رب المجد يسوع. فما أن تحتفل الكنيسة بدفن رب المجد يسوع في الجمعة العظيمة، حتى نتغنى به، إذ ترتفع أنظارنا إلى نفس السيد المسيح وقد انطلقت إلى الجحيم، لتكرز للذين ماتوا على الرجاء. دخلت نفسه التي لم يفارقها لاهوته، وحملت نفوس جميع المؤمنين الذين سباهم الموت ليطلقها إلى الفردوس، محطمًا متاريس الهاوية.
يفتح الكاهن ستر الهيكل في بدء الاحتفال بسبت الفرح، ويحمل الإنجيل ملفوفًا بكتانٍ أبيض، يحمله أمام جبهته، وقد ارتدى ثياب المجد (البرنس) ليقدم هذا المزمور بلحنٍ فريدٍ رائعٍ ومبهجٍ للغاية. كأن الكنيسة اختارت هذا المزمور لتبدأ به الاحتفال بعيد القيامة التي اختبرها الذين كانوا في الجحيم قبل أن يختبره التلاميذ والمريمات في صباح الأحد. يقف الكاهن ليعلن بروح البهجة عن قيامة السيد المسيح وعملها في حياة المؤمنين الذين رقدوا. هذا ما نلمسه في تفسيرنا لهذا المزمور.
ما أكثر المزامير والتسابيح التي تنبأت عن القيامة السيد المسيح بكل وضوح وصراحة وبروح الفرح والبهجة، فلماذا اختارت الكنيسة هذا المزمور لتفتتح به الاحتفال الكنسي التعبدي المبهج لسبت الفرح؟
1. حمل كل أب من الآباء البطاركة الأولين (إبراهيم وإسحق ويعقوب) والأنبياء صورة لجانبٍ من جوانب شخص السيد المسيح أو عمله الخلاصي. أما داود النبي فامتاز بأن نُسب إليه السيد المسيح أو المسيا، بدعوته "ابن داود". وقد جاء هذا المزمور يكشف عن علة دعوة المسيح القائم من الأموات بابن داود.
2. بدأ المزمور بالحديث عن داود أصغر إخوته، حتى عندما جاء صموئيل النبي كطلب الرب أن يختار أحد أبناء يسى ليمسحه ملكًا. قدم يسى كل أبنائه دون الصبي داود الذي كان يرعى غنم أبيه. ولعل في هذا استخفافًا به لأنه أصغرهم. وجاء السيد المسيح ليحتل آخر صفوف البشرية، ليحسب نفسه الأخير بروح التواضع، يفتح ذراعية بالخلاص للجميع.
3. يعلن داود النبي عن اعتزازه بالتسبيح بروح الفرح. فقد دُعي "مرنم إسرائيل الحلو" (2 صم 23: 1). وجاء مسيحنا ليردنا إلى الحياة الفردوسية المتهللة، حتى يحق لنا الانضمام إلى خورس السمائيين، نشاركهم تسابيحهم وفرحهم السماوي.
4. اختياره ليكون مسيح الرب. قيل عن السيد المسيح أنه ممسوح بزيت البهجة، فقد كرّس حياته لتقديم الخلاص عن العالم كله. مُسح داود ملكًا على إسرائيل، أما السيد المسيح فيملك على قلوب البشرية، ويقيم منهم ملوكًا وكهنة لله أبيه.
5. يرى داود النبي في إخوته أنهم حسان أو مملوءين جمالًا، لكن ما يُسر به الله هو الجمال الداخلي، الذي لم يستطيعوا أن يتمتعوا به، إنما تمتع به داود الذي يشهد له الرب نفسه أنه وجد ابن يسى رجلًا حسب قلبه (أع 13: 22؛ 1 صم 15: 22). أما السيد المسيح فهو الجمال عينه الذي يسكبه على المؤمنين، فيقيم منهم العروس السماوية المقدسة التي بلا لوم ولا عيب ولا دنس ولا غضن.
6. قائد معركة فريدة: هذا الصبي راعي الغنم الممسوح ملكًا خفية، يقف بدون الأسلحة المتعارف عليها سواء كان سيفًا أو رمحًا أو خوذة، إنما يدخل المعركة بمقلاع مع خمسة حجارة صغيرة ملساء أمام الفلسطيني العملاق بأسلحته، وإذ باسم الرب يقذفه بحجرٍ صغيرٍ، فيلقيه أرضًا ويقتله بسيفه. إنها صورة لعمل الصليب حيث يضرب السيد المسيح إبليس في جبهته، وبالصليب الذي أراد إبليس أن يتخلص من السيد المسيح تحطم إبليس، وفقد سلطانه ومملكته على أولاد الله! معركة فريدة انتهت بتحطيم إبليس، وتحرير أولاد الله من أسره، وتقديم مجد القيامة لهم. هكذا نزع السيد المسيح بقيامته العار عن البشرية، ووهبها حق الشركة في الأمجاد الأبدية.
مزمور 151 - تفسير سفر المزامير -لداود للانتصار على جليات
[FONT=""]العنوان[/FONT]

