الفرح بالعريس السماوي
لوحة القديس بولس الرسول
استمع، يا عبد المسيح، أنت وكل الذين يريدون الخلاص، والذين يصغون إلى أقوال فمي، ولتفتحوا آذانكم للكلمات الموحى بها من الله "لأن هذا السر عظيم" (أفس 5: 32) كما قال المبارك بولس. "فإن كل من اتحد بامرأة، فإنهما يصيران الاثنان جسدًا واحدًا، كما أن الرجل أو المرأة إذا التصق بالرب فهو يصير روحًا واحدًا" (1كو 6: 17). أما هؤلاء الذين يتشبثون بالعالم ويشبعون من الأب والأم، فإنهم يتشبثون ببشر قابلين للفناء، فبالأحرى البتول كم ينبغي أن يكون عفيفًا ويترك كل شيء أرضى تمامًا، ويكون ملتصقًا بالرب وحده، ويكون في شركة معه! ويشهد الرسول على كلامي بقوله: "غير المتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مقدسة جسدًا وروحًا. وأما المتزوجة فتهتم فيما للعالم كيف ترضى رجلها" (1كو 7: 34). هذا الكلام معناه أن أي عذراء أو أرملة يجب أن تكون عفيفة تمامًا. أما إذا اهتمت بهذا العالم فهي تهتم برجلها، وتهتم بالمقتنيات، وتتمسك بما تملكه، وهذا الاهتمام يلوث بصيرتها. لأنه عن طريق الرجل يتدنس الجسد، وهكذا تمسك النفس بالأمور الدنيوية، وأيضًا تشبثها بالجسديات يدنسها ولا تكون مقدسة جسدًا وروحًا. ولكن النفس التي تفكر في أعمال الله، يكون المسيح عريسها. أما إذا ارتبطت برجل فإن أعمالها ستتبع إرادة الرجل، لذلك قال: "ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل" (1كو 7: 4). وأيضًا "كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء في كل شيء" (أفس 5: 24). وبسبب هؤلاء الدنيويون، فنحن نفضل أن ترتفع أذهاننا إلى فوق، ونتشبث بعريسنا السماوي، الذي هيأ لنا هذا العرس بحسب مشيئته.