رسالة من رئيس حزب المشرق إلى خليفة «داعش»

[Mary Naeem]

رسالة من رئيس حزب المشرق إلى خليفة «داعش»

فيتو

العديد من المخاطر تحيط بدول الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة فما بين ثورات ربيع عربي ربما فشلت في تحقيق أهدافها ونجحت في الإطاحة بحكام ظالمين إلا أن هناك العديد من المخاطر جراء هذه الثورات على رأسها ظهور التنظيمات الإرهابية التي تقتل وتخرب وتدمر من بين هذه التنظيمات "تنظيم داعش" الذي يسعي جاهدا إلى القضاء على الأخضر واليابس واستطاع أن يلفت انتباه العالم في فترة زمنية قصيرة.



سعي التنظيم في الآونة الأخيرة إلى تدمير سوريا ومن ثم ليبيا ودول الخليج من أجل مخطط يسعي إلى تنفيذ يشمل كيان دولة خلافة ونصب على رأسه أمير يدعي أبو بكر البغدادي رئيس تنظيم الدولة الإسلامية الحالي.



البغدادي منذ بداية الإعلان عن توليه رئاسة التنظيم كشر عن أنيابه للجميع فتدخل في سوريا بالقتل وتدخل في شئون كل الدول العربية بل والأكثر من ذلك تهديداته المستمرة لذوي الديانات الأخري كالمسيحية واليهودية.



اعتنق المسيحية



و في هذا السياق توجه رئيس حزب المشرق المحامي رودريك الخوري برسالة إلى رئيس تنظيم داعش يدعوه فيها إلى "اعتناق المسيحية قبل فوات الآوان"، قائلا إنني أدعوك إلى التأمل مليًا في "شريعة الرحمة والمحبة والحرية " التي أرساها إلهنا يسوع المسيح المتجسد، وأن تقارن بينها وبين شرائع الأمم، وأن تحكم دولتك بموجبها، وأن تعتنق المسيحية، فتخلص بذلك نفسك والعباد، من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.



شهادة الكذب



و أضاف "الخوري" إنك تسعى لبناء دولة على ما أظن، ترضي الله: فأيهما يفضل الله أكثر: أن ترجموا الزانية حتى الموت، وتعجّلوا بنفسها إلى يد الشيطان ؟ أم أن تتعهدوها بالرحمة والموعظة الحسنة لتصبح تقية بارة وتهدي نفوسًا أخرى إلى التوبة فتكسب نفسها ونفوسًا كثيرة أيهما يفضل الله أكثر: أن تقطعوا يد السارق، أم أن تتعهدوه بالإصلاح والمغفرة ليصبح صدّيقًا، ليطعم بتلك “اليد” جائعًا، أو يلبس عريانًا أو يكتب بها شهادة لاهتدائه، فيربح نفسه ويهدي آخرين إلى التوبة أيهما يفضل الله أكثر: أن تصلبوا "مرتدًّا" ترك دينكم أو أن تتركوه "يبحث" في عقله عن دين الحق، أن أشهد في العلن بحقيقة إيماني المختلف عنك، أليس أفضل من أن أشهد بدينك كذبًا فيما أنا لا أؤمن به في قرارة ذاتي ؟ أليس هذا "كذبًا وشهادة زور"؟ أيهما يرضي الله أكثر؟ أن "أشهد زورًا شهادة كذب " أم أن "أشهد بالحق، بحقيقة ما أؤمن به.



شريعة المسيح



و دعا رئيس حزب المشرق "بغدادي" إلى تخيّل دولة محكومة بـ"شريعة المسيح" دولة “السلام”، دولة الحب والحرية، دولة لا تزني فيها المرأة بسبب عشقها لزوجها لا بسبب الخوف من الرجم، دولة لا يسرق فيها السارق بسبب محبته لجاره لا بسبب الخوف من قطع اليد، دولة لا يقتل فيها القاتل بسبب تقديسه حياة أخيه الإنسان لا بسبب الخوف من الإعدام. دولة يصلي فيها المؤمن ويصوم بسبب تعلّقه بإلهه لا بسبب "عصا "المطوّع، حضرة الخليفة إنني أدعوك إلى التأمل مليًا في "شريعة الرحمة والمحبة والحرية " التي أرساها إلهنا يسوع المسيح المتجسد، وأن تقارن بينها وبين شرائع الأمم. وأن تحكم دولتك بموجبها، وأن تعتنق المسيحية، فتخلص بذلك نفسك والعباد، من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، واترك لله إدانة البشر.



و اختتم رسالته قائلا قد يكون الرب اختارك لرسالة كهذه ما زال أمامك متسع من الوقت للتوبة ولمعرفة النور الحقيقي، نور إلهنا المتجسد يسوع الناصري المصلوب، نور الثالوث القدوس الأزلي، ومحبتي إليك تدفعني إلى نصحك قبل فوات الآوان، وصوت الضمير يصرخ.



هذه الرسالة الموجهة أدت إلى إثارة الكثير من التساؤلات أبرزها إلى أين يتجه الشرق الأوسط وهل من الممكن حدوث حرب طائفية نتيجة ؟ وفي هذا الإطار قال الدكتور رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات الاستراتيجية إن الرسائل المتبادلة بين شخصين متطرفين على المستوي الفكري والأخلاقي تعكس عقلية شخصية مريضة نفسيا متطرفة فكريا ودينيا فكلا الطرفين المسلم والمسيحي ينتهج أسلوب التطرف العقائدي.



طبيب نفسي

و أضاف "أحمد" أن كلا الطرفين يتعامل مع الشعوب باعتبارهم في عالم مختلف وعلى أساس أن البشر مجرد قطيع بلا عقل يعي ويختار وعليه تقديم فروض الولاء والطاعة والتخلي عن ديانته وقناعته ببساطة شديدة، موضحا أن كلا الطرفين يحتاج إلى طبيب نفسي لفحص حالته ومدي سلامة قواه العقلية.



و في سياق متصل أكد رئيس مركز يافا أن الشرق الأوسط بالفعل يعيش حرب طائفية مننذ 3 سنوات هذه الحرب جسدتها على أرض الواقع داعش وتنظيماتها ومن معها بالإضافة إلى دول الخليج.



عملاء وخونة

و أضاف "أحمد" أن كلا من البغدادي وخوري ليسا أكثر من عملاء وخونة يبحثان عن وسيلة لتفكيك كيان الشرق الأوسط وتفتيت قواه وطبقا لنظرية "ابحث عن المستفيد تكسب الفاعل " ومن الواضح أن المستفيد من هذه الوضع هم الأمريكان والإسرائيليون وهو ما يؤكد أن كلا من البغدادي وخوري ليسا أكثر من عملاء بشكل مباشر أو عملاء بالوكالة.