جاء في الترجمة السبعينية: "هذا مزمور كتبه داود بيده، مع أنه خارج العدد. عندما حارب في معركة واحدة مع جليات."
ماذا يعني "خارج العدد"؟ قبل اليهود في كتاب المزامير 150 مزمورًا، وحُسب هذا المزمور خارج كتاب المزامير، لا يدخل في تعداد المزامير.
من الجانب الروحي وأيضًا المسياني، فإن السيد المسيح الذي جاء إلى العالم، وحلّ بين البشرية كواحدٍ منهم، صار مرفوضًا. وكأنه حُسب خارج العدد. "إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله" (يو 1: 11). حسبه البشر أنه غير أهلٍ ليكون بينهم، فصلبوه خارج المحلة. وكما يقول الرسول بولس: "فلنخرج إذًا إليه خارج المحلة، حاملين عاره" (عب 13: 13). لقد صلب السيد المسيح ونحن بعد أعداء ليصالحنا مع أبيه (رو 5: 10)، ويدخل بنا إلى حضنه، أما البشر فرفضوه!
حينما يحمل المؤمن سمات مسيحه أو يصير أيقونة له، يتوقع أن يُحسب معه خارج العدد.

1. الراعي الصغير
1
2. مرنم إسرائيل الحلو
2.
3. مسحه بزيت البهجة
3-5.
4. معركة مقدسة
6-8.
من وحي مزمور 151
مزمور 151 - تفسير سفر المزامير -لداود للانتصار على جليات
[FONT=""]1. الراعي الصغير[/FONT]

"أنا صغيرًا كنت في إخوتي،
وحدثًا في بيت أبي.
كنت راعيًا غنم أبي" [1].
كثيرًا ما يردد داود المرتل أنه يذكر أعمال الله معه في القدم. إنه لن ينسى أنه إذ كان أصغر إخوته، أوكلت إليه رعاية غنمات أبيه، كان الله يعده لرعاية أعظم، قطيع الله العاقل.
تذكره لصبوته حفظه ليسلك دائمًا بروح التواضع، مدركًا أن لا فضل له فيما بلغه من مراكز أو نجاح. كما قدم له نوعًا من الثقة والاتكال على الله الذي اختاره دون إخوته الحسان ليكون نبيًا وملكًا على شعب الله!

مزمور 151 - تفسير سفر المزامير -لداود للانتصار على جليات
تواضعه مع ثقته في عمل الله كانا السند له في حياته، ومصدر فرح وترنم وتسبيح حتى في أشد لحظات الضيق.
يرى القديس أغسطينوس[1] في اختيار داود الأصغر دون إخوته الأكبر منه عملًا رمزيًا لاختيار الأمم كأعضاء في كنيسة العهد الجديد، فيملكون في الرب دون اليهود الذين سبقوهم في المعرفة، لكنهم رفضوا الإيمان. وكأن الأمم هم داود الأصغر الذي تقبَّل نعمة الملوكية من قبل الله دون إخوته الأكبر منه، وكما يقول السيد المسيح نفسه: "هكذا يكون الآخِرون أولين، والأولون آخِرين". (مت 20: 16) بنفس الطريقة فُضل هابيل عن أخيه الأكبر وإسحق عن إسماعيل ويعقوب عن عيسو المولود معه وهما توأمان. وأيضًا فارص عن زارح (تك 38: 29).
اختيار داود الأصغر بين إخوته ملكًا يرمز إلى رب المجد يسوع الذي احتل آخر الصفوف، فصار الصغير بين إخوته، أصغر من في بيت أبيه، لكي يبسط يده، فيحتضن الكل، ويدخل بهم إلى أحضان أبيه. صار عبدًا من أجلنا، لكي بالصليب يملك في قلوبنا. إنه آدم الثاني الذي ملك عوض آدم الأول (رو 5) ليكون رأسًا للبشرية، قادرًا أن يقيمها ويجددها.
تطلع المرتل إلى مسيحنا المخلص القائم من بين الأموات، فقال: "لأن الرب عالٍ، ويرى المتواضع، أما المتكبر فيعرفه من بعيد". (مز 138: 6) إنه قريب من المتواضع، وبعيد عن المتكبر. فإذ صار الأصغر، إنما ليضم المؤمنين الحقيقيين إلى العضوية في بيت أبيه، فيكون بالحق قريبًا من المتواضعين، لا من جهة المسافة المكانية، وإنما من جهة اتحادهم معه، بكونهم أعضاء في جسده، ليصيروا أهل بيت الله (أف 2: 19). بهذا أعلن رعايته لقطيع أبيه فيقول: "كنت راعيًا غنم (قطيع) أبي" [1].
يريد رب المجد أن يجد راحته في قلبك، فيسند فيه رأسه، إن صار متواضعًا كبيت لعازر.
يُعلّق القديس جيرومعلى ذهاب السيِّد إلى بيت عنيا قائلًا: [كان شديد الفقر بعيدًا كل البعد عن التملُّق، فلم يجد في المدينة الكبيرة (أورشليم) مأوى أو مسكنًا، إنّما سكن عند لعازر وأختيْه في بيت صغير جدًا في بيت عنيا.]
* صار حمل الله حملًا صغيرًا بريئًا، يُقاد للذبح لكي ينزع خطية العالم (إش ٥٣: ٧؛ يو ١: ٢٩). الذي يهب الكلام (الكلمة) للكل صار مقارنًا بحملٍ صامتٍ أمام جازيه (إش ٥٣: ٧)، لكي نتطهر نحن جميعًا بموته، الذي يُوزع كدواءٍ ضد تأثيرات العدو، وضد خطية الذين يشتاقون إلى قبول الحق. فإن موت المسيح أبطل القوات المقاومة للجنس البشري، وأباد بسلطانٍ لا يوصف الحياة في الخطية في حياة كل مؤمنٍ[2].
العلامة أوريجينوس

