ظهرت السيدة العذراء في " لاساليت( La Salette) " يوم 19 أيلول سنة 1846 لراعية أغنام فرنسية متواضعة ، تبلغ من العمر 15 سنة ، تُدعى : ميلاني كالفا" ولزميلها الراعي الأصغر منها سناَ" ماكسيمان جيرو " وعمره 12 عاماَ " ." لاساليت قرية صغيرة تقع على علو 1800 متر في جبال الألب الفرنسية جنوبي – شرق فرنسا ، قرب غرونوبل
( Grenoble ) .
الرسالة التي اعطتها السيدة العذراء رمزية معظمها ، لايستطاع فهمها بالكامل إلا بتبلور الأحداث المُتنبأ بها . وهاهي هذه الاحداث تجري أمامنا ، فالاقطاب المُعلن عنها هنا.
تتكلم العذراء عن ظهور" المسيح الدحال" و الوحش" الوارد ذكرهُ في كتاب الرؤيا. لنستطيع فهم رسالة مريم ، نرجو العودة إلى نص " مفتاح كتاب الرؤيا ".
تـُشير مريم العذراء في هذه الرسالة باستمرار الى سفر الرؤيا للرسول يوحنا ، فهي تذكر
" الوحش" ( الرؤيا 13: 17) الذي هو" المسيح الدجال" (1 يوحنا2 : 22) سيظهر كمخلص
ويُظلل مسيحيين كثيرين. لذلك عبرت السيَدة العذراء ، بشدة عن خيبة أملها تجاه زعماء الكنيسة الذين أغشى الشيطان بصائرهم لعدم استطاعتهم التعرف على " المسيح الدجال" المُعلن عنه في الكتاب المقدس ، فتركوه يتصرف ويخدع الناس.
لذا فإنَ العذراء المباركة تدعو جميع ابنائها الحقيقيين الصادقين" رسل آخر الأزمنة" كما تسميهم للتصدي لهذا الدجال ، عدو المسيح والمؤمنين . ستبين هويته من خلال التو ضيحات التي نضعها بين قوسين.
في سنة 1879 نشرت " ميلاني" الرسالة مفصلة بموافقة" زولا" مطران مدينة" ليتشى" في إيطاليا. وقد اعترف الفاتيكان رسمياً بتاريخ 6 حزيران( يونيو) 1922 بحقيقة هذا الظهور المَريَمي ، فاضحت قرية " لاساليت " مركزاً حيوياً للحجاج حتى اليوم.
بدأت قصة " لاساليت" يوم 19 أيلول( سبتمبر) سنة 1846 عندما كان كل من ميلاني ومكسيمان في الحقول مع القطيع . إعترت الراعِيَين الصغيرين حالة من الرعب لدى رؤيتهما فجأة ، وعلى بُعد بضعة أمتار منهما كرة متأججة من النور ، جلست سيدة متألقة ومشعة تبكي بشدة ووجهها بين يديها، ثم وقفت السيّدة وأقتربت من الولدين. كان وجهها حزين والدموع تنهمر قطرة قطرة على خديها . قالت للصغرين :
" اقتربا ، ياولديّ فأنا هنا لأنقل اليكما خبراً عظيماً . إن لم يستسلم شعبي الله فلسوف اضطرأن اترك ذراع إبني تسقط عليه. إنها ثقيلة وقوية بحيث لم يعد بإستطاعتي منعها.
لقد تالمت كثيراً من أجلكم أيها البشر . فإن اردتم أن لايتخلى إبني عنـكم ، توجب عليّ أن أستعطفه من أجلكم باستمرار . ومع ذلك ، فأنكم لاتقَـدرُون ولاتبالون . إنكم مهما تلوتم من صلاة ، وقدمتم من أعمال ، لن تتمكنوا من أن توفوا العذاب الذي أتحمله من أجلكم. مافسدت محاصيل الزرع إلا بسببكم...".
بعد ان أعربت العذراء القديسة بإختصار عن خيبة أملها ، أعطت ميلاني رسرالة سرية ، طالبة منها أن تعلنها فيما بعد . يحتاط المسؤولون الدينيون اليوم، وياللأسف ، عن إظهارها لأنها تفضحهم وتعلن خيانة ونهاية الفاتيكان. أعطت مريم هذه الرسالة ليتسلح بها اليوم تلاميذ يسوع الأوفياء المناضلين ضد" المسيح الدجال حتى النهاية. .
