نصائحها بأهمية توجيه النظر إلى السمائيات
"وأيضًا كلامكم غير مناسب للانضباط. لأنه ليس كل ما تتكلمون به يأتي بثمر، ويعطل اشتياق المتوحدين لحياة الوحدة. لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، وليس كل الكلام مفيد ويساعد الناس، كما قال: "لا يجعلون خمرًا جديدة في زقاق عتيقة" (مت 9: 17). وخلاف ذلك، إن الذين يحضرون الولائم، يعرفون منظرها ويأكلون باستمتاع ومتمرسين في التذوق. أما الذين يعملون البر في العالم فلهم قوة وسلطان. وكما أن بعض الأحياء يكونون عطاشي ويعيشون على أرض جافة، والبعض الآخر على أرض بها ماء، وبعض منهم يحلق ويطير، هكذا البشر فيهم من يعيش الحياة في وسط العالم كأنهم عطشى، ويوجد آخرون يمعنون النظر فيما هو عال وسام مثل الطيور، وآخرون يخفون خطاياهم مثل الأرض المبللة بالماء مثل الأسماك، لأنه قال: "غرقت في حمأة عميقة وليس مقر. دخلت إلى أعماق المياه والسيل غمرني" (مز 69: 2)، مثل هؤلاء البشر يعيشون بالطبيعة، أما نحن فنحلق مثل النسور نحو سمو أعلى وأكثر، ونهتف بصوت عال: "على الأسد والصل تطأ. الشبل والثعبان تدوس" (مز 91: 13). فالسلطان الذي أعطى في القديم هو سلطاننا الآن أيضًا. وذلك السلطان لنا حينما تقودنا أعمالنا بوعي وفهم المخلص إلى".
44- "وبقدر ما نرفع رؤوسنا إلى العلاء بقدر ما الله أيضًا يوقف التجارب والمحن التي تكيد لنفوسنا. وما هو أعظم من أن يكون جهادنا من أجل غايات مقدسة وصالحة بحيث تضع نهاية لحسد إبليس وغيرته. وما الذي يأخذه البشر حينما يدفنون كنوزهم في الأرض ولا تتاح لهم فرصة استعمالها؟ وما سوف ينالونه إذا قاوموا المسرات الأرضية ونهلوا أكثر بغيرة وحماس من ملكوت السموات!".