* يكشف ابن الله السرّ السماوي، معلنًا نعمته للأطفال وليس لحكماء هذا الدهر (مت 11: 25). يذكر الرسول بولس ذلك بالتفصيل: "لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يُعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يُخلِّص المؤمنين بجهالة الكرازة" (1 كو 1: 21).
من يعرف أن ينتفخ أو يعطي كلماته رنين الحكمة فهو حكيم (هذا الدهر)، أما الطفل فيقول: "يا رب لم يرتفع قلبي، ولم تستَعْلِ عيناي، ولم أنظر في العجائب والعظائم التي هي أعلى مني" (مز 1:131)، هذا يظهر صغيرًا لا في السن، ولا في الفكر، وإنما بِتواضعه، خلال ابتعاده عن المديح، لذا يضيف: "لكن رفعتُ عينيَّ مثل الفطيم من اللبن من أُمِّه".
تأمَّل عظمة مثل هذا الإنسان في كلمات الرسول: "إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم في هذا الدهر، فلْيصر جاهلًا لكي يصير حكيمًا، لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله" (1 كو 3: 18-19)[3].
القديس أمبروسيوس
* قام نعمان وذهب واغتسل رمزًا للمعمودية، فصار جسمه كجسم صبي صغير. من هو هذا الصبي؟ إنه ذاك الذي يُولد في جرن التجديد[4].
العلامة أوريجينوس
* نحن السمك الصغير بحسب سمكتنا يسوع المسيح قد وُلدنا في المياه، ولا نكون في أمان بطريق ما غير بقائنا في المياه على الدوام.
العلامة ترتليان
هذا ويليق بنا في تواضعنا ألا نكف عن التمتع بالغذاء الروحي، لكي ننمو ونصير ناضجين بعمل نعمة الله. يقول القديس أمبروسيوس: [الإنسان الناضج (روحيًا) وحده يتخطَّى أركان هذا العالم.]
* طالما بقيت النفس صغيرة وغير كاملة النمو فهي تحت الوصايا والمعلمين. هؤلاء هم الملائكة الذين تَسمّوا بحراس الأطفال، ويُعاينون على الدوام وجه الله في السماء. هم إذًا محاكاة للذهب، يُعطي للنفس التي لم تتغذَ بعد بالغذاء القوي للكلمة.
العلامة أوريجينوس
مزمور 151 - تفسير سفر المزامير -لداود للانتصار على جليات
[FONT=""]2. مرنم إسرائيل الحلو [/FONT]

يداي صنعتا الأرغن،
وأصابعي الفت المزمار. الليلويا [2].
ما هذا العود (أو هذه القيثارة) التي تطرد الروح الشرير لتهب الإنسان راحة (1 صم 16: 23) إلا كلمة الله في العهدين الجديد والقديم، إذ تحوي أوتار الشريعة والنبوات والتسابيح والأناجيل والكتابات الرسولية الخ.، كأوتار متباينة لكنها تعمل معًا في انسجام لتهب المؤمن راحة وسلامًا.
يقول العلامة أوريجينوس: [الكتاب المقدس هو آلة الله الواحدة الكاملة والمنسجمة معًا، تعطي خلال الأصوات المتباينة صوت الخلاص الواحد للراغبين في التَّعلُم، هذه القيثارة التي تبطل عمل كل روح شرير وتقاومه، كما حدث مع داود الموسيقار في تهدئة الروح الشرير الذي كان يتعب شاول[5].]
مزمور 151 - تفسير سفر المزامير -لداود للانتصار على جليات
[FONT=""]3. مسحه بزيت البهجة[/FONT]

من هو الذي يخبر سيدي؟
هو الرب الذي يستجيب للذين يصرخون إليه [3].
هو أرسل ملاكه،
وأخذني من غنم أبي،
ومسحني بدهن مسحته [4].