نعيد نشر النص الكامل مع التوضيحات والمراجع بين هلالين.
هذا ماقالته السيّدة العذراء إلى ميلاني :
" ميلاني، إن الذي ساقولهُ لك الآن لن يبقى سراً إلى الابد . بإمكانك إعلانه سنة 1858 . إن الكهنة ، خدمة إبني ، الكنهة بسبب حياتهم الشريرة ، وعدم وقارهم وإحترامهم وبُعدهم عن التقوى في الخدمة وتأدية الأسرار المقدسة ، بسبب حُبهم للمال والملذات ، الكهنة قد اضحوا بُوراً للنجاسة. أجل أن الكهنة يطلبون نقمة الله وسيف النقمة مُسلط فوق رؤوسهم. الويل للكهمة وللذين كرَسوا انفسهم فإنهم ، بسبب خياناتهم وحياتهم الشريرة ، يصلبون إبني مجدّداً.
إن أثام أولئك الذين كرسوا أنفسهم للرب تصرخ السماء طالبة من الرب الانتقام. ألا فليعلموا أن إنتقام الرب قائم في عقر دارهم لأنه لم يعد هناك أحد منهم يتوسل رحمة ولاغفراناً للناس. لم يَعُد هناك نفوس كريمة ، ولم يبقى واحدُ منهم مؤهل لأن يقدم ذبيحة القداس الطاهرة للإله السرمدي من اجل العالم .
سيكون عقاب الله بلا مثيل وبدون توقع. الويُل لساكني الارض، فإنّ الله سيصب جام غضبه ، ولن يستطيع أ ي كائن الإفلات من كثرة المصائب مُجتمعة ومتتالية.
لقد اهمل قادة ومرشدوا شعب الله الصلاة والتوبة، وقد أطفأ الشيطان ذكائهم واغشى على عقولهم) فباتوا غير قادرين على كشف هوية المسيح الدجال؛ ( واصبحوا تلك النجوم التائهة، التي يجرفها الشيطان بذيبه ليُهلكها ) رؤيا 12: 3-4، الله سيسمح للأفعى القديمة بأن تحدث إنقسامات بين الحكام والرؤوساء ، الذين يتسلطون في كافة المجتمعات وفي العائلات. ولسوف يعاني الناس من أسقام جسديه وروحية. ولسوف يتخلى الله عن البشر ويتركهم على بعضهم ضد بعض ، وينزل عليهم عقوبات متتالية لكثر من 35 سنة . إن العالم على عتبة اشد العقوبات والأحداث المُميتة هولاً) مرقس 13،19/ رؤيا 16 ، 18 . على الناس أن يتوقعوا أن يُحكموا بعصا من حديد وأن يشريوا من كاس غضب الله( رؤيا 14، 9-10).
على راعي كنيسة إبني ، البابا بيوس التاسع ، أن لايترك روما ابدا بعد سنة 1859 ؛ عليه هو أن يكون صارما ونبيلاً ، وأن يقاتل بسلاح الإيمان والمحبة؛ وأنا سأكون معه.
ليَحذر من نابليون؛ ذو الوجهين، لانه حالما يرغب بأن يكون في الوقت عينه حبراً أعظماً وأمبراطوراً معاً ، سيتخلى الله عنه سريعاً: إنه ذلك النسر ، التواق دائما على العلا، الذي سيسقط على السيف الذي كان يريد أن يستخدمه ليرغم الشعوب على تعظيمهُ.
ستـُعاقب إيطاليا لمحاولتها رفع نير رَب الارباب عنها، فسيتركها الله للحروب ، وتجري الدماء فيها من كل جهة، ستـُقفل فيها الكنائس أو تـُدنس. الكهنة والرهبان والراهبات سيُقـنصون ويُقتلون شر قتل. كثيرون سيتركون الإيمان وعدد هائل من الكهنة والرهبان والراهبات سيتحلون عن المسيحيّة الحقيقية ، ومن بينهم سيكون هناك حتى الأساقفة .
على البابا أن يتصدى لصانعي العجائب. (عجائب المسيح الدحال الكاذبه المبنية على الظلم والعنف العسكري) فقد آن الآوان لأن تقع على الارض وفي الجو أكثر العجائب دهشة.
