مرقس كلمه لاتينية تعنى مطرقة أو طارق وقد لقب قديسنا بعدة ألقاب منها الشيخ أو الأب الروحاني أو المتوحد أو الراهب الساكت . ولد في أواخر القرن الثالث عشر في بلدة منشأة النصارى بمحافظة أسيوط . أسم أبيه مخلوف وأمه أودوكسيه .تنيح والده فارتوى مرقس بالفضائل من أمه البارة القديسة فأحب حياة البتوليه من صغره وعند بلوغه قصد الصحراء الشرقية حيث دير القديس الأنبا أنطونيوس تتلمذ على يد القمص روفائيل النعناعى الأنطونى الذي أرسله إلى دير الأنبا بولا لحداثة سنه لإتاحة الفرصة له للوحده وعدم مخالطة الناس
عاش في الدير ولم يخالط أحداً وحفر لنفسه مغارة في بستان الدير وعاش فيها ستة سنوات حياة التقشف والزهد والنسك ويوجد بدير الأنبا بولا عين ماء على أسمه كان قد حفرها بنفسه ليسقى بها الأشجار ولخدمة الأباء الشيوخ وقد أطلق عليها بعد نياحته عين الشفاء لشفاء الكثيرين من المرضى الذين يزورونها . لم يكن يحتذي بحذاء في قدميه وذلك إمعانا في الزهد والتقشف . كان يتغذى بالعشب والماء ولا يأكل سوى نوع واحد من الطعام ولا يشبع منه . في أحد المرات أصيب القديس أثناء عمله من ضربة فأس على يده فكان سيموت لعظم الضربه فوضع القديس يده على صورة العذراء مريم فسمع صوتاً من الصورة قائلاًله ( قم يا أبني مرقس لن يصيبك موت في هذا الزمان بل تعيش لقيام آخرين ) صار جسد القديس مرقس هزيلاً حتى خاف الرهبان عليه فحملوه وذهبوا به إلى دير الأنبا أنطونيوس وطلبوا من رهبانه أن يعتنوا به . كان راهباً مطيعاً لكل إخوانه الرهبان الكبير والصغير حتى وهو في التسعين من عمره وكان مثال للرحمه ومن أقواله ” ليس في الفضائل كلها ما يصعد أمام الله أعظم من الرحمه ” لقد قضى زمانه كله باكياً ومع ذلك كان بكاؤه ممزوجاً بالابتسامه كما عاش مفضلاً الصمت لذلك أطلق عليه البدو “الراهب الساكت”. كان الرب يكشف عن عيني الأنبا مرقس فيرى خطايا الناس وأسرارهم قبل أن ينطقوا بها كما كان يذكر لأولاده عن أمور تحدث قريباً أو أناس سوف ينتقلون أو أناس قادمون إلى الدير في الطريق . كان مواظباً على حضور القداس والتناول من الأسرار المقدسة كل يوم طيلة حياته وإذا لم يستطيع لشدة مرضه كان يأتيه ملاك الرب ليناولة إياها فقد كان له علاقة قويه بالسمائيين فعند نياحته حضرت أم النور والقديسان العظيمان الأنبا بولا والأنبا انطونيوس. في ذات مره سمع القديس رعداً عظيماً في السماء لم يسمعه أحد من الاخوة وقال : أقول لكم يا أولادي إن خطايا الناس وآثامهم قد علت إلى السماء وهوذا لي ثلاثة أيام وأنا أسمع الشهداء والقديسين يطلبون أن تباد الأرض وما عليها … ولكن لم يدعهم المسيح قائلاً : أما تعلمون أن الفاخورى إذا كسرت صحفه واحده يحزن ويتألم عليها . أما تنظروا يا شهدائي أثار المسامير والحربة التي طعن بها جنبي بسببهم . أما تنظرون أثار الضرب بالسياط الذي على جسدي من أجلهم … إنتظروا قليلاً حتى يتوبوا عن خطاياهم وألا أمنع عنهم رحمتي . وفى أيامه الأخيرة صنع لنفسه تابوتاً من الخشب وكان لا يكف عن الجلوس أمامه باكياً حتى تحقق قرب انتقاله وأوصى أن يدفن في المكان الذي فيه الآن ( في كنيسته بالدير). في يوم 8 أبيب الموافق 15يوليو دق ناقوس الصلاة الساعة السادسة مساءاً فطلب القديس من أخوته وتلاميذه أن يذهبوا للصلاة ويتركوه وحده . أما هو فأسند رأسه على أحد تلاميذه ورشم ذاته بعلامة الصليب وأسلم الروح بكل هدوء وراحه . بركة صلواته مع جميعنا امين