مزمور 151 - تفسير سفر المزامير -لداود للانتصار على جليات
السيد المسيح الجالس على الكرسي إلى الأبد، والمسجود له من القوات الملائكية، يملك على الشعب بالحب. إنه البار وحده، الذي بلا خطية، قد مُسح منذ الأزل من قِبَلْ الآب لتحقيق الخلاص خلال تجسده وحياته بيننا وتقديم نفسه ذبيحة حب عنا. هنا تلتحم إرادته الإلهية مع تقواه الشخصية لتحقيق غايته فينا. وكما يقول الرسول: "أحْببْت الْبرّ، وأبْغضْت الإثْم، منْ أجْل ذلك مسحك الله إلهك بزيْت الابْتهاج أكْثر منْ شركائك". (عب 1: 9)
وأوصت الشريعة الموسويّة بمسح أشخاص (الملوك والكهنة)، وأماكن (الهيكل)، والآنية المكرّسة لخدمة بيت الرب الخ. غاية هذه المسحة أن الشخص أو الشيء يصير مكرّسًا لله وحده. كان هذا كلّه عبر الأجيال يشير إلى مجيء المسيح الذي مسحه الآب بزيت البهجة (مز 45: 7)، ليبشّر المساكين (إش 61: 1). فهو موضع سرور وبهجة الآب، لأنّه وهو الكلمة الإلهي والابن وحيد الجنس، يتجسّد ليصالح البشريَّة كلّها مع الآب، فيبعث الفرح السماوي على المساكين الذين حرموا من فيض بهجة الحياة السماويّة.
مُسح لكي نمسح نحن فيه، بكوننا أعضاء جسده، فنُحسب مسحاء.
* بحق دُعيتم للمسيح، وعنكم قال الله: "لا تمسوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي" (مز 15:105).
جُعلتم مسحاء بقبولكم نموذج[6] الروح القدس. وكل الأشياء عُملت فيكم امتثالًا (بالمسيح)، لأنكم صورة المسيح. هو اغتسل في نهر الأردن، ونشر معرفة ألوهيته في الماء. وصعد منها، وأضاء عليه الروح القدس في تمام وجوده وحلّ كذلك عليه. ولكم أنتم فشبه ذلك بعد أن صعدتم من الينابيع المقدسة صار لكم دهن شبه الذي مُسح به المسيح. وهذا هو الروح القدس الذي قال عنه المطوّب إشعياء في نبوته عن شخص الرب: "روح السيد الرب عليّ، لأن الرب مسحني". (إش 1:61)
لأنه لم يُمسح المسيح بأناسٍ بزيتٍ أو دهنٍ ماديٍ، لكن الآب عيّنه من قبل ليكون مخلصًا للعالم أجمع، كما قال بطرس: "يسوع الذي من الناصرة، كيف مسحه الله بالروح القدس". (أع 38:10)
صرخ داود النبي أيضًا قائلًا: "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البرّ، وأبغضت الإثم، من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك". (مز 6:45، 7)
وإذ صُلب المسيح ودفن وقام حقًا، أنتم في العماد حُسبتم جديرين أن تصلبوا وتدفنوا وتقوموا معه على مثاله: هكذا في الدهن أيضًا. وكما مسح بزيتٍ مثاليٍ، زيت الابتهاج، لأنه منشئ الفرح الروحي، هكذا أنتم مُسحتم بدهن، إذ أصبحتم شركاء للمسيح وأتباعه[7].
القديس كيرلس الأورشليمي

* من اعتمد يلزم أن يُمسح أيضًا، لكي يصير بواسطة المسحة ممسوحًا لله ويأخذ نعمة المسيح[8].
القديس كبريانوس

* إن اسم المسيح من المسحة، فكل مسيحي يقبل المسحة، إنّما ذلك ليس للدلالة على انّه صار شريكًا في الملكوت فقط، بل صار من المحاربين للشيطان.
القديس أغسطينوس

إخوتي حسان،
وهم أكبر مني،
والرب لم يُسر بهم [5].
عندما أراد صموئيل النبي مسح الابن الأكبر آلياب: (غالبًا هو اليهو الذي صار رئيسًا على سبط يهوذا)، قال له الرب: "لا تنظر إلى منظره وطول قامته، لأني قد رفضته؛ لأنه ليس كما ينظر الإنسان، لأن الإنسان ينظر إلى العينين، وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب" (1 صم 16: 7). وكما يقول القديس إكليمنضس الإسكندري: [لم يمسح من كان وسيمًا في هيئته، بل من كان جميلًا في النفس[9].]
اختاره الله من أجل نقاوته الداخلية وجمال نفسه لا من أجل هيئته الخارجية. لقد سبق أن أعطاهم الرب شاول ملكًا، وكان طويل القامة وحسن الصورة حسب طلبهم، أما الآن فيهبهم ملكًا حسب فكره.
هكذا عبّر يسى أولاده السبعة أمام صموئيل، ولم يختر الرب أحدًا منهم، وأخيرًا استدعى أصغر الأبناء الذي كان يرعى الغنم، ليُمسح راعيًا على غنم الله الناطقة.
مزمور 151 - تفسير سفر المزامير -لداود للانتصار على جليات
[FONT=""]4. معركة مقدسة[/FONT]