في سنة 1846، سيفلتُ إبليس وزمرة كبيرة من الشياطين من جهنم( رؤيا 20، 7) وسيضعون بشكل تدريجي نهاية للأيمان الحقيقي حتى من قلوب الذين كرسوا أنفسهم لله. سيُعمون أبصارهم بقوة هائلة، بحيث أنه لايستطيع معها احد منهم أن يتخطى هذا العمى إلا الذين أنعم الله عليهم بنعمة إلهية خاصة ، كل هذه الشعوب يتاخذ على عاتقها روحانية ملائكة جهنم ؛ والعديد من المؤوسسات الرهبانية ستفقد الإيمان الصحيح وتفقد الكثير من الأنفس المُكرسة.
ستمتلأ الأرض وبغزارة بالكتب الشيطانية المُفسدة ، وستنشر ارواح الظلام إنحطاطاً شاملاً في كل مكان لكل مايُعنى بخدمة الله(2تيموثاوس3، 1-5). وسيكون لهذه الأرواح قدرة كبيرة على قوى الطبيعة. وسيكون هناك كنائس تـُؤسس لخدمة هذه الأرواح. أناس سيُنقلون من مكان إلى
آخر بواسطة هذه الارواح الشريرة، حتى الكهنة أيضاً ، لأنهم لن يكونون مقودين من روح الأنجيل الاصالحة، التي هي روح تواضع، محبة وحماس لمجد الله.
وبمناسبات حاصة سيُبعَثُ الأموات الصالحون ويقومون من بين الاموات.( ومعنى هذا أن هؤلاء الأموات سيأخذون شكل الصالحين المعروفين الذين عاشوا قبلاً على الارض، ليقودوا الناس إلى حدودِ أبعد من الفساد ؛ هؤلاء سيُدعون بالقائمين من بين الاموات، والذين ليسوا بشئِ سوى أنهم الشيطان نفسهُ في هذاالشكل ، والذي سيبشر بإنجيل جديد مناقضاً تماماً لأنجيل يسوع المسيح، ناكرين بإنجيلهم الجديد وجود السماء ؛ وهذا يعني أيضاً أن هؤلاء المُبعثين من الموت هم أنفس الهالكين.
(سوف تحدث في كُل مكان أعاجيب خارقة ، لأنَ الايمان الحقيقي قد أطفئ ونور الضلال يشعَ في العالم).
الويُل لأمراء الكنيسه( أساقفة وكهنة) الذين لايفكرون إلا بتكنيز الثروات إثر الثروات ليحافظوا على مراكز هيمنتهم ويتسلطون بكبرياء.
نائب إبني على الارض سيقاسي الألم العظيم لفترة ستـُظطـَّهّدُ فيها الكنيسه بشكل واسعِِ ، هو زمن الظلمة والكنيسة ستشهدُ فيه أزمة مخيفة.
سيكون الإيمان الحقيقي بالله منسياً بالتمام فيذهبُ كلُ فرد بعقيدةٍ إنفرادية تخصه يريدُ بها أن يتسلط على الانفراديين أمثالهِ. سيلغون جميع الحقوق المدنية والكنسية، وكل الانظمة وقوانين العدالة ستـُداس تحت الاقدام ، ولن يُرى على الارض إلا القتل والكراهية والحسد والكذب والشقاق ، وبدون أيّ محبة للوطن أو العائلة.
قداسة البابا سيتألم كثيراً. سأكون معه حتى النهاية لأقبل ذبيحتهُ. سيتعرض لعدّة محاولات إغتيال لكن لا هو، و لا الذي يخلفه سيشهدون إنتصار كنيسة الله .
سيكون للحكومات المدنية مُحطط واحد وهو إلغاء وإبعاد كلّ مبدأ ديني ليفتحوا الطريق للماديه والإلحاد ، وممارسات المواصلة مع أرواح الموتى، والشهوة في كلّ أنواعها .
وخلال سنة 1865 ستظهر الرجاسة في الاماكن المقدسة( متى24: 15) . في الاديره ، ورود وزهور الكنيسة ستـُنتن والشيطان سيُعِدَّ نفسهُ كملِكِ على كل القلوب. فليحذر هؤلاء الذين يترأسون على الاديرة والرهبنات فيما يتقبلوا من الناس المدعوّن ليُكرسوا فيها، إذ إنَّ الشيطان سيلجأ لكلُ حِيلهِ الشريرة ويُدخل فيها الخطأة، بحيث أن الفوضى المعاكسه لروحانية الترَهُب وحبَ الملذات الجسدية ستنتشر في كلَ أنحاء الارض .
