منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 07 - 2014, 03:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

أولاد لم يموتوا بل هم في حياة في السماء

من أكبر الخيرات أن الأولاد يتخلصون وهم صغار من عالم الإثم وشر الخطية بانتقالهم سريعا إلى صروح الأمجاد العلوية ومقر الراحة الأبدية. فما أحسن الإيمان أن نتحقق أو أولادنا في السماء ونتأكد سعادتهم. ومن يعلم ماذا يصيب الأولاد الباقين في الدنيا عندما يكبرون؟ ربما يعيشون ويفقدون تلك الحياة المجيدة في عالم الأبدية. أما ذلك الولد الذي نقله الله إليه. فلا شك أنه ملاك طاهر ضمه إلى صفوفه الأطهرين، فالولد لم يفقد بل هو حي في السماء عند الرب.
أيها الوالدون أنكم تودون كل السعادة لأولادكم وتصلون لأجل نجاحهم وخلاصهم. وتسعون بكل قوتكم لإيصال كل خير لهم. وإذا عرض لأحدهم مرض تنسون أنفسكم وتسهرون عليه وتبذلون أنفسكم. ولا تبالون بحياتكم لأجله. لأنكم ترغبون كل الرغبة في أن يحصل على أسمى سعادة. ألم تنذر أيها الوالد ولدك عند المعمودية بأنه يجحد الشيطان وينكر الإثم ويعيش لله؟ فما بالك تغضب الآن وقد حصل على نصيب أحسن مما تمنيته له، وحاز مجدا وسعادة أبدية وتخلص من أتعاب الحياة ومشاهدها المملوءة بالأوجاع. ربما يقول والد أن ولده كان ذكيًا عاقلًا وكانت آثار النباهة بادية عليه منذ طفولته: ولو عاش لعد من الرجال الحقيقيين ونال كذا وكذا: لنفرض أنه عاش وظهرت علامات حذقه ومهارته وبلغ شأوا كبيرا في الحكمة والعلم والمجد: فهل تقيسون حكمة الأرض بما حصل عليه من الحكمة في السماء؟ هناك تكشف له أعمال السرائر: وتظهر له المكنونات: ويدرك ما لا يستطيع أن يدركه أكبر الفلسفة هنا: فهو الآن في مدرسة المخلص يعرف مقاصد الله ويطلع على حكمة عنايته: هناك يرافق موسى وصموئيل وداود وإشعياء وباقي الأنبياء والرسل، ويدرك كل شيء. وما هي مراتب المجد العالمي بالنسبة لبهاء ذلك المجد الذي حصل عليه في السماء؟ كان بالأمس ولدا صغير على ذراعي أمه يتلهى بألعابه: أعمى عن إدراك أقل شيء. لا يعرف ما ينفعه مما يضره: فأصبح الآن ملاكا بين زمرة الأطهار. وقواه العليقة التي كانت لا تزال في بدء نموها أضحت الآن كاملة. هل تود أيها الوالد أن يرجع ولدك ويطرح من يده قيثارة الذهبي ويعود إلى ألعابه الأرضية: أتريد أن يعود طفلا يمرض ويتألم ويعيش في الجهاد والألم ثم يموت؟ أنه لا يريد أن يبدل عشرة الملائكة والقديسين بعشرة سكان الأرض، ولا يعود أن يغير منظر الأمجاد السماوية بالنظر إلى شقاء وتعاسة هذه الدنيا: بل لا يريد أن يبدل ساعة واحدة من ساعات مجده بعشرة آلاف عالم مثل هذا العالم.