خرجت للقاء الفلسطيني،
فلعنني بأوثانه [6].
قدم لنا قيصريوس أسقف Arles تفسيرًا رمزيًا لقصة داود وجليات نقلًا عن القديس أغسطينوس، جاء فيه:
[عندما أرسل (يسى) ابنه داود لينظر إخوته، يبدو أنه كان رمزًا لله الآب. أرسل يسى داود يبحث عن إخوته، وأرسل الله ابنه الوحيد الذي قيل عنه: "أخبر باسمك إخوتي" (مز 22: 23). بالحقيقة جاء المسيح يبحث عن إخوته، إذ قال: "لم أُرسل إلا إلى خراف إسرائيل الضالة" (مت 15: 24).
"فقال يسى لداود ابنه: خذ لإخوتك إيفة من هذا الفريك وهذه العشر الخبزات واركض إلى المحلة إلى إخوتك". الإيفة يا إخوة هي ثلاث كيلات؛ في هذه الكيلات الثلاث، نفهم سرّ الثالوث. لقد عرف إبراهيم هذا السرّ جيدًا عندما تأهل لإدراك سرّ الثالوث في الثلاثة أشخاص تحت شجرة البطمة بممرا، فأمر أن يُعجن ثلاث كيلات دقيق (تك 18: 6). إنها ثلاث كيلات، لذلك أعطى يسى ذات الكمية لابنه. وفي العشر قطع من الجبن ندرك الوصايا العشر للعهد القديم. هكذا جاء داود ومعه الثلاث كيلات والعشر قطع من الجبن ليفتقد إخوته الذين كانوا في المعركة، إذ كان المسيح قادمًا بوصايا الناموس العشر وسرّ الثالوث ليحرر الجنس البشري من الشيطان[10].]
[يقول القديس أغسطينوس: عندما مُسح داود بواسطة الطوباوي صموئيل قبل مجيئه إلى هنا قتل أسدًا ودبًا بغير أسلحة، كما أخبر الملك شاول بنفسه. الأسد والدب يشيران كلاهما إلى الشيطان، إذ تجاسر على الهجوم ضد بعض من غنم داود، فخنقهما بقوته. ما نقرأه إنما هو رمز أيها الأعزاء المحبوبون؛ ما رُمز به بداود تحقق في ربنا يسوع المسيح، الذي خنق الأسد والدب عندما نزل إلى الجحيم ليحرر كل القديسين من مخالبهما. أنصتوا إلى توسّل النبي إلى شخص ربنا: "أَنْقِذ من السيف نفسي، وأنا وحيد في فك الكلب. خَلَّصْني من فم الأسد" (راجع مز 22: 20-21).
إذ يحمل الدب قوته في مخالبه، والأسد في فمه، هكذا يُرمز للشيطان بهذين الوحشين. لذا قيل عن شخص المسيح إنه ينزع كنيسته الوحيدة من اليد، أي من قوة الشيطان وفمه.
إذ جاء داود وجد الشعب اليهودي حالاًّ في وادي البطم Terebinth لمحاربة الفلسطينيين، لأن المسيح - داود الحقيقي - كان يجب أن يأتي كي يرفع الجنس البشري من وادي الخطية والدموع. لقد وقفوا في الوادي في مواجهة أمام الفلسطينيين. كانوا في وادٍ، لأن ثقل خطاياهم أنزلهم إلى تحت. على أي الأحوال، كانوا واقفين غير متجاسرين على محاربة الأعداء. لماذا لم يجسروا على ذلك، لأن داود رمز المسيح لم يكن قد جاء بعد. هذا حق أيها الأعزاء الأحباء. من يقدر أن يحارب الشيطان قبل أن يحرر ربنا المسيح الجنس البشري من سلطانه؟ الآن كلمة "داود" تعني "كقوي في اليد". من هو أقوى يا إخوة من ذاك الذي غلب العالم كله متسلحًا بالصليب، وليس بسيفٍ؟!
وقف أبناء إسرائيل 40 يومًا ضد الأعداء. تشير هذه الأربعين يومًا إلى الحياة الحاضرة التي فيها لا يكف المسيحيون عن الحرب ضد جليات وجيشه، أي ضد الشيطان وملائكته (رقم 4 تشير إلى الفصول الأربعة للعام، و10 إلى كمال الزمن).
جاء داود ووجد الشعب يحارب ضد الفلسطينيين. لم يوجد من يجسر أن يدخل إلى المعركة بمفرده. ذهب رمز المسيح (داود) إلى المعركة يحمل عصا في يده ضد جليات. بهذا أشار بالتأكيد إلى ما قد تحقق في ربنا يسوع المسيح -داود الحقيقي- إذ جاء وحمل صليبه ليحارب جليات الروحي، أي الشيطان.
لاحظوا يا إخوة أين ضرب داود الطوباوي جليات: في جبهته، حيث لم توجد عليها علامة الصليب. كما أن العصا رمزت إلى الصليب هكذا الحجر الذي ضُرب به جليات يرمز إلى ربنا يسوع، لأنه هو الحجر الحيّ الذي كُتب عنه: "الحجر الذي رفضه البناؤون هذا صار رأسًا للزاوية" (مز 117: 22).