وستقع كلّ من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وإنجلترا في الحرب , وسوف تجري الدماء في الشوارع. الفرنسي سيحارب الفرنسي والإيطالي سيحارب الإيطالي . ويتبع ذلك حرب عالمية مخيفة ومقرفة.
وسوف يتخلى الله لزمن عن كل من فرنسا وإيطاليا بسبب النسيان الكامل فيهما لإنجيل السيد المسيح. وسوف يمارس الاشرار كل ما يملكون من رسائل الشر وسيقتل البشر بعضهم البعض ويتذابحون حتى عقر دارهم.
في ضربة الرب الأولى بسيفه الصاعق، سترتجف الجبال والطبيعة بأكملها رعباً ، لأن الانحطاط وجرائم البشر ستثقب قـُبة السماوات وتبلغ إلى الله. ستحترق باريس وستغرق مارسيليا. الزلال سيزعزع كثير من المدن الكبيرة وتبتعلها بالكامل( رؤيا16: 18-19) . وسيظن الناس أن كلّ شئ قد إنتهى ودُمَّر. لن يكون هناك سوى القتل ولن يُسمع إلا أصوات الأسلحة والتجديف.
سوف يعاني الأبرار الكثير من الأسى وسترتفع صلواتهم وافعال توباتهم ودموعهم إلى السماء
( رؤيا6: 9-10) ، وكل شعب الله سيتوسل طالباً المغفرة والرحمة مُلتمساً معنوتي وشفاعتي.
عندها، وبفعل من عدالته ورحمته العظمى للأبرار، سيأمر السيّد يسوع المسيح ملائكته بأن ينزلوا الموت بجميع أعدائه (لوقا 19، 27 / رؤيا 19، 17 – 20).
وفجأة يُباد كافّة مضطهدي كنيسة المسيح ومعهم كافّة أولئك الغارقين بالإثم والخطيئة وتغدو الأرض وكأنّها صحراء قاحلة .
حينئذٍ يحّل السلام ويُصالح البشرُ مع الله. السيد يسوع المسيح سيُخدم ويُعبد ويُمجّد. وسوف تزدهر المحبّة وتعمّ في كلّ مكان. ويكون الملوك الجدد الذراع الأيمن للكنيسة المقدّسة التي ستكون قويّة، متواضعة، متعبّدة، فقيرة ومتحمّسة للإقتداء بفضائل يسوع. سينتشر الإنجيل في أرجاء الأرض كافّة وسيحرز البشر تقدّماً عظيماً في الإيمان لأنّ الوحدة ستسود بين خدّام يسوع وسيعيش الناس في مخافة الله.
هذا السلام بين الناس لن يطول، إذ أنّ 25 عاماً من الخير الوفير ستجعل الناس ينسون بأنّ ذنوبهم هي سبب كل ما يصيب العالم والأرض من مصائب وبلاء.
سيظهر في هذه الآونة سابقاً للمسيح الدجّال، مع جيوشه المحتشدة من أمم كثيرة، وسيشنّ حرباً على المسيح الحقيقيي، المخلّص الوحيد للعالم، فيهرق الكثير من الدّماء، ويُبيدُ عبادة الله من الأرض ليجعل نفسه مكان الله ( 2 تسالونيكي 2، 3-4).
سوف تحلّ بالأرض مختلف أنواع المصائب مع الطاعون والمجاعة التي ستكون عامّة في كلّ المسكونة. سيكون هناك سلسلةً من الحروب تقود إلى الحرب الأخيرة التي سيشنّها ملوك “المسيح الدجّال” العشر (رؤيا 17، 12-14) وسيكون لهؤلأ الملوك مخطّطاً واحداً موحّداً وسيكونون الحكّام الوحيدين المتسلّطين في العالم.