أولاد لم يموتوا بل هم في حياة في السماء
اعلم أيها الوالد أن ولدك الذي خطف من بين يديك لم يسرقه سارق، ولأذهب إلى أرض موحشة. بل أن الرب نقله من ميدان الحروب ومعمعة الشر والخطر إلى حصن الأمن والسلام، حيث يتمتع بالمجد في النعيم. ولم بقى الأرض لصرف أيامه في الشقاء والتعب والجهاد كما تشعر أنت الآن. قد تخلص من آلام الدنيا وخرج من قفارها حيث لا تقدر مصائبها أن تصل إليه. نقل من تربة الدنيا المعرضة للزوابع وريح السموم وغرس في جنة الله فهل هو عزاء قليل أن تعرف وتتحقق أن ابنك في السماء؟
إن تلك الإزهار اليانعة التي كانت تزهو وتزهر في رياض العالم وذبلت من الدنيا قد أزهرت الآن في فردوس الله. وهاتيك الشهب الصغير التي غابت عيوننا ونظن أنها أطفئت. ليست إلا محتجبة وراء الأفق وتضيء الآن بلمعان ساطع في ديار المجد والنعيم. وتلك الجواهر التي كانت مرصعة على أعناق الوالدات رصعت بالمجد في ذلك الملكوت الأبدي، وتلك الشفاه الصغيرة التي ما كانت تقدر أن تنطق بتسبيح اسم الربتنادى الآن بألذ أناشيد الحمد والخلاص، وترنم ترنيمات الشكر والسعادة للجالس على العرش. فكف عن أحزانك أيها الوالد (أو أيتها الوالدة) وامسح عبراتك فان ابنك الذي انفصل عن ذراعيك الأبوية هو الآن على ذراعي المخلص. هل كنت تود لولدك الوقوع في الآلام التي تعانيها أنت الآن والمرور في تجارب كالتي تصيب باقي البشر؟ هل كنت تريد أن يتمزق قلبه كما يتمزق قلبك الآن، ويشاهد ما تشاهده من مناظر الشقاء والتعاسة التي تراها في الدنيا كل حين. أليس أن مسيره إلى السماء بدون دخوله جحيم الآلام ونيران عذاب هذه الحياة مما ينبغي أن تقدم لأجله الحمد والشكر للعناية السامية التي أنقذته من الأوجاع. تذكر الجهاد الذي جاهدته في العالم والأخطار المحيطة بك، وحينئذ تشكر الله على وصول ولدك إلى مواطن السلام بلا مشقة ولإجهاد: وان قلت أن فراق الولد خطب صعب لا يحتمل: أجبتك نعم. لكن مصائب العالم وأتعابه خطب أصعب. لعلك وضعت كل محبتك في ولدك فاختطفه الله منك لتوجه قلبك إليه تعالى، ورفعه إلى السماء لترفع أنت أيضا أفكارك إلى فوق حيث المسيح جالس.
قال السيد لتلاميذه: "خير لكم أن أنطلق" يو (16: 17) لأنه لو بقى على الأرض لبقيت أفكار التلاميذ معلقة به على الأرض، ولكن لما ارتفع عنهم إلى السماء ارتفعت أفكارهم إلى فوق. لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك. فطالما أحباؤنا الذين نحبهم معنا على الأرض فلا تزال أفكارنا فيهم، ولكن إذا امتدت يمين العلى ونقلتهم إلى مقاصير السعادة الأبدية صعدت أفكارنا إليهم وفكرنا في نصيبهم ومجدهم وطلبنا أن نسلك طريقهم للوصول إليهم أخير، وكثيرا ما يخطف أعز ما تتعلق به قلوبنا، وأهم ما نتكل عليه سواء من الوالدين أو الأولاد أو الأصدقاء حتى يبقى هو وحده تعالى ركن إيماننا، وموضع اتكالنا ورجائنا، وأعز ما يملك على قلوبنا.
قال بعضهم: رأيت راعيا يسوق قطيعه إلى الحظيرة، والقطيع يأبى الدخول مفضلا التيه في الوعور والقفار حيث زوائر الوحش ومخالب الأسود. فكَلَّ الراعي. ثم أخذ خروفا صغيرا على ذراعيه وضمه بلطف إلى صدره ودخل به إلى الحظيرة فتبعته أم الخروف فتبعها القطيع جميعه فبات الكل في أمن وسلام، كذلك الله يقودنا إلى الحظيرة السماوية فنأبى إلا التيه في قفر الغرور، فيأخذ صغارنا ويدخلهم السماء فنتبعهم كلنا، ويقتدي بنا الآخرون فتقيم هنالك في أحسن أمن وخير وسلام. عناية لا يبصر جمالها إلا من أنارت عينيه أشعة الروح القدس، ولا تدرك فوائدها إلا الألباب التي لم تسكر بخمره هذا العالم الباطل.