وقف داود على جليات وقتله بدون سيف، إنما استخدم سيف جليات نفسه. هذا يشير إلى أنه عند مجيء المسيح يُهزم الشيطان بذات سيفه. حقًا إن الشيطان بمكره وظلمه الذي أجراه ضد المسيح، فقد سلطانه على كل المؤمنين بالمسيح.
وضع داود أدوات جليات في خيمته، ونحن كُنا أداة في يد الشيطان، لذلك يقول الرسول: "لأنه كما قدمتم أعضاءكم عبيدًا للنجاسة والإثم للإثم، هكذا الآن قدموا أعضاءكم عبيدًا للبرّ للقداسة" (رو 6: 19). وأيضًا: "ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية" (رو 6: 13). حقًا لقد وضع المسيح أدوات عدوه في خيمته عندما استحققنا نحن الذين كنا مسكنًا للشيطان أن نصير هيكلًا للمسيح، وهو يسكن فينا. يؤكد الرسول أن المسيح يسكن في داخلنا بقوله: "ليحلّ المسيح بالإيمان في قلوبكم" (أف 3: 16-17). يكرر بولس الرسول نفسه أننا نسكن في المسيح بقوله: "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم المسيح" (غل 3: 27). ويقول ربنا يسوع لتلاميذه في الإنجيل: "إني أنا في أبي، وأنتم فيّ، وأنا فيكم". (يو 14: 2)
حقيقة إصابة جليات في جبهته دون أي عضو آخر يرمز إلى أمر يحدث لنا. عندما يُرشم طالب العماد على جبهته يكون ذلك بمثابة ضربة لجليات الروحي، هزيمة للشيطان. يحمل على جبهته مسحة الروح، وكأنه قد وُسم بالعبارة "قدس للرب"، خلالها يتمتع بنعم السيد المسيح التي تقدس الفكر (الجبهة) كمدخل لحياة الإنسان الداخلية.
خلال نعم المسيح يُطرد الشيطان من قلوبنا، لذا نحاول قدر المستطاع بمعونته ألا نقبل الشيطان في داخلنا مرة أخرى بإرادتنا، بأعمالنا الشريرة وأفكارنا الماكرة الفاسقة. لأنه في هذه الحالة (إن قبلناه) يتحقق فينا المكتوب... "إذ خرج الروح النجس من الإنسان، يجتاز في أماكن ليس فيها ماء، يطلب راحة ولا يجد. ثم يقول: أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه. فيأتي ويجده فارغًا مكنوسًا مزينًا. ثم يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح آخر أشر منه فتدخل وتسكن هناك، فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله. هكذا يكون أيضًا لهذا الجيل الشرير". (مت 12: 43-45)
الآن، مادمنا بنعمة المعمودية قد تخلصنا من كل الشرور بدون استحقاق سابق من جانبنا، فلنجاهد بمعونة الرب كي نمتلئ بالبركات الروحية. كلما أراد الشيطان أن يجرنا يجدنا دومًا مملُوءين من الروح القدس، ومرتبطين بأعمال صالحة، بهذا يتحقق فينا القول: "من يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" (مت 10: 22)[11].]
لكن أنا سللت سيفه الذي كان بيده،
وقطعت رأسه [7].
ضرب داود النبي رقبة جليات الجبار بسيفه، وكان في ذلك رمزًا لابن داود الذي استخدم أسلحة إبليس ليضربه بها.
* غلب المسيح الشيطان بالوسائل التي غلب بها الشيطان العالم. لقد حاربه بأسلحته الخاصة التي استعملها هو. كيف؟ إليك ذلك:
العذراء، والخشبة، والموت، كانت علامات انكسارنا. فالعذراء كانت حواء التي لم تكن بعد قد عرفتْ الرجل. والخشبة كانت الشجرة، والموت عقوبة آدم.
فالعذراء والخشبة والموت التي كانت وسائل الانحدار، صارت هي نفسها وسائل الغلبة.
فمريم قامت مقام حواء، وخشبة الصليب بدلًا من شجرة معرفة الخير والشر، وموت المسيح بدلًا من موت آدم. وهكذا ترون أن الشيطان غُلِبَ بالوسائل نفسها التي ساعدت على انتصاره.
لقد غلب الشيطان آدم بعود الشجرة، والمسيح صرع إبليس بعود الصليب. عود الشجرة ألقى بآدم في الجحيم، وعود الصليب أنقذ منه من كانوا قد انحدروا إليه. العود الأول عرَّى الإنسان من السلاح، وسبَّب له الموت، والثاني جرَّد هذا الظافر (أي إبليس) من سلاحه، وشهَّره، وغلبه على مرأى من العالم.