قبل حدوث هذا سيكون هنالك نوع من “السلم المزيّف” في العالم . لن يفكّر الناس حينئذٍ سوى بملذاّتهم. والأشرار سيستسلمون لكافّة أنواع الخطايا. أمّا أبناءُ الكنيسة المقدّسة، أبناءُ إيماني، أتباعي الحقيقيّون، فإنّهم سينمون ويزدهرون في محبّة الله ومحبّة أعزّ وأثمن الفضائل لديّ. طوبي للنفس التي لتواضعها مَقودةٌ بالروح القدس، فلسوف أكافح معها حتى تبلغ كمال العمر.
الطبيعة تطلب الإنتقام لأجل أعمال البشر، وترتعش خوفاً في انتظار ما سيحدث للأرض المدنّسة بالجريمة.
إرتجفي أيّتها الأرض، وأنتم أيّها المدّعون بأنّهم خدّام يسوع، والذين في داخلهم، يعبدون أنفسهم فقط، إرتجفوا، لأنّ الله سيتخلّى عنكم ويسلّمكم لعدوّه، لأنّ الأماكن المقدّسة حوّلتموها إلى حال الفساد (رؤيا 11، 2 / رؤيا 20، 9)،
كما وأنّ أديرة كثيرة لم تعد بيوتاً لله بل أصبحت مراعياً لأزموداوس (شيطان النجاسة) وأتباعه.
إنّ المسيح الدجّال سيولد في هذه الآونة “الذي ينكر أنّ يسوع هو المسيح”، 1 يوحنا 2، 22: من راهبة عبريّة، من عذراء مزيّفة والتي ستتواصلُ مع الحيّة القديمة، سيّد النجاسة، سيكون والده مطراناً . عند ولادته سيتقيّأ بتجاديف، وتكون له أسنان ،وباختصار سيكون هذا المسيح الدجّال تجسّداً للشيطان. سوف يطلق صيحات رهيبة، ويأتي بمعجزات ،فلا يكون طعامه إلاّ النجاسة. سيكون له أخوة، ومع أنهم ليسوا شياطين متجسّدين مثله بل أبناء الشرّ. عند بلوغ الثانية عشر من أعمارهم، سيأسرون انتباه الناس لهم بسبب الإنتصارات الراقية التي ينجزونها. وسرعان ما يترأّسون كلّ منهم جيوشاً، تساندها جحافل الجحيم.
ستتبدّل فصول الطبيعة ولن تنتج الأرض إلاّ الثماراً الفاسدة، وتفقد النجوم مسارها الطبيعيّ المنتظم ولن يعكس القمر إلاّ نوراً أحمر خافتاً (متى 24، 29)، وتسبّب المياه والنيران حركات تشنّجية للكرة الأرضيّة، وهزّات أرضيّة هائلة ستُغرق جبالاً ومدناً عديدة…
روما (الفاتيكان) ستفقدالإيمان وتغدو مقرّ المسيح الدجّال (2تسالونيكي 2، 4) ستتمكّن شياطين الفضاء بالإشتراك مع المسيح الدجّال، من إنجاز معجزات عظيمة على الأرض وفي الفضاء، فيما يزداد البشر إنحرافاً فوق انحراف.
إنّ الله سيعتني بعباده المُخلصين وبذوي النيّة الصالحة. سيُبشَّر بالإنجيل في جميع الأنحاء، وكلّ الشعوب وكلّ الأمم ستُعلَمُ بالحق.
إنّي أوجّه نداءً مُلِحّاً للعالم.
أدعو التلامذة الحقيقييّن للإله الحيّ المالك في السماء؛ أدعو أتباع المسيح الحقيقييّن الذين يتجسّد المسيحُ فيهم، المخلّص الوحيد والحقيقي للبشر؛ أدعو أبنائي المخلصين لي حقاً، الذين قدّموا ذواتهم لي كي أقودهم إلى إبني الإلهي، أولئك الذين أحتضنهم بين ذراعيّ، الذين عاشوا بروحي.
أخيراً أدعو رسل آخر الأزمنة (متى 24، 31)، تلامذة المسيح الأوفياء، الذين عاشوا محتقرين العالم وذاتهم، بالفقر وبالتواضع، محتَقَرون وصامتون، بالصلاة وبنكران الذات، بالطهارة وبالإتّحاد بالله، وبالألم، ومجهولون من العالم. لقد حان الوقت لكي يخرجوا ويملأوا العالم بالنور. هيّا، وأظهروا أنفسكم لتكونوا أبنائي الأحبّاء، أنا معكم وفيكم، شرط أن يكون إيمانكم هو النور الذي يهديكم في أيّام الظلمة هذه.