لا شك أن هذه التأملات بل الحقائق بل الحقائق السامية من شأنها أن تمسح دموع الوالدين، وتملأ قلوبهم بالصبر والتسليم وتحول أحزانهم إلى أنهار تعزيات.
ولو أمكن للأولاد المنتقلين أن يخاطبونا وأمكن لنا أن نسمع أصواتهن لسمعناهم يقولون بنغمة الفرح: إن الذي خلقنا يحبنا ولم يرض أن نذوق مرارة شقاء الدنيا، ودعانا سريعا إلى مجده فلبينا الدعوة فرحين وخضعنا لإرادته شاكرين، ونحن الآن في غبطة لا تخطر على بال أحد من سكان الأرض. لقد أصبحنا أنقى من ذرات النور وأبهى من الشمس حيث ننتقل من مجد إلى مجد، ومن نعيم إلى نعيم ونتردد على سعادات لا توصف. فلا تبكوا علينا بل ابكوا على أنفسكم لأنكم لا تزالون في شقاء أرض المنفى. أما نحن فقد رجعنا إلى وطننا الدائم. مساكين أنتم الآن فيما تعانون، وماذا كنا نصادف في العالم لو عشنا على الأرض كما أنتم الآن عائشون. فالحمد لله على النصيب الذي منحه لنا. فلماذا نراكم أيها الوالدون تحزنون وتبكون على نصيبنا السعيد الذي سبقنا فنلناه. قد سبقانكم إلى المجد فان كنتم تحبوننا فافتكروا في نصيبنا، وليكن همكم وأنتم على الأرض أن تحصلوا على مثل ما حصلنا إلى أن يقضى الله بمجيئكم إلينا وحينئذ تقدرون أن ترونا ونراكم ونكون معا إلى الأبد بلا افتراق ولا انفصال. لا تبكوا علينا بل اخضعوا لما رسمته المشيئة الإلهية. لأنه هكذا أنعم الله علينا فالحمد لاسمه العظيم، ومتى تأملتم خساسة الدنيا وتغير الزمان وقصر الحياة وقابلتموه بأمجادنا الأبدية وأدركتم عناية الله اعترفتم بمحبته التي نقلتنا من أحضانكم إلى أحضان الرحمة الأبوية. قبلاتكم التي كنتم تقبلوننا بها لا تساوى شيئا مما نشعر به الآن من محبة. فخلوا عنكم الحزن والألم وإياكم والاعتراض على أعمال الله فان ما يتراءى لكم أنه قساوة نراه نحن عطفا، وما ظننتموه غضبا حسبناه نحن رحمة ومحبة، ولا تقولوا أننا خرجنا من العلم في أوائل الحياة. فإننا قضينا الغاية من الوجود وهى الحصول على السعادة والمجد والتمتع بالله إلى الأبد. تلك الغاية التي لم تبلغوها أنتم بعد والتي نرجو أن تحصلوا عليها. وها نحن الآن نرتل مع الملائكة ترنيمة جود الله ونسبحه كل حين على هذه النعمة. فلا تنكروا أنتم هذا الإحسان والجود. بل اشكروا الله وتعزوا بأن لكم أولادا في السماء يقفون أمام الله ويرون وجهه كل حين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن كان أولاد الله ينطلقون في حياة توبة وصلاة
يا لها من لحظة في حياة كل واحد من أولاد الله
الخلوة عنصرًا أساسيًا في حياة أولاد الله
قوة وفاعلية سر إفخارستيا في حياة أولاد الله
معان روحية للجبال-الجبال فى حياة الرب يسوع-الجبال فى حياة أولاد الله


الساعة الآن 07:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024