مَلَكَ موت آدم على كل الذين جاءوا بعده، أما موت المسيح فأقام من وُلِدوا قبله. من يُخبِر بقوة الرب (مز 104: 2). لقد اجتزنا من الموت إلى عدم الموت: هذه هي معجزة الصليب... الرب حارب والإكليل لنا. إذن بما أن الغلبة لنا، ليتنا نقتدي بالجنود، ولننشد اليوم في بهجتنا نشيد الظفر. لنقل مادحين الرب: "قد ابتُلِعَ الموت إلى غلبة". فأين شوكتك أيها الموت؟ وأين غلبتك يا هاوية؟ (1 كو 15: 54-55)
هذه هي الإحسانات التي وهبها لنا الصليب، شعار غلبه منصوب ضد الشياطين، وسيف ضد الخطيئة، سيف غَلَبَ به المسيح الحية. فالصليب هو مشيئة الآب، مجد الابن، انتصار وتمجيد الروح القدس، وشرف الملائكة، وأمان الكنيسة، وموضوع مجد لبولس، وتُرْس القديسين، ونور العالم. لأنه كما تُبَدَّد ظلمات مسكن مُظلم بإيقاد مصباح ووضعه على مكانٍ عالٍ، هكذا إذ أنار المسيح الصليب كسراج وأقامه منصوبًا، طرد كل ظلمات الأرض. وكما أن السراج يحمل نورًا في أعلاه، هكذا الصليب كان يحمل في أعلاه المسيح شمس البرّ الباهرة. ارتعد العالم، واهتزت الأرض، وتشققت الحجارة عندما رأته مصلوبًا. تشققت الحجارة لا قسوة اليهود. وانشق حجاب الهيكل ودسيستهم المخزية لم تتراخَ[12].
القديس كيرلس الكبير
ونزعت العار عن بني إسرائيل.
الليلويا [8].
في معركة الصليب، حطّم السيد المسيح مملكة إبليس، ووهبنا سلطانًا، ونزع العار عنا.
تارة يصف الكتاب المقدس الشيطان كتنينٍ رهيبٍ أو أسدٍ يزمجر أو تمساحٍ يفترس الخ.، وأخرى كثعلبٍ صغيرٍ لا قوة له. فإن واجه الإنسان عدو الخير بقدراته الذاتية يرتعب أمام هذا العدو العنيف، وإن اختفى في نعمة الله يراه حقيرًا، عاجزًا عن الإضرار به.
قيل عن إبليس في سفر أيوب: "أتلعب معه كالعصفور، أو تربطه لأجل فتياتك؟" (أي 41: 5). الطير الذي يُروض يمكن اللعب به لأجل التسلية والترفيه، لكن الأمر ليس هكذا بالنسبة للوياثان. لأجل التسلية تُصطاد الطيور، وتوضع في أقفاص، لتقف حولها الفتيات الصغيرات يتمتعن برؤيتها. في بعض البلاد غير المتقدمة يقوم الآباء بربط الطيور بخيط لكي ما يلهو بها أطفالهم كنوعٍ من التسلية.
* الشيطان الذي كان ملكًا صار في عارٍ، فنسج لنفسه تيجانًا من الكذب.
قُذف بعرشه، لأن الله في العالم!
"الطفل" جاء في المذود، فطرد الشيطان من مملكته![13]
* دُحر الظلام ليعني أن الشيطان قد انهزم، والنور يظهر.
ليصرخ معلنا أن الابن البكر قد انتصر.
الشيطان المظلم قد اندحر مع الظلام،
والنور الذي لنا غلب مع الشمس[14].
القديس مار أفرام السرياني
* هو الذي سيق كحملٍ، وذُبح كخروفٍ، نجَّانا من عبودية العالم كما من أرض مصر، وحلَّنا من قيود عبودية الشيطان كما من يد فرعون، وختم نفوسنا بروحه وأعضاء جسمنا بدمه.
هو الذي غطى الموت بثوب العار، وجعل الشيطان في ثوب الحداد، كما صنع موسى بفرعون[15].
ميليتو من ساردس
* ليت المراحم الإلهية تهبنا ألا يجد خصمنا شيئًا من أعماله فينا، فإنه إذ لا يجد شيئًا مما له، يعجز عن أن يحتفظ بنا أو يستدعينا من الحياة الأبدية.
لنمتحن الأماكن السرية لضميرنا ونفحص خبايا قلوبنا، وإذ لا نجد شيئًا يخص الشيطان نفرح ونشكر الله. بعونه نجتهد قدر ما نستطيع أن تبقى أبواب قلوبنا مفتوحة على الدوام للمسيح ومغلقة أمام الشيطان إلى الأبد.
إن اكتشفنا شيئًا من أعمال الشيطان أو مكره في قلوبنا، فلنسرع ونلقيه خارجًا، ونتخلص منه كما من سمٍ مميتٍ. عندئذ عندما يريد الشيطان أن يصطادنا في شباكه لا يجد فينا شيئًا مما له، يرحل في ارتباكٍ، بينما نشكر الله مع النبي صارخين: "حررتنا من أعدائنا، وجعلت مبغضينا في عارٍ" (راجع مز 44: 7).
لهذا فإن ليئة كما قلنا قبلًا تشير إلى شعب اليهود الذي التصقوا بالمسيح، وراحيل تشير إلى الكنيسة التي من الأمم. لهذا راحيل وليس ليئة سرقت أصنام أبيها، إذ بعد مجيء المسيح لم يعرف مجمع اليهود خدمة الأوثان في أي موضع[16].
الأب قيصريوس أسقف آرل
مزمور 151 - تفسير سفر المزامير -لداود للانتصار على جليات
من وحي مزمور 151