ليجعلكم حماسكم تتجوّعون لمجد وكرامة يسوع المسيح. كافحوا, يا أبناء النور، أنتم، القلائل الذين يستطيعون أن يُبصروا؛ فها هو زمن كل الأزمنة، ونهاية كل النهايات.
ستُحتجَبُ الكنيسة ، ويعمّ الذّعر العالم. ولكن هوذا “أخنوخ وإيليا”(شاهدا الرؤيا الذي يقيمهما الله ضدّ المسيح الدجّال / رؤيا 11، 3) سيأتيان ممتلئان بروح الله وسيبشّران بقوّة الله، فيؤمن بالله ذوو النيّة الصالحة، وتتعزّى نفوس كثيرة. سيُنجزونَ تقدّماً كبيراً بنعمةِ الروح القدس ويقضون على أكاذيب المسيح الدجّال الشيطانيّة.
ويْل لساكني الارض!
فلسوف تعمّ الحروب الدامية والمجاعات والأوبئة والأمراض المُعدية. وستمطر السماء وابلاً رهيباً من الحيوانات(“جراد” الرؤيا 16، 21 / 9، 3 – 11).وستزعزعُ الرعود مدناً وتبتلعُ الزلازل بلداناً، وسوف تُسمعُ أصواتٌ في الفضاء. سيضرب الناس رؤوسهم على الحيطان، طالبين الموت، لكن الموت سيكون لهم في شكل العذاب. وستجري الدّماء من كلّ الجهات والنواحي.
فمن يستطيع إذاً أن يكون المنتصر إن لم يقصّر الله زمن الإمتحان.
بعد كل دماء، ودموع، وصلوات الأبرار الصالحين، سيعود الله عن غضب (متى 24، 22).
سيُقتل كلّ من “أخنوخ و إيليا”. وروما الوثنيّة ستزول. ستسقط نار من السماء وتلتهم ثلاث مدن، المسكونة كلها ستُصابُ بالذعر والرعب. كثيرون سيستسلمون ليُقادوا إلى الهلاك (وراء الدجّال) لأنهم لم يعبدوا المسيح الحقيقي الذي عاش بينهم.
لقد حان الوقت. إنّ الشمس ستظلم، والإيمان وحده سَيَحْيا.
هوذا الوقت وقد حان الآن. إنّ الهاوية تنفتح (رؤيا 9، 1 – 2) ها هو ملك ملوك الظلام.
ها هوذا الوحش (رؤيا 13، 1 / 17، مع أتباعه الخاضعين، داعياً نفسهُ مخلّص العالم . سيرتفع في الجو بغطرسة ليصل إلى السماء. لكن رئيس الملائكة ميخائيل سيخنقه بدخان نَفَسِهِ فينهار، والأرض التي ستكون في سلسلةٍ متواصلةٍ من التغيُر الجغرافي لطبقاتها لثلاثة أيام متتالية، ستفتح أجوافها الناريّة، ويكون له أنه سيغوص إلى الأبد مع أتباعه في هوّة الجحيم الأزليّة (رؤيا 19، 20 / 20، 9-10).
وبعد ذلك ستُطهّر الماء والنار الأرض وتلتهم كلّ أعمال كبرياء البشر (في حضارتهم ومدنيّتهم) وسيتجّدد كلّ شيء. وسيُعبد الله ويُمجّد (رؤيا 21، 1 ).
“يا ولداي، أوصلا الرسالة الى شعبي كلّه”
وفت ميلاني بواجبها، وأفشت الرسالة في وقتها. لكن فيما بعد، وبالرّغم من كون لاساليت مركزاً (إقتصاديّاً) للحجّ تدعمه الكنيسة، يفعل الأساقفة والكهنة كلّ ما في وسعهم لطمس هذه الرسالة، كما فعلوا أيضاً برسالة فاطمة. السبب هو أنّ الفاتيكان تضامن مع المسيح الدجّال وأصبح الإكليروس بؤرة قذارة وفساد.
يقع على عاتق أبناء مريم الحقيقيّين، رسل آخر الأزمنة، المؤمنين المستقلّين، أن يوصلوا رسالة والدتهم القدّيسة.