حديثها عن ثلاثة أشياء توصل الناس إلى الحياة السعيدة
ثلاثة أشياء في حياة الناس يصلون بها إلى غايتهم. أولها: أن يكون هناك حدود للشر أو نهاية له. والثاني: ترسيخ حياة الشركة مع بعض، والاهتمام بملاحظة ذلك. والثالث: ألا يرتبط الإنسان بفكره فقط، بل يسترشد بالنماذج العظيمة في الكتاب المقدس، وأن يسعى للسلوك في سيرة ترضى الله إلى النهاية.
الناس الأشرار يفرضون قوتهم بطرق عنيفة من أجل أن يمتدوا ويزدادوا. ونصفنا يحاولون تجنب الجهلة والغير منضبطين ويخافون أن يعملوا معهم، ولا ينجذبون إليهم. والصغار يحصلون على فوائد منهم. أما النوع الثالث من الناس، قادرون أن يصلوا إلى غايتهم بقوة وشجاعة، ويعيشون في بيوتهم بين الناس الأردياء ويرغبون في خلاص أنفسهم. لذلك فهم يهانون من الخارجين عنهم، ويستهزئ بهم الكسالى الذين يعيشون معهم ويفترون عليهم ويشوهون سمعتهم. هؤلاء هم الذين ينبهون الناس إلى التسبيح، وبثقة وبلا خوف يكملون عملهم إلى النهاية، لأنهم يسمعون كلام الكتاب: "طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات.فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم" (مت5: 11، 12). الرب نفسه عمل هذا، إذ كان يأكل مع العشارين والخطاة، لأنه محب للإخوة وكان يقصد أن يخلصهم من أنانيتهم. ونحن نرى الذين يضرمون النار في بيوتهم بارتكاب الأخطاء وهم يحتقرون أنفسهم، وآخرون مصرين على إنهم منقذين من الهلاك، والذين يحترقون بالغضب وهم صابرين على الإهانات، ونصفنا له شكل الأخوة من الخارج وهم مولعون بالخطية ويتجنبون الآخرون، فلا نخاف منهم ومن انتشار نارهم، والذين من النوع الثالث يستمرون في معاقبة جيرانهم الأشرار، ويضرمون النار أكثر في المتفقين معهم ويقودونهم للهلاك، ويقربون الشر من بيوتهم، وهكذا نكون في سفينة حالكة السواد عوض أن نفكر في ترطيب الأمور وتهدأتها. وعلى عكس ذلك الأبرار الصالحين فهم يتخلون عن ممتلكاتهم الشخصية من أجل أن يخلصوا، وهذا هو البرهان على المحبة الحقيقية، هؤلاء هم الذين حفظوا المحبة بإخلاص".