أغنية عجيبة في الجحيم


* وسط احتفال الكنيسة في العالم كله بدفنك،
يا خالق السماء والأرض،
أقف في دهشة متعجبًا!
كيف يُدفن واهب القيامة وسط الأموات؟
تُرى هل أشارك نيقوديموس ويوسف الرامي دموعهما،
وتهتز نفسي لهروب التلاميذ حتى في لحظات دفنك؟
أم تسمح لي باقتحام الجحيم،
فأتمتع برؤية موكب الآباء والأنبياء وكل المؤمنين.
اهتزت أساسات الجحيم حين دخلت نفسك يا مخلصي،
تكرز للمؤمنين بعتقهم من الأسر،
وتحملهم كما على كتفيك،
لتدخل بهم إلى موكب نصرة عجيب!
انفتحت أعين الكل ليدركوا أن النبوات قد تحققت.
يوم الخلاص قد جاء!
* تُرى هل قاد داود مرتل إسرائيل الحلو،
الموكب كقائد خورس المرنمين.
إنه لا يحمل عودًا ولا قيثارة ولا مزمارًا كعادته،
إنه يغني ويسبح،
يردد المزمور غير المُحصى بين المزامير (مز 151)،
مزمور القائد الجبار، محطم إبليس.
مزمور العريس الإلهي ينبوع الفرح السماوي،
يقدمه بلغة سماوية ملائكية!
* حين كان داود على الأرض تعجب،
كان الصغير بين إخوته، واخترته مسيحًا لك.
الآن يرى المسيح الحقيقي، المساوي للآب في الجوهر،
تجسد واحتل آخر صفوف البشرية.
بإرادته صار عبدًا مرفوضًا من إخوته،
صار عبدًا يُباع بثلاثين من الفضة، كأصغر البشرية!
وهو حجر الزاوية السماوي، احتقره البناءون ورذلوه.
حسبوه ثقلًا على البشرية،
لا موضع له بينهم،
لا خلاص منه إلا بصلبه خارج المحلة!
* وقف داود أمام ابن داود وربه!
في دهشة يقول: بغير إرادتي كنت صغيرًا،
لكنك بإرادتك صرت يا أيها السماوي أصغر من الجميع!
كنتُ صغيرًا بين إخوتي،
أما أنت، فصرت صغيرًا بين الذين جبلتهم يداك.
كنت حدثًا في بيت أبي،
أما أنت فجئت غريبًا ليس لك أين تسند رأسك.
كنت أنا راعيًا لغنم أبي.
أما أنت فأتيت تبحث عن الخطاة والزناة.
تضمد النفوس المجروحة،
وتحمل على منكبيك كل ضعيف.
جئت ترعى الذين قدموا عداوة لك، يا أيها العجيب في حبه!
* مزماري لم يفارقني حتى في أيام شدتي.
كنت أسبحك بلساني كما بقيثارتي.
أما أنت، فأتيت لتفيض بالفرح على كل البشرية.
تحول حياتنا إلى قيثارة، يعزف عليها روحك القدوس.
وتقيم من الكنيسة خورس شبه سماوي،
لا يتوقف على الشكر والحمد.
* أرسلت لي نبيك صموئيل، مسحني بدهن مبارك.
أقمتني ملكًا على شعبك.
رفعتني من المزبلة، لأجلس مع أشراف أشراف شعبك.
أما أنت فالقدوس ملك الملوك.
أرسلك الآب لأجل خلاصنا.
تحقق إرادته الواحدة مع إرادتك.
فليس ما يشغلك مثل خلاصنا.
تقدسنا بروحك القدوس،
وتهيئنا لشركة الأمجاد الأبدية.
* وهبني أن أقتل أسدًا ودبًا،
لكي أنقذ خرافًا غير عاقلة.
كنت سلاحي الخفي،
باسمك التقيت بجليات الجبار.
بسيفه قطعت رأسه، لأنه كان رمزًا لإبليس.
به نزعت العار عن شعبك.
أما أنت، فقُدت المعركة في مواجهة مع إبليس نفسه.
أعدَّ لك الصليب، لكي يتخلص منك.
ولم يدرك أنه بالصليب تحطَّم وفقد سلطانه.
حرك بكل طاقاته الكثيرين لكي تموت وتُدفن.
وها أنت قادم لكي تحطم الموت،
تحملنا كغنائم، وتحررنا من الموت الأبدي.
تدخل بنا إلى الفردوس، لننعم بنورك الإلهي.
لك المجد يا من ملأت كل مؤمنيك فرحًا وبهجة!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 152 لداود النبى لم يكتب فى لائحة المزامير
مزمور 154 لداود النبى لم يكتب فى لائحة المزامير
مزمور 153 لداود النبى لم يكتب فى لائحة المزامير
مزمور 151 لداود النبى لم يكتب فى لائحة المزامير
مزمور 155 لداود النبى لم يكتب فى لائحة المزامير


الساعة الآن 03:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024